أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر، والمخاوف الامنية في الضاحية الجنوبية ما زالت قائمة. فبعد فترة من الهدوء الأمني الذي عاشه لبنان لفترة قليلة من الوقت، عاد وتعكر المزاج العام بعد حدوث التفجيريين في كل من منطقة الحمراء و الضاحية الجنوبية لبيروت، وكالعادة وعند حدوث الإنتكاسات الأمنية يكون القطاع الإقتصادي والتجاري في لبنان من أول ضحاياه.

من المعلوم جيداً بأنه وعلى الرغم من الحالة الإقتصادية الصعبة التي تعيشه الأسواق التجارية في ضاحية بيروت لكن التراجع الحاد في الإداء التجاري أصاب جميع الأسواق التجارية اللبنانية الأخرى، هذا ما أكده رئيس جمعية "تجار سوق معوض" عصام عبدالله للنشرة الإقتصادية. وأوضح أن الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد، تنعكس سلباً على المناطق اللبنانية كافة، ولا تستهدف الضاحية الجنوبية فحسب.

وعن تقييمه للحركة الإقتصادية في "سوق معوض التجاري" قبل شهر رمضان قال عبدالله: في الحقيقة لقد تأثر الوضع الإقتصادي بتردي الأوضاع الأمنية وخصوصاً بعد آخر تفجيرين، بعض المغتربين ألغوا زياراتهم الى لبنان، الامر الذي انعكس سلبا على حركة الشراء. مع العلم بأن البلاد متأثرة بالأحداث التي تحصل بالمناطق المحيطة بنا...فالوضع الإقتصادي تزعزع جداً من هذا الموضوع وخصوصاً في هذه الفترة.

أضف إلى ذلك، القصور في ضخ الاموال وتوظيفها بسبب التهديدات امنية، التي طالت المنطقة برمتها، إلى جانب المشاكل الداخلية من تأخير الرواتب وعجز الميزانية. هذه الملفات كلها أثرت سلبا على القدرة الشرائية للمواطن اللبناني. وعن الحلول قال عبد الله أن بوادر الحل ليست قريبة لأن الاساس الاقتصادي هش ولا يعول عليه.

وعن عدد المحال التجارية والمؤسسات العاملة في سوق معوض أشار عبد الله بأن الرقم أصبح 120 محال تجارياً، ولكن بعض المحال أغلقت أبوابها بسبب ضعف الحركة التجارية وهؤلاء بلغ عددهم 35 متجراً، وفي ختام حديثه لم يتخلى عبد الله عن الامل. وهو نفسه الامل الذي يحمله اللبناني مهما بلغت الصعوبات.

ورداً على سؤال حول ما اذا كانت الإجراءات الامنية في ضاحية بيروت قد أثرت على الحركة السياحية قال عبد الله: الدخول الى منطقة الضاحية صعب للغاية في ظل هذه الأوضاع، فالدخول يتطلب انتظارا على الحواجز بسبب اجراءات امنية. الامر الذي دفع ببعض الذين كانوا يقدمون من خارج الضاحية للشراء من أسواقها، للامتناع وتجنب المخاطرة وزحمة السير والانتظار. فيذهبون الى مناطق أخرى علماً أن الاسواق في المناطق اخرى كالحمرا ليست أفضل حالا..حيث أصبحت اسواق مقصدا لسكان المنطقة فقط.

ولفت النظر إلى خلل في حركة ضخ اموال في لبنان..وإلى تغير في أولويات المواطنين وإعادة ترتيب احتياجاتهم من ناحية السلع..حيث بات التوجه اكبر لشراء السلع الكترونية كالهواتف وسواها..ولم يعد اقبال على الملابس كما في السابق.

وأضاف: هناك أمر مهم جداً يجب التطرق اليه، الحالة المادية والإقتصادية تعاني من نقص وشح، وغياب السيولة لدى المواطنين، ونحن في لبنان لا تدخل الينا الاموال بل على العكس تخرج الى باقي الدول مثل موضوع الخدم وكمية الاموال التي يتم اخراجها من لبنان، المصاريف كبيرة جداً ولديها تأثير سلبي واضح على الأوضاع الإقتصادية والأسواق التجارية.  خصوصا بأن لبنان ليس بلداً منتجاً.

لقد تخطت الازمة حدود الضاحية وألقت بظلالها على لبنان كله..في ظل الاحداث التي تشهدها دول الجوار العربي.. والعراق وسوريا وكان من الممكن أن نشهد مصيرا مشابها لولا الاجراءات الامنية التي خففت من حدة الخروقات.

وعن التحضيرات لعيد لفطر الجارية في "سوق معوض" أوضح عبدالله بأنه تم إلباس السوق زينة العيد الجميلة والتحضيرات للعيد مستمرة الى جانب اقامة مواقف كبيرة ومؤمنة للسيارات، ولكن كل هذا لا يكفي لأنه من المهم القول بأن الطبقة الوسطى في لبنان هي محرك الأسواق ولكن اليوم انعدمت هذه الطبقة وتراجعت.

وفي النهاية طالب عبدالله الدولة بالعمل على تحسين الاوضاع وتحفيز المواطنين على الإستمرارية.