نعم، يمكنك التوفيق بين كل ذلك والحفاظ على صحتك العقلية. كلا، ليس الأمر سهلاً على الإطلاق.

كان بلوغ الخمسين من عمري أحد أسعد أيام حياتي. بعد الوصول الى نصف قرن من الزمان، بدأت أرى كل خطوة بوضوح أكبر، وأجرب كل خطوة أساسية بثقة أوسع. وقد قبلت واقع أنني كنت أمتلك سنوات إنتاجية أكثر، من تلك التي أمامي الآن... لقد حان الوقت لمواصلة شطب الأشياء من القائمة الخاصة بي. وهذا يعني الانغماس في التغيير.

مثل العديد من ​النساء​، أوقفت حياتي المهنية والأهداف الطموحة الأخرى، من أجل رعاية أسرتي. لقد كنت محظوظًة حقًا لأنني أتيحت لي الفرصة لأخذ استراحة من سوق العمل. كانت إضافة طفلنا الثاني في سن 41 مهمة بالنسبة لي. فقد اكتملت عائلتي. لكن التوفيق بين الحياة اليومية كزوجة وأم لابنة صغيرة وابن مراهق، كان كثيرًا علي... كثيرًا جدا.

ومع ذلك، على الرغم من أن أيامي كانت مليئة بالمهمات الخاصة بعائلتي، إلا أنني ما زلت أجد نفسي أكتب عبارة "إنشاء شركة" في أعلى قائمة أمنياتي، فوق "التبرع بمزيد من الوقت لأسباب عظيمة". لقد شعرت أن إنشاء وبناء الأعمال التجارية، كان شيئًا من المفترض أن أفعله.

كنت أعلم أنني على استعداد لأعيش أحلامي، وعرفت أنني أريد مساعدة النساء والرجال الآخرين على عيش أحلامهم أيضًا. مثل معظم النساء، كان عليّ أن أتوجه إلى قريتي لكي أطلق مشروعًا تجاريًا بنجاح وأعتني بأسرتي. كان هذا الاعتراف هو الذي دفعني في النهاية إلى إنشاء شركة تقنية، "Onēva "، التي تركز على رعاية الأسرة. من المؤكد أن بناء شركة رعاية أثناء عيشي الحياة كأم عاملة، طمس المفاهيم المسبقة التي كانت لدي حول خطوط العمل / الحياة. في بعض الأحيان، بدا لي أن حياتي جاءت على شكل موجات - احتياجات أطفالي الذين يكبرون، ومخاوف بشأن والديّ ​المسنين​، وتقلبات كوني سيدة أعمال. كان التداخل والاضطراب بمثابة تأكيد دائم على أن الأمر يتطلب بالفعل قرية صغيرة.

في نفس الوقت الذي كانت فيه "Onēva " ننمو وتتطور (لقد تحولنا من منصة تركز على المستهلك، إلى منصة يمكنها تلبية معايير الأمان و​الخصوصية​ لشركات مثل "مايكروسوفت")، كانت رعاية أطفالي ووالدي المسنين، جزءًا مستمرًا من روتيني اليومي – الذي لا يتناسب حتما مع الجدول الزمني المخطط مسبقًا. مع نمو عملي، ازدادت أيضًا احتياجات الرعاية الخاصة بي في المنزل، ووجدت نفسي أتعلم الخطوات المتطورة باستمرار لتحقيق التوازن الدقيق بين العمل والأسرة.

لقد وجدت أن العاملين العظيمين اللذين بدأت في الاعتماد عليهما، هما الصبر والمثابرة. حتى عندما أصبحت الحياة صعبة، واصلت السير الى الأمام، وكنت محظوظًة لأن أكون قادرة على جلب مقدمي الرعاية من منصة "Onēva " الخاصة بي، إلى منزل أمي.

من نواحٍ عدة، ألهمتني والدتي لضمان حصول كل أسرة على الرعاية المنزلية الضرورية التي يحتاجونها لعيش الحياة على أكمل وجه.

في صميم قلبي، عززت المثابرة والتركيز الواضح على أهدافي، من أجل تحقيق التطور على الصعيدين الشخصي والمهني، وقد تمكنت من إعادة تصور الحياة لتلبية الاحتياجات المتغيرة لعائلتي. في الوقت ذاته، تمكنت من العمل على إكمال مهمتي، وتحقيق إنجازات مهمة، بما في ذلك الحصول على شهادة، بصفتي صاحبة شركة مملوكة من قبل مجلس الأعمال التجاري للسيدات. لم يكن الأمر سهلاً، لكننا عملنا بجد، وبقينا صادقين مع رؤيتنا وخلقنا تجربة نفتخر بها.

أستطيع أن أقول بصراحة أنني لم أتخيل أبدًا أن الصعود للوصول إلى هذه النقطة سيكون تحديًا ومكافئًا في الوقت ذاته. إذا نظرنا إلى الوراء، يمكنني أن أرى مدى أهمية طلب المساعدة لجميع نجاحاتي، وهذا هو السبب في أنني أشجع جميع رائدات الأعمال على التواصل مع مجتمعاتهن، عندما يحتجن إليها. بلدتك قادرة على دعمك بأكثر مما تتخيل.

فكيف يمكن وضع ​خطة عمل​ للموازنة بين العمل والعائلة؟

1- إيجاد التوازن الصحيح بين الحياة الشخصية والمهنية تخطيط واعي وتفكير مسهب وتواصل أفضل.

2- البدء بتحديد الأولويات في الحياة، ثم التحلي بالفضول والبدء بمعاينة الأهداف؛ فالفضول يولد الوعي، والوعي يكشف الحقائق.

3- وضع خطة عمل تتماشى مع الأولويات، والتخلي بالصدق والموضوعية حيال ما يمكن تغييره.

4- وضع جدول زمني يرتبط بأهداف المشروع، والموارد المخصصة له، وذلك من أجل تحديد طبيعة الأنشطة التي يتطلبها أي مشروع، وتنفيذها في حدود ​الميزانية​.

5- تنفيذ الخطة الجديدة وطلب رأي الآخرين.

6- اختيار وقت محدد كل أسبوع لتسجيل الأمور التي يجب القيام بها، ومراجعة الخطة للأسبوع التالي.

7- البحث عن أي تعارض واجهته، وكيفية شعورك حيال ذلك. قد تشير المشاعر إلى شيء مهم على المحك، كما ستساعد على رؤية الوضع كما هو، وترشد الشخص إلى خيارات أفضل.

8- فهم العملاء واستهدافهم بالطريقة الصحيحة هو جوهر التسويق الجيد، والتسويق الجيد هو حجر الأساس في أي مشروع ناجح.

9- لا تدفن رأسك في الرمل، بل تقبل الانتقادات واستمع الى النصائح.

10- تحديد حاجيات السوق ودراسة جميع الجوانب المتعلقة بالمنتج وعملية البيع.

11- استخدام محركات البحث لتوجيه العملاء نحو موقعك.

12- يعتبر فريق العمل بمثابة حجر الأساس في المشاريع كافة. ومن هنا، يجب العمل على تحديد هوية العناصر البشرية التي تتعامل معها، ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، فضلاً عن الإلمام باحتياجاتهم، والحفاظ على توزيع عادل للمهام عليهم.

13- الاستمرار في تنفيذ المشروع وفقًا للأهداف المنشودة، ومراقبة العمل جيدًا، ومعرفة حيثيات الأمور وتطورها. وذلك لإجراء أي تغييرات ضرورية، وتفادي الحالات الطارئة.

14- المفتاح الأخير للتأكد من تحول الفكرة الريادية إلى مشروع ناجح هو الحفاظ على المرونة.