هندست انجازاتها على أسس متينة، وأدارتها بامتياز من خلال ثقافتها الواسعة، اذ تمكنت من الجمع بين الهندسة والتعليم وإدارة الفنادق، وتميزت في كل منها، فأصبحت امرأة عاملة متعددة المواهب، وزوجة وأم. انها المالكة والرئيس التنفيذي لفندق "Canari de Byblos" المهندسة نجوى شلالا الخوري، التي كان لـ"النشرة الاقتصادية" حديث خاص معها، عرضت خلاله لأبرز مراحل حياتها المهنية، وأشادت بدور الرجل والعائلة في مسيرتها.

حازت نجوى شلالا الخوري على اجازة في الهندسة المدنية، ثم على ماجستير في الإدارة الهندسية من الجامعة الأميركية في بيروت، "AUB"، لتعمل بعدها في مجالي الهندسة والإدارة، قبل أن تبدأ بالتعليم في جامعة سيدة اللويزة "NDU"، وتنتقل الى الجامعة اللبنانية الأميركية "LAU". وبالاضافة الى نشاطها التعليمي والهندسي، أنشأت فندق "Canari de Byblos" الذي تديره مع أفراد عائلتها، والذي خولها الحصول على "جائزة التخطيط المالي والإستراتيجي" خلال مسابقة "لبنان للسيدات المتميزات".

- كيف قررت تأسيس فندق "Canari de Byblos"؟

الأرض التي بنينا عليها الفندق هي ملكي، وفي يوم من الأيام لمعت برأسي فكرة تأسيسه، وسرعان ما بدأنا بالتخطيط حتىتنفذ المشروع، وأنا اليوم أديره مع أفراد عائلتي.

في البداية، كان التمويل ذاتي بالطبع، كما استعنا بقرض من البنك، حتى أنهينا العمل بالكامل. أما السبب الذي دفعني الى تأسيسه، فكان أولا حبي لمدينة جبيل التي أسكن فيها، وثانيا شعوري بأن هذه المنطقة تتطلب وتستوعب المزيد من الفنادق. فجبيل هي منطقة سياحية، وتستقطب السياح الأجانب والعرب، كما أنها معروفة بالآثار والحضارات التي مرت فيها.

- ما الذي ساهم بنجاحك؟

ما أوصلني الى النجاح هو ايماني بعملي ومنطقتي وبلدي. اضافة الى أنني تلقيت دعما كبيرا من زوجي على جميع الأصعدة، وبدونه لما تمكنت من تحقيق كل هذه النجاحات.

ولا بد من الاشارة الى أنه بالمثابرة والمتابعة يصل الانسان، كما أن "Canari de Byblos" هو فندق عائلي، وفريق العمل الموجود يكرس نفسه بالكامل له، ويعمل من كل قلبه، وبالتالي من خلال هذا الفريق شعرنا بأن عائلتنا كبرت.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

الصعوبات كانت موجودة خلال عملي في الفندق، لأنها مهنة جديدة ومجال جديد أغوص فيه، وبالتالي تطلب الامر مني أن أتعلم الكثير في وقت قليل.

كنت على دراية بالإدارة، انما خبرتي بالسياحة والشركات السياحية كانت ضعيفة، لكنني تعلمت بسرعة وجهزت الفندق، الأمر الذي أخذ الكثير من وقتي حتى تمكنت من استيعاب كافة جوانب ونواحي العمل، من التسويق والتمويل والمحاسبة، الى قسم الموارد البشرية والضرائب والضمان ... اذ أنه من واجبي كمديرة، أن أتابع وأفهم ما يقوم به الموظفين.

لكنني لم أواجه أبدا صعوبة أو تمييز لكوني امرأة، علما أنني أكون موجودة في الكثير من الأحيان لوحدي في اجتماع يضم رجال فقط. انما لم أشعر يوما بأنني وحيدة أو منبوذة، ولم أرى أي تمييز أو محاولة اضعاف أو استفزاز أو استخفاف.

- كيف تتعاملون مع المنافسة في هذا المجال؟

نحن نتابع العروضات بقدر الامكان، كما أن وجودنا ومتابعتنا وتدقيقنا الدائم في العمل يساعدنا على انجاح الفندق. لكن "Canari de Byblos" مثل غيره من الفنادق في كافة المناطق اللبنانية، شهد تراجعا في نسب الإشغال والحجوزات، لأن البلد والمنطقة على كف عفريت. لكنني أعمل على مشروعين كبيرين، على الرغم من الوضع المتأزم، اضافة الى فندق ثاني.

- أخبرينا عن تجربتك خلال جائزة "لبنان للسيدات المتميزات".

في البداية لم أكن على علم بالمسابقة، رغم الاعلانات والتغطية الكبيرة، لكن البنك الذي أتعامل معه عرفني على الجائزة وشجعني على المشاركة، وبالتالي ترشحت ومررت بالكثير من المراحل، حتى وصلت الى النهائيات. وخلال الحفل النهائي، حصدت جائزة "التخطيط المالي والإستراتيجي للعام 2012".

أنا كنت ذاهبة الى الحفل النهائي لأربح، وكنت متأكدة من فوزي، فكل شخص يشعر أنه الأفضل، لكنني عندما تعرفت على السيدات الـ15 اللواتي وصلن الى النهائيات، تراجعت بيني وبين نفسي، لأنني شعرت أن كل واحدة منهن تستحق الفوز وجديرة بما تفعله. لذلك عندما، ربحت شعرت بفرح وفخر.

- ما هي برأيك أكثر الممارسات اجحافا بحق المرأة في لبنان؟

المرأة لا يمكنها فتح حساب لابنها، كما أنها عاجزة عن اعطاء الجنسية لأولادها، لكن فضلا عن ذلك، يتقبل المجتمع وجودها في مناصب عالية ومتقدمة، ذلك لأنها أثبتت وجودها وأظهرت قدراتها.

وعلى الرغم من أن المجتمع اللبناني ذكوري، لكنني متفاجأة من أن هذا الأمر لم يزعجني أو يقف عائقا أمامي يوما.

- كيف تقيمين دور الرجل في حياة المرأة العملية؟

للرجل دور مهم جدا في حياة المرأة، ففي الأعمال هما متساويان، ولكن في المنزل دوره يؤثر، ودعمه للمرأة يحدث تغييرا في نفسيتها وشخصيتها. لكن لا بد من أن يكون الدعم متبادل، فللمرأة مسؤوليات مختلفة، لكن عندما تتساعد مع الرجل ينجحان معا.

- هل شعرت يوما بأن الأمومة والحياة الزوجية أبعداك عن عملك؟

وجود زوجي الى جانبي ودعمه المتواصل ساعداني في عملي من جهة، وفي دوري كأم من جهة أخرى. كما أن قرب المسافات بين عملي وبيتي ساهم بشكل كبير في تنسيقي بين الاثنين، فجبيل مدينة صغيرة، وأستطيع أن أتنقل دون هاجس زحمة السير وضغط التأخر على مواعيد العمل والأوقات المخصصة للمنزل.

من حظي الجيد قرب المسافات بين مكتبي والفندق والمنزل والجامعة والمشاريع التي أستلمها، فهذا الأمر يساعدني كثيرا، اذ لا أضيع وقتي على الطرقات وفي زحمة السير. لذلك أنصح كل شخص أن يقرب المسافات بين أعماله اليومية ومنزله.

لكنني لا أعتبر أنني قصرت يوما كأم، ولو خيروني بين مسيرتي المهنية والأمومة، بالطبع سأختار أولادي، لكنني بحاجة الى مهنة لأكمل مع أولادي والعكس صحيح. انما لا بد من الاعتراف أن كوني مديرة نفسي ساعدني كثيرا في التواجد الى جانب أولادي وزوجي.

- ما هي نصيحتك للمرأة كي تعمل على تحقيق أحلامها وتنجح؟

وجود المرأة أينما كان ضروري، ومثلما هناك رجال يطمحون الى أن يكونوا أطباء أو محامين أو مغنين أو سياسيين، هناك نساء أيضا. اذ يحق للمرأة أن تحلم وتحقق ما تريده وتصل الى أي مركز بجدارة وجدية ومثابرة. فلا تستخفي بقدراتك، لأنك قادرة على الوصول الى أحلامك. وكل شخص لديه طاقة في مجال معين، لذلك عندما يسعى ويثابر، سيتمكن من الوصول. فالمهنة الناجحة تتطلب طولة البال والمثابرة والعمل الشاق.