"أنا أتقدم وأنجح في مجالي لأنني امرأة"، هذا ما أكدت عليه مؤسسة العلامة التجارية "Roula Kehdi Creations"، رولا كعدي، خلال اللقاء الذي جمعها مع "النشرة الاقتصادية"، والذي تم خلاله الحديث عن المفهوم الجديد من الاكسسوارات الذي أطلقته مؤخرا، وعن رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم.
 
- أخبرينا عن تخصصك الجامعي وبداياتك المهنية؟
 
حصلت على اجازة في التسويق التجاري، وعلمت في مجال الاستشارات الاعلامية والاعلانات لمدة 10 سنوات، قبل أن أبدأ بالظهور على شاشة التلفزيون من خلال برنامج "من الآخر" الحواري – الاجتماعي، الذي يعرض على قناة الـ"MTV" منذ 4 سنوات.
 
يتألف هذا البرنامج من 6 ضيوف دائمين من خلفيات مختلفة، يجلسون حول طاولة ويتناقشون؛ وأنا أحاور من زاوية متخصصة في وسائل الاعلام والموضة.
 
- كيف تبلورت حياتك المهنية حتى وصلت الى مكانك اليوم؟
 
من خلال عملي في مجال التلفزيون، بدأت بالغوص في الموضة ومع الوقت وسعت معرفتي في هذا المجال. فاهتميت بطلات مذيعات ومذيعين لبرامج في الدول العربية على محطات عدة. كما طورت قادعة من الزبائن في لبنان والخليج، للاهتمام بمظهرهم من الألف الى الياء. 
 
وفي آذار الماضي، خلقت مفهوما جديدا على صعيد العالم، وقدمت اكسسوارات للرجلين أو للأحذية، تحت اسم العلامة التجارية "Roula Kehdi Creations".
 
- من أين أتيت بفكرة تصميم الاكسسوارات الخاصة بالأحذية؟
 
أنا شخص يحب الأكسسوارت والأحذية كثيرا، وشعرت أنه بامكاني اختراع مفهوم جديد ومميز، وغير متواجد في الأسواق.
 
وذات يوم كنت جالسة أفكر بما هو ناقص، وأتتني الفكرة لتصميم هذا النوع من الاكسسوارات. فبدأت بالعمل على هذا المشروع، وفي آذار 2014 قدمت مجموعة تتألف من 18 موديلا.
 
- ما هي مصادر الالهام التي تعتمدين عليها في تصاميمك؟
 
لا بد من الاعتراف بأنه من الصعب جدا تقديم 18 موديلا جديدا. لكن الفكرة بدأت صغيرة، ومع الوقت عملت على تطويرها من خلال الأبحاث، والأفكار المستوحاة من الأحذية والأساور. فاستخدمت في تصاميمي الجلد، والحديد، والسلاسل، وصممتها كي تتناسب مع كافة المناسبات والأذواق.
 
- هل شهدت تصاميمك اقبالا عند اطلاقها؟
 
أنا شخص معروف في مجال الموضة، كما أن وجهي مألوف اعلاميا، لذلك كان لهذين العاملين تأثيرا كبيرا على نسبة الاقبال.
 
كما أن حفل الاطلاق حصد تغطية اعلامية قوية وواسعة؛ اذ دعيت أكثر من 500 شخص الى "Saifi Village"، ولم أقل لأحد ما هو نوع الاكسسورات التي سأقدمها. فاستغرب الجميع في البداية، وتفاجأوا عند رؤية اكسسوارات للأحذية، خاصة أنها ليست متواجدة من قبل في الأسواق. لكنهم أحبوا هذه الفكرة الجديدة، وبالتالي تمكنت من تسويق علامتي التجارية من خلال أحاديث الناس ومعارفهم.
 
- هل تمكنت من ايصال منتجاتك الى الخارج؟
 
لا شك في أن "Roula Kehdi Creations" وصلت الى عدد كبير من البلدان، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "انستغرام" و"فيسبوك". كما أن هناك الكثير من المحلات والمصميين في الخارج الذين رأوا تصاميمي وأحبوها. وفي أيلول القادم سوف أبدأ المرحلة الأولى في مشروع العبور الى خارج الحدود اللبنانية.
 
- ما هو الحافز الذي دفعك الى التقدم مهنيا؟
 
أصل دائما الى مكان أشعر فيه أنه بامكاني اعطاء المزيد، فأنا شخص طموح الى درجة كبيرة، وأسعى دوما الى التقدم وتقديم الجديد، لأنني بطبعي أحب التغيير والتجديد.
 
- ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقبلية؟
 
لقد حققت الكثير في مجال الاعلام والتلفزيون والموضة، لكن هذا الأخير متشعب وواسع جدا، ولديه قيمة كبيرة لدى النساء. لذلك أسعى دوما للقيام بمشاريع جديدة وايصال أفكاري الى أكبر عدد ممكن من الناس.
 
ولا بد من القول أن مشاريعي كثيرة، اذ أعمل على توسيع العلامة التجارية، واطلاق مجموعة جديدة من المنتجات كل فترة. كما أنني سأبدا السنة المقبلة بتصميم الثياب الشبابية وغير الرسمية.
 
- ما هي الصعوبات التي واجهتك طوال مسيرتك المهنية؟
 
لا يمكنني حقا أن أشتكي من صعوبات كبيرة، انما عانيت من مشاكل بسيطة يومية وخفيفة جدا لا تذكر، الحمد لله. وبامكاني التأكيد أن مسيرتي حتى اليوم هي خالية من الصعوبات.
 
اشارة الى أن الصعوبة الوحيدة التي واجهتها كانت في ايصال الفكرة الى الناس الذي عملوا على تنفيذ التصاميم، فأنا لست متخصصة في الرسم، وبالتالي علي التركيز أكثر على الشرح والاشراف.
 
- هل واجهت يوما أي تمييز لأنك امرأة؟
 
أبدا، بل على العكس أعتقد أنني أتقدم وأنجح في هذا المجال لأنني امرأة. 
 
- ما الذي يقف برأيك عائقا اليوم أمام تقدم المرأة اللبنانية؟
 
معوقات نجاح المرأة سببها الرجال والدولة أي الحكام، لأنهم يعلمون أن المرأة قادرة على الوصول والتقدم وتخطي الرجل حتى، وبالتالي يخافون من أن تشكل خطرا عليهم، لذلك لا يعطونها حقوقها. فنحن للأسف نعيش اليوم في ظل مجتمع ذكوري 100%.
 
- كيف تقيمين دور الرجل في حياتك؟
 
للرجل دور مهم جدا في حياتي، لكنه ليس أساسي. فهو شخص يقف الى جانبي، ويدعمني، ويحبني، ويحترمني، ويساندني. كما أنه يكملني بطريقة ما، فالتجارب المعاشة بين شخصين هي جميلة وجوهرية.
 
أنا أتشارك حياتي مع الرجل، كما أنه يعطيني ثقة بنفسي كي أشع أكثر.
 
- هل تؤيدين اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي اللبناني؟
 
أنا حتما مع اقرار الكوتا، فلو تواجدت المرأة أكثر في الحياة السياسية في لبنان، لما كنا نواجه اليوم هذا الكم من المشاكل. لكننا نريد نساء ذات كفاءات عالية، وليس مجرد أعداد وأرقام غير فعالة.
 
وأنا شخصيا لدي طموح سياسي، لكنني لن أسعى الى تحقيقه اليوم، اذ لا يزال لدي الكثير من الطاقات لتفجيرها. وعندما أبلغ العمر المناسب، سأتجه الى السياسية أو الى دعم المجتمع المدني في قضايا المرأة.
 
- ما هي نصيحة رولا كعدي الى المرأة؟
 
أنصحها أن تفرض نفسها ولا تخاف. فلو ترددت، لن تتمكن أبدا من تحصيل حقوقها.