يكثر الكلام في الأونة الأخيرة  عن أهمية رفع الحظر عن سفر العرب الخليجيين الى لبنان، فالبلاد دخلت في الموسم السياحي دون تغييرات تذكر، وفي ظل الخطة السياحية التي اعتبرتها الجهات الاقتصادية خطوة مهمة نحو تفعيل السياحة في خضم الجمود الاقتصادي، والركود السياحي، بلغ الحديث أوجّه عن أهمية اللبنانيين المقيمين في الخارج، وقدرتهم على تنشيط السياحة في بلادهم الأم دون الإتكال على السياح العرب أو الأجانب. فهولاء وبحسب بعض المصادر السياحية، يملكون القدرة الشرائية الأقوى نظراً لعددهم الكبير في الخارج باعتبار  أي تحرك  من قبلهم   كفيل بأن ينشّط القطاع السياحي، دون الحاجة الى انتظار رفع الحظر عن مجيء كل الخليجيين  الى لبنان. اذن  اللبنانيون في بلاد الاغتراب لديهم القدرة على تغيير الواقع السياحي الحالي للبلاد، لكن مجيئهم مرهون بالتطورات الأمنية في البلاد، وإلا فإن الوضع سيبقى على حاله..

وللإطلاع اكثر على تفاصيل  هذا الموضوع   كان للنشرة الإقتصادية حديث مع نقيب المطاعم والمقاهي والملاهي بول العريس، الذي أكد على أهمية المغترب اللبناني في هذه الأوضاع، وكشف عن أن اللبناني هو الجندي المجهول بالنسبة للاقتصاد الوطني والقطاع السياحي.

ما هي تحضيراتكم كنقابة لموسم الصيف المقبل؟

لقد تفاجأت بسؤالك!، في الواقع نحن ننتظر ليس أكثر، لقد وضع وزير السياحة خطة عمل مرفقة بحزمة "باكدج" مكتملة، ولكن ماذا تنتظرون منا أن نحضر؟؟!!، منذ ما يقارب الثلاث سنوات ونحن ننازع...ومن حسن حظنا اننا لم نزل  صامدون..و مع هذا نحن حاضرون للموسم، ولكن الأهم ان يأتي السياح الى لبنان.

بالنسبة لموضوع احتمال عودة السياح الى لبنان هل الانعكاسات الايجابية ستكون كبيرة ام محدودة؟

في الحقيقة كل العاملين في القطاع السياحي يصّلون، ولا يمكننا الدخول في موضوع التنبؤات والتوقعات كما يدعي البعض..

...لنكن واقعيين وعمليين بالنسبة لهذا الموضوع، يجب على توقعاتنا ان تكون مبنية على عدد الحجوزات، وحتى الساعة لا يمكننا وضع الحجوزات في خانة " المهمة"، مع العلم بأنه يوجد الكثير من هذه الحجوزات ولكن لا يوجد الكثير من التأكيدات عليها، وخصوصاً في المناطق الجبلية.

بالنسبة لنا، نحن بالدرجة الأولى، نراهن على الحجوزات التي تأتينا من بيانات شركة "طيران الشرق الأوسط"، فالشركة قالت بأن المقاعد على طائراتها ممتلئة تقريباً. يأتينا المؤشر الثاني وهو مؤشر حركة تأجير السيارات، فالحركة الى تحسن. أما المؤشر الثالث هي حركة تأجير الشقق الفروشة، فقد تم تسجيل حركة أيضاً في مؤشر تأجير الشقق المفروشة.

ونريد أن نوضح بأن هذه الحجوزات بالإجمالي هي لعائلاتٍ لبنانية ستعود الى لبنان، وهذا تتطور مهم جداً. فمنذ حوالي السنتين لم يطئوا أرض لبنان، واليوم يأتون وهذا مؤشر جيد.

يكثر الكلام  عن أهمية السياحة العربية بالنسبة لقطاع السياحة في لبنان، كيف تتم مقارنتهم مع المغترب اللبناني فيما يتعلق بإعتماد السياحة عليهم؟

اللبنانيون في بلاد الإغتراب هم الجندي المجهول لقطاع السياحة في لبنان، لأن قدرتهم الشرائية عالية جداً، أما بالنسبة للإخوان العرب، فحتى اللحظة لم يصدرعنهم اي بيانات رسمية تحث رعاياهم على إستئناف نشاطهم السياحي في لبنان، فالمملكة العربية السعودية لم تصدر بيان رسمي تطلب من المواطنين العودة الى لبنان، أما بالنسبة لباقي الدول العربية مثل الإمارات والكويت وقطر والبحرين، فهم لم يتطرقوا الى الموضوع اصلاً، لذلك رعاياهم لن يأتوا الى لبنان، لأنه وبالنسبة لهم حظر السفر ما زال مستمراً. ناهيك عن وجود سبب ثان لعدم عودتهم، والذي يكمن في انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وبسبب حلول شهر رمضان المبارك ايضاً، فهنالك الكثير من العوائق فيما يخص مجيء السياح العرب الى لبنان.

لكن وعلى الرغم من تلك العوائق، من المرجح ان نرى حركة سياحية خليجية خلال شهر آب، لذا نأمل بأن يكون هذا الشهر مباركً، وعلى قدر  التوقعات. وبالنسبة لنا،نرى في عودة المغتربين اللبنانيين تطورا كبيرا، ومهما جداً. لأن التحسن البطيء أفضل من لا شيء...

وما هو تعليقك على الخطة السياحية التي وضعها وزير السياحة ميشال فرعون؟

اعتبر الخطة مهمة جداً لانها مبنية على معطيات من  جهات  عدة منها رئاسة الجمهورية، ووزارة الداخلية، ومن سفراتهم الى دول الخليج العربي، ومبنية ايضاً على نية صادقة من أجل تحريك الصناعة السياحية، وتطوير السياحة المناطقية، اي تطوير المناطق المختصة بالسياحة لانها سياحة مهمة جداً. كما وانها مبنية على تقديم " سلة او باكدج" بأسعار معقولة، لذا اعتقد بأن الخطة مهمة جداً.

ولكن المشكلة كما  سبق وذكرت تكمن في التوقيت بالتزامن مع حدث المونديال وشهر رمضان فلا أدري الى اي درجة سوف تنجح الخطة وآمل ان تنجح، لأنه وبأقل تقدير قد تستفيد السياحة الداخلية من هذه الخطة.

هناك تباين كبير في الأسعار بين منطقة وأخرى أو مطعم وآخر، هل لديكم سلطة مباشرة على تسعيرة المطاعم والحد من عشوائية الأسعار؟

لا، لا يمكننا التدخل، لا أحد يمكنه التدخل، حتى الوزارة لا يمكنها ذلك، نحن في اقتصاد حر وتختلف الأسعار بحسب تصنيف الدرجات السياحية، قد تكون الاسعار مخاطرة كبيرة، فالفنادق من فئة الخمسة نجوم لديها اسعار مرتفعة ، ولكن أعتقد بأن أصحاب المنشآت السياحية على معرفة تامة بخطورة الأسعار، وبانها قد تكون مدمرة في بعض الأحيان.

من ناحية ثانية وعلى الرغم من الظروف التي مررنا بها، ما تزال بعض أسعار الإيجارات "مجنونة"، وبعض المحلات تتراوح اسعارها ضمن فئة اللامعقول، في السابق كان يأتينا مليون ونصف المليون سائح، اضافة الى مليون لبناني، لكن اليوم لا يأتي احداً، لذا كيف من الممكن استرداد قيمة الإيجار؟؟ وبالعودة الى الأسعار المرتفعة هنالك الكثير من المؤسسات التي لم تراعي الوضع السياحي في ظل غياب السياح قد أقفلوا نهائياً.