"المثابرة، والعاطفة والتفاني، هي الصفات المطلوبة من أي صاحب مشروع"، هذا ما أكدت عليه مؤسسة العلامة التجارية "MOUNAY"، منى ميقاتي، في حديث خاص مع "النشرة الاقتصادية"، تمحور حول مسيرتها في مجال تصميم الأزياء، ورؤيتها لواقع المرأة الاجتماعي والسياسي اليوم.

حصلت منى ميقاتي على اجازة في مجال الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، "AUB"، ثم عملت في شركة متعددة الجنسيات لمدة 4 سنوات، قبل أن تقرر أن الوقت قد حان لإجراء تحول رئيسي نحو عالم الموضة، فأطلقت عام 2013 علامتها التجارية الخاصة "MOUNAY"، وهي تعيش حاليا في دبي مع زوجها.

- لماذا قررت الانتقال الى مجال الموضة والأزياء؟

لطالما كان لدي ميلا نحو الأزياء، لكنني انتظرت الفرصة المناسبة للدخول في هذا المجال.

عام 2011، توجهت إلى مدينة نيويورك وتابعت دروسا مكثفة لمدة عامين في تصميم الأزياء، في جامعة "FIT". وخلال فترة الدراسة، تدربت لدى العلامة التجارية المعاصرة في مانهاتن "CallulaLillibelle"، كما شاركت في حفل "Spring 12" للأزياء، الذي تنظمه شركة "مرسيدس بنز".

أما في العام 2013، فقررت الانتقال إلى منطقة الشرق الأوسط لإطلاق علامتي التجارية الخاصة "MOUNAY"، التي تتوجه الى المرأة الأنيقة وغير التقليدية.

- لماذا اخترت اسم "MOUNAY"؟

عندما كنا نبحث عن تمسية للعلامة التجارية، أردت أن يكون اسمي "منى" موجودا، وفي الوقت نفسه أن يكون لها معنى شرقيا، فتوصلنا الى "MOUNAY"، أي "أمنيتي".

- من أين أتيت بالتمويل اللازم للبدء؟

عندما كنت أعد دراسات الأعمال قبل إطلاق "MOUNAY"، قررت أنني أريد تنمية وتوسيع العلامة التجارية في خطوات صغيرة وثابتة، بدلا من البدء باستثمارات كبيرة.

وحتى اليوم تعتبر "MOUNAY" عملا تجاريا بتمويل ذاتي.

- كيف تواجه "MOUNAY" المنافسة الكبيرة؟

أسعى من خلال "MOUNAY" الى تقديم نوعية ممتازة من الملابس الراقية، بأسعار جيدة، ومصممة حسب ذوق المنطقة. تميزنا يظهر من خلال خيارنا للأقمشة والأنسجة، وتقنيات الخياطة والتفاصيل النهائية. فمن المهم جدا أن تكون الملابس الجاهزة مقدمة بشكل جميل ومتقن من الداخل والخارج.

أنا أعتبر نفسي محظوظة جدا بأن يكون لدي فريق عمل نشيط ومحترف في بيروت، ونحن نعمل على كل قطعة كما لو أنها الوحيدة.

- من هم زبائن "MOUNAY"؟

"MOUNAY" تتوجه الى المرأة الراقية والأنيقة، ذات نمط الحياة الحافل. فمعظم تصاميمنا قابلة للارتداء في الليل والنهار بكل بساطة.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج بيروت ودبي؟

عندما أطلقت العلامة التجارية، تمكنت من بيع التصاميم في متجرين للعلامات التجارية، لديهما فروعا عدة في مدن لبنانية مختلفة. وتواصلت بعدها مع آخرين يرغبون بضم "MOUNAY" الى متاجرهم.

أما بالنسبة للأسواق الخارجية - التي كانت تستحوذ على تركيزنا الرئيسي عند اطلاق العلامة التجارية – فالفكرة تتمحور حول الانتاج محليا والبيع دوليا. وكبداية، تمكنا من ايصال العلامة التجارية الى العديد من المدن العربية والعالمية من خلال البيع عبر الانترنت والشحن دوليا. وخطوتنا التالية هي استهداف المتاجر الدولية.

- من أين تستوحين التصاميم؟

يلهمني كل ما هو من حولي مثل الفن، والناس، والطبيعة، والموسيقى...

هدفي في كل مجموعة، هو تقديم شيء جديد مع الحفاظ على هوية العلامة التجارية من موسم الى آخر.

امرأة "MOUNAY" هي معاصرة ومميزة، وفخورة جدا من جانبها الأنثوي، ولا تخاف من اظهاره.

- ما هي الصعوبات المهنية التي عانيت منها؟

الصعوبة الأكبر تكمن في العيش في دبي، وتواجد فريق العمل في لبنان، لكنني أحاول التغلب عليها من خلال زياراتي المتكررة إلى بيروت، ومتابعتي المستمرة لحسن سير العمل مع الفريق.

كما أن مصادر بيع الأقمشة بالجملة لا تزال بدائية وبسيطة في لبنان والمنطقة، وبالتالي اضطررت للتوجه إلى الخارج من أجل تأمين احتياجات "MOUNAY".

- هل واجهت أي تمييز لأنك امرأة؟

الأزياء هي صناعة صديقة للنساء، كما أن تصاميم "MOUNAY" مكرسة للنساء ومصنعة في معظمها من قبل النساء، لذلك لم أواجه أي تمييز من هذا النوع حتى الآن.

- ما الذي ساعدك برأيك على النجاح؟

خلفيتي في مجال الأعمال التجارية ساعدتي بشكل كبير، كما أن عملي سابقا في شركة متعددة الجنسيات، ساهم بالتأكيد بتطوير مهاراتي كي أكون قادرة على فهم الجوانب المختلفة من عملي الخاص.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المثابرة، والعاطفة والتفاني، هي الصفات الأساسية المطلوبة من أي صاحب مشروع، كي يتمكن من بناء شبكة عمل قابلة للتطبيق بين المنافسة.

وأخيرا، أعتقد أن دراستي وعملي في نيويورك، ساهما بشكل كبير في تطوير معرفتي وضبط مهاراتي.

- ما هي رؤيتك للمستقبل؟

على المدى الطويل، أتطلع إلى التوسع خارج منطقة الشرق الأوسط، وافتتاح المتاجر الخاصة بـ"MOUNAY".

- كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم؟

"هي" تعاني من عدم الاستقلالية، ومن التوقعات الاجتماعية نحو عائلاتهن. لكن المرأة اللبنانية والعربية تشق، يوما بعد يوم، طريقها نحو أعلى السلم في العالم المهني.

وأنا أعتقد أن تمكين المرأة يساعد على نجاح الأجيال القادمة، وخلق مجتمع أكثر صحة.

- أخبرينا عن دور الرجل في حياتك.

أنا محظوظة جدا لأن عائلتي تدعم المبادرات والمشاريع الجديدة الى أقصى الحدود. فكلما اجتمعنا، غالبا ما نناقش ونطرح الأفكار معا، ونعمل على تحسين الأعمال الحالية، أو انتهاج الفرص الجديدة.

كما أن زوجي الذي يعمل في مجال الاستشارات الإدارية، يساعدني على هيكلة جوانب عديدة من الأعمال، من خلال تقديم الدعم في القرارات الاستراتيجية والخيارات المتاحة للنمو.

- هل لديك أي طموح سياسي؟

ليس لدي أية طموحات سياسية، بل أفضل تكريس وقت فراغي في العمل الاجتماعي في المستقبل. لكنني أؤمن بشدة بدور المرأة في المشاركة في بناء أجيال المستقبل، وأعتقد أن وجودها يجب أن يكون أقوى في البرلمان.

لذلك أقول لها "آمني بأن كل شيء ممكن ان كنا نعمل بجهد كاف. وأشركي العاطفة بكل ما تقومين به".