بعد انقضاء المرحلة الدستورية دون انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ولما كان وجود الرئيس  يشكل ضمانة للإستقرار الإجتماعي والأمني والإقتصادي، وبعد أن تمتعت البلاد بقليل من التحسن الإقتصادي الملحوظ، شعر المواطنون وكأن الامور عادت  الى سابق عهدها، ودخل لبنان مجدداً على خط الأزمة،  لأن شغور الرئاسة الأولى يعني الأسوأ ويجعل الناس يتخوفون ان  يؤثر سلباً على العديد من القطاعات الإقتصادية وما يتبعها من تفاصيل وحراك إجتماعي، وللحديث عن تداعيات الفراغ الرئاسي ومستقبل البلاد الإقتصادي كان للنشرة الإقتصادية حديث مع عضو نقابة خبراء المحاسبة غازي هبري: 

كيف سيكون تأثيرمرحلة الفراغ الرئاسي برأيك على الإقتصاد اللبناني؟

بالطبع ارى  التأثيرات كبيرة وسلبية، ففي الأونة الأخيرة على سبيل المثال كان رئيس الجمهورية يتمتع بدور فعّال ومهم على صعيد الإقتصاد الوطني، وعانينا من بعض التأخر والتراجع، فكيف اليوم وفي هذه المرحلة بالذات، التي بدأت بشغور الرئاسة الأولى !!؟ ومن المرجح أن يستمر الفراغ لنصل ربما الى مجلس نواب معطل.

لنبدأ بموضوع السياحة، ما هي ملاحظاتك على الخطة السياحية التي وضعها وزير السياحة ميشال فرعون وهل ستحمل نتائج ايجابية؟

أعتقد بأن الخطة لن تأتي بنتائج ايجابية، سأعطيك مثالا  بسيطا، لدي بعض الأقارب في دبي وأبوظبي الذين يترددون  في المجيء الى لبنان، فالخوف من قطع طريق المطار، اضافة الى الأوضاع الأمنية الداخلية والمجاورة ما زالت تحمل الكثير من الأمور السلبية وهذا الشعور قد يحمله الكثير من اللبنانيين فالحل يكون بوجود رئيس الجمهورية، وبضبط الأمن وتنظيم وجود النازحين السوريين، وقد رأينا ماذا حلً بالبلد يوم الإنتخابات الرئاسية السورية.

وما هي توقعاتك بالنسبة لموسم السياحي في الصيف؟

اذا استمر الوضع الأمني الدقيق على ما هو عليه لا أظن بأنه سيكون هناك موسم سياحي في الصيف، اضافة الى شيء جداً مهم وهو "شهر رمضان"، الذي نعتمد فيه على السياح الخليجيين بالدرجة الأولى واللذين سوف يقضون هذا الشهر في بلادهم وليس في لبنان، فالصيف قصير نسبياً، وفي حال انتخاب رئيس للجمهورية  او سيطرة الحكومة على زمام الأمور من الممكن ان نشهد إشارات ايجابية.

وفيما يخص رفع حظر سفر الخليجيين الى لبنان، هل من الممكن أن نشهد تغييرات نحو الأفضل؟

لا أعتقد بأن السائح الخليجي سوف يأتي الى لبنان كما في السابق، ما زال الخوف موجود، في الوقت الذي يعتمد فيه لبنان بشكل كبيرعلى الخليجيين، بدت الآثار السلبية لهذا الفراغ كبيرة جداً، وعلى سبيل المثال، هناك مطعم مهم جداً في منطقة الضبية عانى كثيراً من تراجع نسبة السياحة الخليجية، وفي الوقت الحاضر لا يوجد إلاّ المملكة العربية السعودية التي رفعت قرار حظر سفر الخليجيين الى لبنان، ولم يتغير شيء، والأمر نفسه يشمل اللبنانيين المقيمين في دول الخليج اللذين لم تصدرعنهم اشارات عودة قريبة الى لبنان، مع العلم بأنه يوجد دول أخرى لم يصدرعنها اي  قرار برفع الحظر الى لبنان، مثل الكويت، وقطر.

المهم ان يشعر الخارج بأن الإستقرار موجود في لبنان، ولكن على الرغم من تراجع موجة التفجيرات برأيي المشهد الأمني في لبنان ما زال هشاً. ورغم ذلك نقول الحمدلله بأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما زال مسيطراً على سعر صرف الليرة.

حاز موضوع سلسلة الرتب والرواتب على الكثير من التجاذبات بين هيئات التنسيق والحكومة، برأيك اقرار قانون السلسلة يشكل عامل استقرار للوضع الإقتصادي او سيترتب عنه أمور سلبية؟

عندما بدأ الحديث عن امكانية اقرار السلسة، ارتفعت الأسعار بشكل سريع، فكيف اذا اقرّت؟! سوف بالطبع تؤدي الى زيادة كبيرة بأسعار المواد الغذائية وبزيادة حوالي 50% بأقساط المدارس، وكلها تؤدي الى تضخم بنسب كبيرة، ولا أدري ان كانت محقة ام لا  لأننا لم نجري عليها دراسة، ولكن بالنسبة لأجورهم أعتقد بأنها جيدة نسبياً، وقريبة الى حد كبير من أجور موظفي المصارف، لقد عملت لمدة 44 عاماً في القطاع المصرفي ولاحظت ان أجورهم تشبه أجورنا الى حد كبير بل أكثر. ولا أعتقد بأنه سيتم اقرار السلسلة، لأنه سيتم بالمقابل زيادة نسبة ال"tva" 2% وهذه النسبة سيكون لها تداعيات كبيرة، اضافة الى  أسعار البنزين والاتصالات..

ما هي الحلول بنظرك للعديد من المشاكل الإقتصادية في لبنان؟

لبنان بحاجة الى رئيس قوي مثل الرئيس فؤاد شهاب والرئيس شارل حلو، والفترة الأخيرة من حكم الرئيس ميشال سليمان برهنت انه رئيس على قدر من المسؤولية الوطنية ولكن كان عليه أن يدير الأمور بحزم اكثر دون مسايرة القوى السياسية، ولو بدأ عهده بالطريقة نفسها التي انهاها لربما قد وصلنا الى أوضاع افضل بكثير من تلك التي نعيشها، نحن بحاجة الى رئيس قوي.