"آمل أن أبقى من المساهمين في المجتمع الإبداعي في لبنان، فنحن حقا بحاجة إلى التضامن معا". هذا ما أشارت اليه صاحبة العلامة التجارية "Nour Hage"، نور حاج، خلال حديثها مع "النشرة الاقتصادية"، حيث تكلمت عن انطلاقتها في لبنان بعد أن درست وعملت في أوروبا، وأكدت أن صوت المرأة أصبح اليوم مسموعا أكثر من الماضي.

تخرجت نور حاج من معهد "Parsons" في باريس للفنون والتصميم في عام 2010، مع شهادة في تصميم الأزياء. ثم عملت مع المصمم الألماني دامير دوما، وعادت الى بيروت عام 2012، وأطلقت علامتها التجارية الخاصة "Nour Hage".

- أخبرينا عن انطلاقتك في عالم الموضة؟

أطلقت مجموعتي الأولى في أيار 2013، من بيروت. وعلى الرغم من أنني أعتزم توسيع أعمالي في أوروبا، لكنني أحب أن يكون مقر الأعمال الرئيسي في لبنان.

- ما الذي دفعك الى اطلاق علامتك التجارية الخاصة في لبنان؟

كنت أعمل لدى مصمم في باريس، وهو أيضا كان شابا عندما أطلق عمله الخاص. وهذا الأمر حفزني على أن أبدأ في سن مبكرة.

كما أنه للأسف، أو ربما لحسن الحظ، تم رفض تجديد تصريح العمل الخاص بي في فرنسا، واضطررت للعودة إلى بيروت. في تلك اللحظة شجعتني عائلتي على انشاء علامتي التجارية الخاصة.

هكذا بدأت مع ميزانية صغيرة جدا. ولا أزال حتى اليوم أعمل ضمن ميزانية محدودة. فهناك بضعة الأمور التي أريد تحقيقها لوحدي، قبل اللجوء الى مستثمرين، لكنني أنوي الاستعانة ببعض رؤوس الأموال قريبا.

- ما الذي يميز "Nour Hage" عن غيرها؟ وكيف تواجهين المنافسة في الأسواق؟

أولا علامتي التجارية متخصصة بالملابس الجاهزة، وهذا ما يميزني بالفعل عن معظم المصممين في لبنان الذين يعملون بشكل رئيسي على تصميم الأزياء الراقية.

كما أنني أركز أكثر على الملابس التي من الممكن للشخص أن يرتديها كل يوم، وأتّبع نهجا أوروبيا في تصاميمي.

أعتقد أن أسلوبي في التصميم تطور خلال سنوات عملي ودراستي في أوروبا. وذوقي يعتمد على النظرة اليابانية المسماة "WabiSabi" التي تأتي من البوذية. وهي طريقة الناس في فهم وتصور وعيش حياتهم. وأنا بدوري أعمل على تحويل هذا المفهوم إلى تصاميم وملابس.

كما أستلهم من الايمان بأن لا شيء مثالي ودائم، والجمال هو في الشوائب والندوب التي بقيت في الناس والأشياء. هذا المفهوم كونته منذ طفولتي، فأنا نشأت في مدينة بيروت، التي كانت تحيط بهاالمباني القديمة المتداعية من جراء الحرب الأهلية. وهذا بالنسبة الي ما جعل المدينة الجميلة.

- كيف كانت الأصداء محليا حول مجموعتك الأولى؟

الإطلاق في لبنان كان ناجحا جدا، وحصلت على الكثير من ردود الفعل الايجابية. وتفاجأت أن الناس أحبوا وتقبّلوا أسلوبي الغريب الى حد ما.

محليا، منتجاتي متواجدة في "Santiago" وعلى موقع "lebelik.com" الذي يبيع وينقل السلع حول العالم. وأتمنى أن أتمكن مع المجموعة الثانية، أن أؤمن توزيع تصاميمي في عدد كبير من البلدان.

- هل واجهت تمييزا في اطار العمل لأنك امرأة؟

مهنيا في لبنان، كنت محظوظة أنني تعاملت مع أناس من جيلي وبيئتي. طبعا كان لدي القليل من اللقاءات مع أجيال أكبر سنا، حيث سمعت أشياء مثل "ستتزوجين يوما ما وسيرعاك زوجك ويعتني بك". ولا بد من القول أن هذا ليس طموحي في الحياة.

- ما الذي ساهم برأيك في نجاحك؟

نجاحي سببه أولا الدعم الذي تلقيته من عائلتي وأصدقائي، وثانيا وسائل التواصل الاجتماعية، التي أعتمد بشكل كبير عليها. فمن خلال هذه الوسائل تمكنت من الحصول على تقييمات وطلبيات من بلدان بعيدة مثل أيسلندا وصربيا. وأنا أعتبر أنها نعمة حقا، أن أتمكن من الوصول إلى الناس بهذه الطريقة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا أسعى اليوم الى تنمية أعمالي، والدخول الى متاجر كنت معجبة بها في أوروبا. وآمل أن أبقى من المساهمين في المجتمع الإبداعي في لبنان، فنحن حقا بحاجة إلى التضامن معا.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان؟

أعتقد أن المشكلة في لبنان هي أن المرأة محرومة من حقوقها الأساسية، فالسماح لها بارتداء تنورة قصيرة في الشارع لا يعني أنها حرة. نحن محرومون من الحقوق الأساسية مثل ترك البلاد من دون اذن الزوج أو الأب أو الأخ. والمرأة محرومة حتى من الشكوى من العنف الزوجي والاغتصاب وحتى القتل.

على مدى السنوات القليلة الماضية كنا نقاتل من أجل تحصيل حقوقنا، وأعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح، حيث أصبح صوتنا أعلى وبدأت الرسالة بالوصول الى الجميع. لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به.

أما بالنسبة الي، فأنا أؤمن بالمساواة، ولا أرى الناس كرجل وامرأة، بل كأصدقاء وزملاء.

- هل تؤيدين اقرار الكوتا النساء في البرلمان؟

أعتقد أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي نوع من الكوتا في البرلمان، سواء كان ذلك بين الجنسين، أو بين المجتمعات. وعملية انتخاب النواب يجب أن تستند على برنامجهم السياسي، وجدارتهم ومؤهلاتهم. فالمؤهلات لا تعرف جنس أو دين، وإن كان الشخص يعمل لمصلحة الشأن العام والمواطن اللبناني، فلا يهمني جنسه أو دينه.

- نصيحة الى المرأة اللبنانية.

لا تسمحي لأحد بالاستخفاف بقدراتك، وابحثي عن الحرية الحقيقية. فالحرية ليست من خلال الماكياج والتنانير القصيرة، بل تتمثل بالقدرة على اتخاذ القرارات الخاصة. وعلينا مواصلة النضال لتحقيق ذلك.