استهل العام الجديد 2014 بتفجير في ضاحية بيروت الجنوبية بعد يوم واحد على بداية السنة الجديدة، مما انعكس تساؤلاً وقلقاً على اللبنانين من مستقبل البلاد الامني والسياسي وتعالت اصوات تدعو بضرورة الالتفاف حول حماية مستقبل البلاد الاقتصادي ولاسيما الشق السياحي منه، فالقطاع السياحي سجل حركة سياحية عادية في الفنادق والاسواق التجارية، ومع صدور تقرير من مؤسسة "ارنست اند يونغ" بينت خلالها ارقام اقتصادية غير مشجعة، وتعليقاً على هذا الموضوع ومواضيع سياحية اخرى كان للنشرة الاقتصادية حديث خاص مع رئيس "اتحاد المجمعات السياحية" جان بيروتي:

بداية ما هو تعليقك على تقرير "ارنست اند يونغ" والذي ورد فيه بأن نسبة اشغال الفنادق في بيروت بلغت 51% وايرادت الغرف انخفضت 22.4% في الاشهر الـ11 الاولى من العام 2013؟

بينت دراسة مؤسسة "ارنست اند يونغ" وهي شركة عالمية ضخمة مقرها الولايات المتحدةتقوم بتحديد المعايير العالمية، بعض الارقام التي ربما تكون صحيحة لكن الدراسة ناقصة فالدراسة شملت فقط مربع بيروت الحيوي مثل منطقة الفنادق والاسواق التجارية ووسط بيروت كما ركزت دراستها على الفنادق الفخمة فالتقرير ركز فقط على فنادق الدرجات الممتازة والفخمة ذات الـ5 نجوم مثل فندق "فينيسيا" و اوتيل "الفوندوم" في بيروت لذلك لا تعد الدراسة شاملة ولا تعكس حقيقة الاوضاع السياحية في لبنان ككل، فمثلاً فندف غراند هيلز برمانا وهو من الفنادق الفخمة في لبنان في حالة حرجة فقد صرف حوالي 200 موظف مؤخراً.

ما هي حقيقة تراجع الاسعار في الفنادق والمؤسسات السياحية في لبنان؟

ان مدخول الفنادق في تراجع مستمر فقد تراجعت الاسعار منذ العام 2010 تقريباً بحوالي الـ60% و 22 % منذ العام 2012، لذا لا يمكن ان تكون ارقام تقرير ارنست اند يونغ تعكس حقيقة الاوضاع السياحية في لبنان عامةً، و لكن نحن كاتحاد المجمعات السياحية في لبنان نؤكد على تراجع حاد و كبير في الاسعار والارقام التي بحوزتنا تؤكد بأن التراجع الحاصل في العام 2013 في الاسعار بلغ 33% و بأن التراجع منذ 3 سنوات اي منذ العام 2010 حتى العام 2013 قد وصل الى حوالي 55.9%.

بالنسبة لمطار بيروت فقد علمنا مؤخراً بان حركة الترانزيت في المطار قد ازدادت وبأن حركة المسافرين قد وصل الى حوالي 6 ملايين راكب، فما هو تعليقكم على هذا التطور الملحوظ؟

غير صحيح على الاطلاق على الرغم من كون مطار بيروت يستقبل عدداً كبيراً من المسافرين و الوافدين و لكن هذه الحركة ليست حركة سياحية فهي عامل سلبي وعكسي ولا تنفع اقتصاد البلاد، فمعظم المسافرين هم من الوافدين السوريين، في ظل تعطل المطارات في سوريا نتيجة للاحداث الدامية، وهي حركة ذات طابع هجرة الى دول الاغتراب العربي، فهنالك حوالي نصف مليون لبناني في دول الاغتراب العربي والاوروبي، فالمطار يستقبل ويودع المسافرين بحركة كبيرة ولكن دون اي انعاكس ايجابي على القطاع الفندقي والسياحي في البلاد.

هل صحيح ان المغتربين اللبنانيين عوضوا عن غياب السياح الخليجيين في الموسم السياحي؟

ليس بالضرورة ذلك فالمغتربين في حال قدومهم الى البلاد سوف يذهبون الى بيوتهم وليس الى الفنادق او المطاعم، كما ولا يمكن ان تكون السياحة مقتصرة فقط على الخليجيين العرب، مع العلم بأنهم جزء اساسي ورئيسي من مجمل السياح الوافدين الى البلاد، ولكن لا يمكن فقط الاتكال عليهم في القطاع السياحي، فلدينا السياح الاوروبيين و خصوصاً سياح دول اوروبا الشرقية الذين يفضلون الاجواء المعتدلة في لبنان، بالاضافة الى السياحة الطبية والتي هي عنصر اساسي.

برأيك ما هي ابرز الخطوات التي يمكن اتخاذها من اجل تحسين الوضع السياحي؟

يتعين على الدولة العمل الكثير من اجل القطاع السياحي للبلاد، فالاوضاع السياسية الى مزيد من التدهور ونحن ندفع اثمان لاعلاقة لنا بها، و اذا لم يجد حلا سياسياً ينعكس مباشرة على الاوضاع السياحية، فسنشهد تدهور القطاع اكثر فأكثر، لذلك طرحنا على الوسائل السياحية حلولا شاملة  مع دعم حكومي مباشر، فنحن في البلاد بحاجة الى سياسة سياحية اغرائية،  فالقطاع السياحي اللبناني يعاني مثل القطاع السياحي العراقي والمصري و التونسي، ومن خلال اغراء السياح وبدعم حكومي عندها قد نستطيع الخروج من الازمة الحاصلة، والسياسة الاغرائية تكون بخفض ربما سعر تذكرة السفر، خفض الاسعار في مختلف القطاعات السياحية، فبدل اجراء تنزيلات بقيمة 30% او 50% على النسب ان تصل الى 70% عندها نستطيع اغراء السائح من خلال هذه السياسة التحفيزية، والتي من شأنها ان تعكس ايجاباً على مختلف القطاعات التجارية.

ختاماً ما هي توقعاتك للوضع السياحي في العام 2014؟

كما ذكرت لك سابقاً اذا لم تتخذ الدولة اية نوع من الاجرائات الاغرائية والتحفيزية التي من شأنها اصلاح الوضع السياحي في ظل الوضع السياسي المتردي فإن الوضع سيكون كارثياً حتماً.