يعيش لبنان اليوم على وقع التطورات الأمنية المؤلمة، ففي بداية الأسبوع حصل تفجير في منطقة الطيونة في ضاحية ​بيروت​ الجنوبية. وتلاه تفجير آخر في فندق في الروشة في منطقة تعد بعيدة عن التطورات الأمنية نوعاً ما، وما رافق هذين التفجيرين من تشديد الرقابة للقوى الأمنية على المرافق السياحية في جميع مناطق العاصمة بيروت، وكنتيجة بدأت بعض المؤسسات التجارية تنعي الموسم السياحي الحالي الذي استهدف في خضّم فصل الصيف. فهل يمكن القول بأن الموسم السياحي ولى الى غير رجعة؟ وهل بإمكان اللبنانيين القيام ولو بخطوة متواضعة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من موسم طال انتظاره فتفجر ارهاباً في ليلة وضحاها..
 
للحديث عن الإنعكاسات التي خلفتها التطورات الامنية وما قد يترتب عنها من نتائج مرتقبة كان للنشرة الإقتصادية حديث مع عضو لجنة تجار الحمرا أيمن بسام. 
 
قال عضو لجنة تجار الحمرا أيمن بسام: "يمكني ان اختصر المشهد بالتالي منطقة الحمراء اليوم مثل "مدينة الأشباح" لا يوجد فيها حركة تذكر، مع العلم بأن الحركة التجارية كانت متجهة الى التحسن لولا حصول التفجيريين في الضاحية والأمس في الروشة، واليوم شعرنا به وبقوة تأثيره على الحركة التجارية، والجديد في هذا التطور الأمني انه حصل خارج الضاحية الجنوبية فالتفجير الأخير في منطقة الروشة أثر بشكل كبير على الحركة التجارية لشارع الحمراء خصوصاً وانه حصل في قلب العاصمة بيروت في منطقة رأس بيروت وبمنطقة مليئة بالفنادق".
 
وأضاف بسام: "في بداية موسم الصيف كنا قد بدأنا التماس شيئاً من التحسن، فالبعض من المغتربين اللبنانيين بدأو بالعودة، الى جانب البعض من السياح الأجانب، والمطار كان قد استقبل عدداً لا بأس به من السياح العرب. فالتفاؤل كان موجوداً نوعاً ما ولكن التطورات الأخيرة قلبت الأمور رأساً غلى عقب.   
 
ورداَ على سؤال حول مدى التأثير التي تعرضت له فنادق الحمراء أوضح بسام: " الفنادق بدأت تواجه موجة رحيل النزلاء الى المنطقة الشرقية لبيروت، لان الحركة ليست طبيعة بالكامل، فالفنادق حالياً تحت الرقابة المشددة من قبل أجهزة الدولة، والأخبار يتم تضخيمها في بعض الأحيان، مع العلم بأن حركة إشغال الفنادق في منطقة الحمراء مع وجود بعض المشاكل كانت تتراوح نسبتها بين  70 و 80%، واليوم من المؤكد انها انخفضت الى أقل من 20%".
 
وعن مستقبل الموسم السياحي قال بسام: "ان بداية الموسم تعرض لهزة كبيرة ومن الصعب ان نعود ونشهد تحسن ملحوظ، لان التطوارات الامنية والحوادث تصيب لبنان بشكل يومي".  
 
وفي سياق متصل قال مدير "فندق هاواي" في الروشة عاطف عواضة بأن: "القطاع السياحي بشكل عام والفندقي بشكل خاص بدأ بتحسن ملحوظ قبل حصول تفجير الضاحية الأخير، مع العلم بأنه لم يكن تحسنا مباشرا، ولكننا بدأنا نرى بعض الأماكن السياحية مثل المطاعم المزدحمة بروادها". 
 
وأردف قائلاً: "ولكن بعض حدوث التفجير الأخير في الضاحية وما تلا بعضه من تفجير في منطقة الروشة، خسرنا ما يقارب الـ30% من نزلاء الفندق "هاواي" والعدد الباقي من المرجح ان ينخفض أيضاً، مع العلم بأن أغلبية زبائننا من الجنسيتين العراقية والسورية، والسائح العراقي قد اعتاد نوعاً ما على تلك الأجواء". 
 
وأكد بأن: "التأثيرات الأمنية على ​السياحة​ بشكل عام تشمل جميع المناطق المعنية بالسياحة ولا تقتصر على منطقة محددة".