زار ​رئيس البنك الدولي​ جيم يونغ كيم مركز الخدمات الإنمائية التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية -البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا، في برج حمود صباح اليوم، ورافقه نائبة الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا انجيلا اندرسون، المدير التنفيذي للبنك الدولي ميرزا حسن ومدير دائرة الشرق الأوسط فريد بلحاج.

وكان في استقباله ممثل وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس مدير برنامج دعم الأسر الأكثر فقرا جان مراد، مديرة المركز برناديت كريدي وعدد من العاملين فيه والمواطنين المستفيدين من خدماته.

بعد جولة في أرجاء المركز، قالت كريدي: "نحن هنا في مركز الخدمات الإنمائية التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية، وهو في المناطق اللبنانية المختلفة. ومن أهداف هذا المركز الذي ينفذ سياسة الوزارة مسح حاجات المنطقة وبرمجة خدمات وبرامج لسد الحاجات والمشاكل التي تظهر".

وأضافت: "الأمر الأهم هو إشراف المجتمع المحلي، لدينا شبكة تشبيك مع كل الأدارات الرسمية والمراكز الخاصة، وهناك حسن تواصل وتنسيق مع الجميع"

وأشارت الى "تأسيسه عام 1979 والى تغطية خدماته ساحل المتن الشمالي وتقديمه الخدمات الصحية والإجتماعية والتربوية والتنموية". واوضحت أنه "يوفر الخدمات العلاجية من طبابة ووصفات طبية، والخدمات الوقائية التي تضم حملات التلقيح، الى جانب إقامة برامج توعية في المركز وفي المدارس والأحياء، والعناية بكل أفراد العائلة".

وتوقفت عند "إضافة برنامج الحد من الأسر الفقيرة الى كل هذه التقديمات ردا على الحاجات الاولية للعائلات".

وقالت: "ان النزوح المتأتي عن الازمة السورية وتجمع النازحين في هذه المنطقة سبب مشاكل عديدة من النواحي الإقتصادية والتربوية والتصادم في بعض الأحيان، بحيث بات النازحون يحصلون على المساعدات والخدمات ويحرم اللبنانيون المحتاجون".

وشددت على ان "برنامج "هلا" لدعم الأسر الأكثر فقرا ساهم في التخفيف من حدة الأزمة الإجتماعية".

بدوره، قال مراد: "على الصعيد الوطني، انه هنا لتعريف رئيس البنك الدولي على الخدمات التي يقدمها المركز".

وشكر بإسم وزير الشؤون الاجتماعية البنك الدولي على "توفير المساعدة للبرنامج منذ نحو سبعة أعوام، منذ المرحلة التجريبية في 2009 ولغاية اليوم، وهو ملتزم مساعدتنا للسنوات الثلاث المقبلة بهبات لا من ديون أو قروض".

واثنى على "مساعدة البنك الدولي لأنه لولاها لما كان البرنامج قد أخذ طريقه الى التنفيذ".

ونوه ب"التقديمات الطبية والإجتماعية والتربوية المقدمة من الحكومة اللبنانية حصرا عبر إقرار مجلس الوزراء أكثر من 28 مليون دولار لتمويل البرنامج".

وشدد على "حملات التوعية التي تقام في المناطق اللبنانية لتحفيز اللبنانيين على تقديم الطلبات للافادة من البرنامج"، مشيرا الى "تسجيل زهاء نصف مليون لبناني لغاية اليوم".

وأكد ان "وجود عدد كبير من النازحين السوريين في لبنان يفرض المزيد من التحديات والصعوبات، ويؤثر سلبا على الإقتصاد اللبناني، ويسبب تزاحما بين الطلاب والمرضى اللبنانيين والسوريين على مقعد دراسي أو سرير في مستشفى"، مشددا على "حاجة لبنان الملحة الى زيادة الدعم"، شاكرا "البنك الدولي ولا سيما إدارة مكتب بيروت على المساعدات والشراكة التي تسمح لنا بالمضي قدما نحو تحقيق الأهداف".

وقال رئيس البنك الدولي: "نحن ملتزمون في لبنان منذ زمن طويل وما زلنا، ونقوم بكل ما في وسعنا ضمن حدودنا، فلكل بلد هناك حدود لنطاق عملنا فيه"، وعبر عن حماسته "لوجوده هنا اليوم، فالأرقام مدهشة بحيث ان زهاء 30 في المئة من اللبنانيين يحتاجون الى هذا النوع من المساعدات، وقد ضاعفنا حجم المساعدات خلال مدة قصيرة".

وأضاف: "استمعت اليوم الى قصة سيدة لبنانية مولودة في سوريا ولكنها لبنانية، وهي تعاني نقصا في مصادر الدعم، وحيث تعيش فوق سطح أحد المنازل، وقصتها لا شك مؤثرة إنسانيا".

وتوقف عند "استقبال لبنان للعدد الهائل من اللاجئين السوريين وهذا ما أرخى بثقله على كاهل المجتمع اللبناني". وقال: "لا شك ان هناك حاجة الى زيادة الدعم للبنان ان لجهة مساعدة المواطنين اللبنانيين، كما لمساعدة اللاجئين السوريين".

وأضاف: "سنكمل في إعطاء كل ما يمكن للتخفيف من معاناة اللبنانيين الرازحين تحت ثقل مشاكلهم التي أضيفت اليها تأثيرات الوضع في سوريا، وقد تلقينا وعودا عديدة بمضاعفة الدعم للبنان".

وتابع: "أتيت الى هنا لمعاينة الوضع ونقل حاجة لبنان الى المساعدة والدعم الى المجتمع الدولي. لقد كنت أتحدث مع ممثل وزير الشؤون الإجتماعية وتوافقنا على ان الوضع الإجتماعي مهدد بالتفاقم إن لم تتم معالجته بسرعة وبالدعم المناسب لاستيعاب تأثيرات توافد اللاجئين الى الأراضي اللبنانية".

وأثنى على "الجهود المبذولة في مركز الخدمات الإنمائية التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية في برج حمود، وتلك المبذولة من فريق عمل البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا، من أجل بلوغ الأهداف المحددة"، مشيرا الى "وجوب تضافرالجهود من كل الجهات المعنية في سبيل تحقيق هذه الأهداف".

وكشف "ان بلايين الدولارات تصرف لتغطية نفقات اللاجئين السوريين، وهناك العديد من البرامج التي يتم تطبيقها في هذا السياق على الأرض"، متوقفا عند "توافر الأطباء والوصفات الطبية في المركز وعدم توافر الأدوية اللازمة للعلاج".

وأوضح ان "الحاجة ليست فقط الى توفير البنى التحتية لمراكز المساعدات، بل تتعداها الى توفير الأدوية"، وقال: "سأحمل الرسالة الآتية الى العالم: الجهود البشرية المبذولة هنا جبارة ولا ينقص إلا المزيد من الدعم المالي".

وكان رئيس البنك الدولي استمع خلال جولته الى امرأة أخبرته عن معاناتها وعن تلقيها المساعدة من المركز، شاكية له "عدم توافر الأدوية"، فأبلغ مديرة المركز انه "سيتكفل بكلفة الأدوية التي تحتاج اليها لمدة عام"، وعبر عن "إعجابه الشديد بقسم محو الأمية في المركز"، مثنيا على "الجهود التي يبذلها المسؤولون والمشاركون في الدورات التعليمية على حد سواء".

واختتمت الجولة بالتقاط صور تذكارية وبتقديم هدايا وحلوى ومأكولات اللبنانية الى رئيس البنك الدولي والوفد المرافق.