من الصور الحضارية للمجتمعات المتقدمة والمثقفة أن أفرادها بمختلف مستوياتهم العلمية والفكرية والاجتماعية يقبلون على القراءة بشكل كبير، حتى أصبح الفرد منا يتصور بأن تلك المجتمعات مصابة بمرض نفسي، ولكن في الحقيقة هذا ليس مرضاً، إنما هو حالة صحية قوته الدافعة هي حب الاستطلاع والمعرفة عند الإنسان، فنجد الواحد منهم لا يجلس في مكان إلا وفي يده كتاب ما، حتى باتت القراءة وسيلتهم الأولى في التنمية والارتقاء.

 فأي أمة لا يمكنها أن تخرج من نفق التخلف ما لم تقرأ، ولكن للاسف نحن أمة "لا تقرأ"، إذ على الرغم من وصول عدد سكان العالم العربي إلى أكثر من 280 مليون نسمة، وتناقص عدد الأميين بسبب قوانين التعليم الإلزامي، ما زال الناشر لا يطبع من أكثر كتبه رواجاً أكثر من 3000 نسخة، وأصبحنا نرى تراجعاً كبيراً عما كان عليه الكتاب في المراحل السابقة.

"Lebanon book club" نادٍ لبناني خاص لمحبي القراءة، ويهدف الى زيادة عدد القراء ونشر الثقافة أكثر في المجتمع اللبناني من خلال تنظيم لقاء دوري لمناقشة عدد من الكتب وتبادل المعلومات. ولأن "Lebanon book club" من الأندية القليلة في لبنان التي تحاول ترسيخ الحياة الثقافية بين الناس كان للنشرة الإقتصادية حديث خاص مع المسؤول في النادي سيمون أبو رضى الذي تحدث عن أهدافهم ونشاطاتهم المستقبلية.

- ما هو "Lebanon book club"؟ وما طبيعة النشاط الذي تقومون به؟

"Lebanon book club" هو نادي خاص لمحبي القراءة في لبنان، حيث ننظم حدث كل شهر يشارك فيها مجموعة من الشباب لمناقشة عدد من الكتب التي قرأوها.

فكل محبي القراءة في لبنان يمكنهم المشاركة في نشاط "Lebanon book club"، وفتح نقاش مطول حول الكتب التي تمت قراءتها، ولا ينحصر النقاش حول نوع معين من الكتب بل يتم النقاش حول مختلفة ومتخصصة في العديد من المجالات.

والأن نحن نقوم بلقاء كل شهر، إلا ان هناك توجه لإقامة نشاطين كل شهر بسبب الطلب الكبير والإقبال الجيد على نشاط النادي.

وفي السابق كان عادة اللقاء في مكتبة سن الفيل، ولكن مؤخرا أصبحنا نجتمع في "مكتبة أنطوان" في أسواق بيروت.

- من هو صاحب الفكرة؟ ولماذا قمتم بإنشائها؟

بدأ الفكرة مع شاب لبناني يدعى روبرتو موسي، وأنا كنت عضوا في النادي وبدأت بالمشاركة معهم منذ البداية، ولكن فيما بعد إنسحب روبرتو، وأصبحت أنا المسؤول عن إدارة النادي وتنظيم النشاكات.

والهدف من هذا النشاط هو جمع عدد من الأشخاص لديهم نفس الأفكار والإهتمامات لمناقشة مواضيع ثقافية مختلفة، وللإستفادة من خبرات الأشخاص الأخرين والتشجيع على القراءة أكثر في لبنان.

- هل هناك إقبال كبير على نشاطاتكم؟

الإقبال جيد، فعدد المشاركين يصل الى أكثر من 25 شخص في بعض الأحيان، والأن أصبحنا نلاحظ أن بعض الأشخاص يطلبون إقامة لقاءين في الشهر بدلا من لقاء واحد.

والمشجع أكثر، أن هناك عدد كبير من الأشخاص الجدد يسمعون، ودائما هناك أشخاص تشارك لأول مرة.

- هل توافق بأن نسبة قراء الكتب والصحف تتراجع مع إنتشار الإنترنت؟

طبعا هناك تراجع في نسب القراء، والمشكلة هي أن منطقتنا تعاني في الأساس من هذا الموضوع، فنحن في الدول العربية شعوب لا تهتم كثيرا بالقراءة مقارنة مع الدول الأجنبية.

وجاء إنتشار الإنترنت بين الناس وخصوصا مع الهواتف الذكية، ليكون سببا إضافيا أدى الى تراجع نسبة القراء للأسف.

- كيف تسوقون لنشاطاتكم؟

نسوق للنشاط من خلال ثلاثة طرق، الأولى من خلال صفحة الـفيسبوك الخاصة بنا، والثانية من خلال البريد الإلكتروني "E-mail" خصوصا للأشخاص الذين يشاركون معنا دائما، بالإضافة الى تسويق النشاط أو الـ"event"، في بعض المواقع المختصة بنشر النشاطات والتي أصبحت منتشرة بشكل كبير في لبنان.

- هل تقترحون بعض الكتب على المشاركين لقراءتها؟ أم ان كل شخص يقرأ الكتاب الذي يريده؟

منذ أن بدأنا بالنادي، قررنا أن لا نحدد نوع الكتب التي ستقرأها المجموعة المشاركة في النشاط، ولكننا نحاول تشجيع المشاركين بأن يقرأ كل أربع أشخاص كتاب معين حتى نستطيع أن نعطي الكتاب حقه في النقاش، ولكي لا يكون عدد الكتب المطروحة خلال اللقاء كبير جدا، ولكن عادة لا نستطيع السيطرة على هذا الموضوع لأن إهتمامات المشاركين مختلفة دائما.

- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

حاليا نحن هواة ولسنا جميعة مسجلة ورسمية، ولكن نحاول المشاركة في العديد من النشاطات الثقافية مثل معارض ومتاحف وغيرها لتشجيع أكبر عدد من الأشخاص للإنضمام إلينا ومحاولة زيادة عدد القراء ونشر الثقافة أكثر في المجتمع اللبناني.