اختارت القيام بخطوات صغيرة لتحقيق حلمها، عززت أفكارها الفريدة والمميزة، وتحلّت بالثقة بالنفس حتى تمكنت من تطوير مشروعها وضمان استمراريته. وكل ذلك بمساندة عائلتها الصغيرة، التي تشاركها في هذا العمل.

مقابلتنا اليوم، تتمحور حول الشريكة المؤسسة للعلامة التجارية ال​لبنان​ية "Urban Feet"، المتخصصة في تصميم الجوارب، كارين عساف، التي آمنت بأن هذا المشروع سيكون نتاجا ناجحا لجهودها المتواصلة، كما تسلّحت بعزيمة ثابتة لحجز مكانتها في السوق، وبإرادة راسخة من أجل الصمود ومجابهة مختلف الصعاب والعوائق التي قد تقف أمامها.

إليكم هذا الحديث المشوّق مع كارين:

- كيف انطلقت "Urban Feet"؟

"Urban Feet" هو مشروع عائلي، تأسس في أواخر عام 2018. فبعد أن اكتشفنا أن السوق اللبناني يفتقد الى الجوارب المميزة وذات التصاميم المخصصة، التي تمثل الحياة اليومية للبنانيين، قررنا إطلاق هذه العلامة التجارية.

فنحن في عائلتنا، من هواة ارتداء الجوارب الملونة والمبتكرة، ولهذا السبب، عمدنا الى تصميمها وتنفيذها بأنفسنا.

ولا بد من الاشارة الى أننا نبيع منتجاتنا اليوم في لبنان و​دبي​، وقد وصلنا مؤخرا الى ​كندا​. كما أن جواربنا متاحة للبيع أيضا، عبر عدد من المنصات الالكترونية، التي تهدف للوصول الى المغتربين اللبنانيين.

وبما أن تصاميمنا تمثل الحياة اللبنانية وتقاليدها وثقافتها، فإن هدفنا هو الوصول أيضا الى جميع اللبنانيين، في لبنان والخارج.

- من هم زبائن "Urban Feet"؟

زبائننا هم أشخاص يحبون الجوارب المرحة، والمميزة، وغير التقليدية. إضافة الى ​المراهقين​ وهواة الجوارب بشكل عام. فقد اتجهنا أكثر نحو التصاميم اللبنانية، وبالتالي، لاقينا اهتماما واسعا أيضا، من الأشخاص الذين لم يفكروا يوما في ارتداء هذا النوع من الجوارب، لكنهم في المقابل، يحبون لبنان وعاداته.

وأولى مجموعتنا كانت المجموعة اللبنانية، التي أطلقنا "Urban Feet" من خلالها، وما زالت الى حد اليوم الأكثر مبيعا وطلبا، بالمقارنة مع المجموعات الأخرى كافة.

ولا بد من الاشارة الى أن علامتنا التجارية باتت صديقة للبيئة، حيث عمدنا مؤخرا الى تغيير عملية التغليف.

- من أين تستوحون الأفكار الجديدة؟

نستوحي الأفكار من الحياة اليومية، ونسعى دائما الى تقديم المجموعات المختلفة، بمواضيع وألوان متنوعة، من أجل الوصول الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وإرضاء الأذواق كافة.

- ما الذي يميز "Urban Feet" عن غيرها ويجعلها قادرة على المنافسة؟

أولا، التصاميم المتنوعة والمميزة والجديدة.

ثانيا، الأسعار المراعية لظروف المواطنين الصعبة.

ثالثا، النوعية، حيث أن جواربنا مصنوعة من 80% قطن، و17% من مادة البولي أميد، و3% إيلاستين؛ وبالتالي، فإنها تدوم لفترة طويلة. فمنذ إطلاق الأعمال، لم نسمع يوما أي شكوى حول منتجاتنا.

- هل تواجهون مشكلة التقليد عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

التقليد موجود حتما ولكن بنسبة قليلة جدا، ومن هنا، لم نواجه الى حد اليوم هذه المشكلة.

قد يسرق البعض أفكارا منا، لكنهم لا يستطيعون تقديم القطعة ذاتها 100%.

- كيف تحددون أسعار منتجاتكم اليوم في ظل الغلاء والفرق الشاسع في سعر الصرف؟

لقد تأثرنا كثيرا بالأزمة التي بدأت في نهاية عام 2019، خاصة أن المصانع اللبنانية التي نتعامل معها، اضطرت الى رفع أسعارها بحسب هامش صرف الدولار في ​السوق السوداء​، ما شكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا، وذلك لأن معظم المواد الأولية مستوردة من الخارج.

حاولنا قدر الإمكان إطالة فترة "ما قبل رفع الأسعار"، لأننا نعيش الأزمة مثل غيرنا، ونتفهم مخاوف الزبائن، ونعرف ما يواجهه كل مواطن لبناني. لكننا وصلنا الى مرحلة باتت فيها استمراريتنا مهددة، ومن هنا، اضطررنا الى إعادة النظر في أسعارنا بناء على أسعار الموردين.

وفي الوقت ذاته، لم نساوم إطلاقا على النوعية، حيث أن جودة منتجاتنا هي خط أحمر بالنسبة لنا، ولن نقبل بالتغاضي عنها من أجل خفض التكاليف أو جني المزيد من الأرباح؛ فنحن نهتم كثيرا باسمنا وبسمعتنا في السوق.

فالأولوية ليست للاستمرارية فحسب، بل للمحافظة على قاعدة الزبائن الأوفياء الذين يقدرون النوعية الممتازة التي نقدمها لهم على الدوام.

وانطلاقا من هذا الواقع، رفعنا أسعارنا قليلا، ولكن في المقابل، أخذنا في عين الاعتبار علامتنا التجارية من جهة، وقدرة زبائننا الشرائية من جهة أخرى.

- هل لاحظتم أي تراجع في المبيعات والطلبيات بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين بشكل عام؟

لقد تأثرنا حتما بالأزمة الاقتصادية والمعيشية التي طالت الجميع، ولكن لحسن الحظ، هناك أيام إيجابية تعوّض عن تلك السلبية.

فعلى سبيل المثال، تراجعت مبيعاتنا الى حد كبير في بداية فترة الحجر المفروض بسبب فيروس "كورونا"، وكذلك الأمر خلال الثورة، لكننا نجحنا في التعويض قليلا عن الخسائر خلال موسم ​عيد الميلاد​.

- هل ستتمكن "Urban Feet" من الصمود وتخطي هذه المرحلة الصعبة؟

نحاول قدر الإمكان الصمود وضمان استمرارية علامتنا التجارية. ولكن من أجل تحقيق هذا الهدف، يهمنا أيضا استمرارية الأشخاص الذين نتعامل معهم – أي المصانع والموردين، حيث أن "Urban Feet" مصنوعة 100% في لبنان.

- ما هي توقعاتك لموسم عيد الميلاد الحالي؟

نتمنى أن يحمل ​موسم الأعياد​ المقبل تفاعلات إيجابية من قبل الناس. ففي الـ"بلاك فرايدي"، كانت الطلبيات ممتازة، ونأمل أن يكون الأمر مشابها بالنسبة الى عيدي الميلاد ورأس السنة.

أطلقنا مؤخرا مجموعة عيد الميلاد، وقد لاقت تصاميمنا إعجاب عدد كبير من الأشخاص، وسجلت تفاعلا واسعا من قبل متابعينا على مواقع التواصل الاجتماعي.

- ما هي مشاريعكم المستقبلية بالنسبة الى هذه العلامة التجارية؟

سوف نستمر بالكشف عن تصاميم مبتكرة، مستوحاة من الحياة اللبنانية. وفي لبنان، نمرّ يوميا بتجارب جديدة، وبالتالي، لن تتوقف الأفكار المميزة عن التدفق.

- ماذا تقولين للقراء من أجل تشجيعهم على شراء المنتجات اللبنانية؟​​​​​​​

مهما كانت مفاعيل هذه الأزمة سلبية علينا، لكنها أظهرت في الوقت ذاته، جانبا إيجابيا، يتمثل في قدرات الصناعة اللبنانية.

فبسبب هذه الأزمة، باتت العديد من الماركات والعلامة التجارية المحلية معروفة على الساحة الداخلية، وبيّنت قوتها وجودتها وقدرتها على منافسة أكبر ​الشركات العالمية​.​​​​​​​

فلنتعرف أكثر الى الموردين والمصممين المحليين، لأن لبنان يضم العديد من المواهب الجميلة والإمكانيات العالية.

- ما هي النصيحة التي تودين إيصالها الى ​المرأة اللبنانية​؟

لقد خصصنا منذ فترة في "Urban Feet"، تصميما خاصا بالمرأة، بعنوان "قوية"، وذلك لكي نذكّر كل امرأة بقوتها وقدرتها على تخطي جميع الصعاب، مهما اشتدت ضغوط الحياة ومشاكلها.