ولدت الحكومة المنتظرة بعد مخاض تأسيسي طويل، فتنفست القطاعات الاقتصادية الصعداء، بإنتظار اعطاء الثقة ،وبعد منح الثقة اصبحت هذه الحكومة جاهزة لطرح المشاريع والعمل على تنفيذها، وكما هو معلوم لكل قطاع  اقتصادي تحديات وحيثيات خاصة، ويبدو ان القييمين على القطاع السياحي في لبنان لديهم خطط ومشاريع تهدف الى تحديث القطاع السياحي، فبعد اطلاق وزير السياحة ميشال فرعون لخطة سياحية شاملة، برز الحديث عن جدية المسؤولين نحو اصلاح الوضع السياحي والذي هو بطبيعة الحال، احدى ضحايا الوضع السياسي المهتز، وللحديث عن المشاريع السياحية للوزارة ومستقبل الوضع السياحي في ظل هيمنة الاوضاع الأمنية الحساسة، كان للنشرة الاقتصادية حديث خاص مع نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود.

والذي اشار الى انه اذا تم انتخاب رئيساً للجمهورية  فالوضع السياحي سيكون جيداً في الصيف المقبل واذا تعذر الانتخاب فكارثة حقيقية سوف تضرب القطاع السياحي.

واوضح ان الاوضاع الحالية شبيهة باوضاع الفراغ الرئاسي لعام 2008، ولكن بعد اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للجمهورية انقلبت المقاييس نحو الأفضل، كما واكد انه اذا تم انتخاب رئيس بالفترة المحددة ستكون الامور جيدة جداً ومتجهة نحو هدنة طويلة.

بعد تشكيل الحكومة ونيل الثقة هل برزت اي اشارات ايجابية بخصوص الوضع السياحي بشكل عام؟

في الحقيقة  وبكل اسف الوضع لم يتحسن وما زال على حاله، ناهيك عن الفترة المحددة والقصيرة للحكومة فالاوضاع السياحية لم تتحسن، واعتقد بأنه اذا استمر الحظر العربي على السياحة في لبنان فالاوضاع الى مزيد من التدهور.

وبالنسبة للخطة السياحية الموضوعة من قبل وزير السياحة ميشال فرعون، كان الوزير قد تحدث عن أهمية هذه الخطة وبأنها سوف تحدث تبدل إيجابي على مستوى القطاع السياحي فهل انتم كنقابة تلعبون اي دور لدعم هذه الخطة ؟

بالطبع نحن نعمل مع الوزير فقد وضعنا خطة مشتركة ونعمل حالياً على تسويقها من البلاد العربية ومن الدول التي تصل اليها خدمات طيران الشرق الأوسط "الميدل ايست" وكل الخطوات لها ارتباط وثيق بالقرارات السياسية، ولكن اعتقد بأن الميزة التي تتمتع بها هذه الحكومة تكمن بالانتاج السياحي اكثر من سابقاتها من الحكومات المتعاقبة وهنا "بيت القصيد"، والخطة يتم تحضيرها بالتعاون مع وزارة السياحة ونأمل ان تجهز في غضون 10 ايام من خلال التقديمات والعروضات كما ونأمل بأن يتم التفاعل مع هذه الخطة بطريقة ايجابية لاصلاح حال السياحة المتعثررة في لبنان، لدينا الأمل لكن كما قلت بالنهاية الاوضاع مرتبطة بالسياسة فإذا كان هناك من تقارب سياسي، بالتأكيد سوف ينتج عنه حركة سياحية واعدة، لكن لتاريخ ليوم لا توجد اية مؤشرات على التبدل الايجابي.

وما هي تفاصيل الخطة؟

تركز الخطة على استهداف وتعزيز المناطق التي تتمتع بنوع من الهدوء الأمني والسلامة، فالمناطق التي يتم تسويقها يجب ان تتمتع بهدوء كبير وبأنها مناطق آمنة وخالية من التوترات ليصلح استهدافها سياحياً، وبهذه الطريقة نكون قد استطعنا تشغيل المناطق اللبنانية سياحياً لا سيما المناطق البعيدة عن دائرة الصراع والتوتر، كما وتشكل هذه الخطوة نوع من "حزمة رخيصة"، مثل جبيل، والبترون، والشوف العديد غيرها والتي تنشط فيها السياحة البيئية مثل "هيكينغ و"البيكينغ" وغيرها.

من الواضح ان الخطة تشمل فقط محافظة "جبل لبنان"؟

لا احبذ الحديث عن التقسيم ولكن الأوضاع الأمنية والسياسية فرضت تقسيمات سياحية، نعم الأرجح بأن الخطة سوف يتم تطبيقها في جبل لبنان وأجزاء من البقاع، من ضمنها المناطق مثل البترون، محمية ارز الشوف وعاليه وزحلة بالاضافة الى دير القمر وبيت الدين، بالاضافة الى الكثير من المناطق الأخرى.

وهل خطة النقابة منفصلة عن خطة الوزارة او مكملة لما ستقدمه الوزارة؟

لا، خطتنا هي مكملة لخطة وزارة السياحة وليست منفصلة، وكنا قد اتفقنا على بعض الامور، ولكن نحن من يضع خطط وانشاء الاجراءات السياحية، فنحن نأتي بالاسعار، وعروضات السفر الجوي، ونقوم بإجراء التحويلات من والى مطار بيروت، فالنقابة هي من تضع البرنامج السياحي المتكامل.

بالنسبة لمطالبكم، هل حددتم ما هي المطالب لتقدموها الى وزارة السياحة؟

بالنسبة لمطالب النقابة قررنا عدم "المبالغة" بمطالبنا لقد طالبنا بالأمور الأساسية فقط، فنحن نعلم بأن العمر القصير لهذه الحكومة "حوالي الشهرين اوثلاثة" قد يكون من الصعب تقديم اي من الأمور نظراً لضيق الوقت، ووزارة السياحة لم تقصر يوماً وبنوع خاص مع استلام وزير السياحة الحالي ميشال فرعون لمقاليد الوزارة، فهو من المتحمسين القلائل للعمل، ولديه تأثيرعلى بعض القرارات داخل وخارج الحكومة، ونحن كنقابة يهمنا زيادة ميزانية الوزارة، بالاضافة الى انتظام الامور و حل مشكلة اعطاء التراخيص العشوائية للوكلاء السياحيين، فلبنان الذي يبلغ عدد سكانه حوالي ثلاث ملايين لديه حوالي 700 وكيل مختص بالشؤون السياحية، مصر لا يوجد فيها هذا العدد من الوكلاء، ومن المعروف ان نسبة عدد سكانها كبيرة جداً، فهذه هي الأمور التي نعتبرها منطقية ونأمل تحقيقها.

صدر قرار جديد في امارة دبي لتشجيع الاستثمار السياحي يقضي بتخفيض نسبة الضرائب على الفنادق فهل القطاع الفندقي في لبنان بحاجة لقوانين مماثلة؟

حاولنا في لبنان عمل مشاريع تهدف الى تشجيع السياحية وتشغيل الفنادق، ولكن لبنان يعاني من غياب جهاز تنظيمي والمسؤول عن تنظيم العلاقات بين جميع القطاعات السياحية، فنرى عندما يكون الموسم جيد بان الفنادق لا تصغي لاحد، فنحن بحاجة لانشاء اتفاقية جديدة وجهاز تنظيمي جديد شفاف وذو مصداقية بالتعاون وينظم العمل بين جميع القطاعات الاقتصادية.

وهل حركة الحجوزات جيدة او دون المستوى المطلوب؟

كما قلت لك بأن القطاعات السياحية تأثرت سلبياً بنسب متفاوتة، والأشد تأثيراً بالطبع هو القطاع الفندقي من فئة الخمسة نجوم في العاصمة وخارجها، بالاضافة الى حركة تأجير السيارات فقدرة هذا القطاع كان تشغيله لحوالي 16 الف سيارة في العام 2010، اما اليوم لا يصل العدد الى 6 او 7 الاف سيارة، حتى اللبناني امتنع عن استأجار السيارات.