تجمع كارن مهنا بين الإبداع والبساطة والمهارة. وبصفتها العقل اللامع وراء العلامة التجارية "Simply Karen Designs"، تتولى مهمة تنفيذ أفكار زبائنها، بلمستها الأنيقة والمميزة.

هي أم لولدين، وأصبحت مؤخرا جدة لطفلين. عايشت رحلة حياتية مثيرة، بين ​لبنان​ و​الولايات المتحدة​، وبعد أن أنهى ولداها دراستيهما، قررت العودة إلى الجامعة، للحصول على إجازة في مجال الاتصالات.

عند عودتها إلى لبنان عام 2013، كافحت للعثور على وظيفة ثابتة، واكتشفت بعد ذلك، أن الوقت قد حان لتحقيق حلمها المنسي في طيات الزمن؛ وهذا الحلم يتمثل في إحياء "Simply Karen". واليوم، بعد حوالي سبع سنوات، تعيش كارن هذا الحلم، وتكرّس وقتها وطاقتها وجهدها للحفاظ عليه، وتطويره.

وبالإضافة إلى "Simply Karen Designs"، تتمتع كارن أيضًا بخبرة مهنية في الإدارة، والديكور، ورعاية الأطفال، وتنظيم الحفلات والمناسبات، لكنها تخصص الآن معظمها وقتها لشركة ​التصميم​ الخاصة بها، التي تقدم الملابس والإكسسوارات والديكورات للأطفال. ومنذ إطلاق هذا المشروع، وصلت إلى الولايات المتحدة والعديد من البلدان في منطقة ​الشرق الأوسط​ وشمال ​إفريقيا​. كما أن منتجاتها متوفرة في ​الإمارات​ عبر "Heartmade Events".

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع صاحبة العلامة التجارية "Simply Karen"، كارن مهنا، للتعرف اليها عن كثب:

- لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

تصاميم "Simply Karen"، هي بمثابة حلم كان مخبأ في أعماق قلبي لفترة طويلة. فهذا العمل جميل وممتع، كما أنه ينشر السعادة والابتسامة على وجوده الأطفال وذويهم أيضا.

ولا بد من الاشارة الى أن أحدث منتجاتنا هي علبة " Simply Karen: Simple Creations Box"، التي تتيح للفتيات والفتيان الصغار، صنع إبداعاتهم الصغيرة الخاصة.

- أين يمكن الحصول على منتجات "Simply Karen" اليوم؟

لقد اعتمدت على طرق عدة لبيع التصاميم، منها وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة "​فيسبوك​" و"إنستغرام". وقبل "كورونا" وانفجار ​مرفأ بيروت​، كنت موجودة في مجمع الـ"ABC" في الأشرفية.

كما أعرض منتجاتي في متجر "My Trendy Room" في بيروت، وفي "Ursula Couture" في الكورة.

ونحن نعمل في الوقت الحاضر، على إطلاق موقعنا الالكتروني الخاص.

من جهة أخرى، أدعم دائما جمعية "حماية"، وأقدم لها حصة من منتجات "Simply Karen". فعندما أجد أي فرصة للمساعدة، أبادر على الفور، لأن الإنسان الذي يريد أن يساعد فعلا، سيجد حتما الطريقة لذلك.

- كيف تمكنت من الوصول الى خارج لبنان؟

لقد وصلت الى ​دبي​، ​بلجيكا​، الولايات المتحدة، و​لندن​. فهناك العديد من الزبائن الذين اشتروا القطعة الأولى خلال زيارتهم للبنان، وبعد مغادرتهم، بدأوا بالطلب من الخارج.

- ما الذي يميز تصاميم "Simply Karen" عن غيرها، وخاصة في ظل المنافسة الواسعة الموجودة في الأسواق وعبر ​الإنترنت​؟

تصاميمي مميزة وفريدة من نوعها، وبالتالي، لا أقدم النسخ المتعددة للتصميم ذاته، بل أنفذ قطعة واحدة لكل زبون.

منتجاتي ليست تجارية، وذلك لأنني أصنع كل القطع يدويا بنفسي، لكي يشعر الشخص الذي يحصل عليها، بالتميز، ويتأكد من أنها له وحده فقط، ولن يجد لها مثيل.

- كيف تواجهين مشكلة التقليد المنتشرة بكثرة عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

التقليد موجود حتما، ولا أواجه مشكلة من هذه الناحية، لأن كل شخص يستوحي أفكاره وتصاميمه من مكان معين، في حين أن المصمم الناجح يعطي القطعة نكهته ولمسته الخاصة.

ولكن أتمنى لو يعترف كل شخص بأنه استوحى من هذا المصمم أو ذاك، لكي يعطي صاحب الفكرة حقّه، وهذه هي المبادئ التي تعلمتها وتربيت على أساسها في الولايات المتحدة، حيث حقوق المبدع محفوظة؛ الأمر الذي نفتقد اليه للأسف في لبنان.

- كيف تحددين الأسعار اليوم في ظل الغلاء الحاصل والفرق الشاسع في سعر صرف ​الليرة اللبنانية​ مقابل ​الدولار​؟

لقد اضطررت حتما الى رفع أسعار منتجاتي، وذلك لأن معظم المواد المستخدمة في التصاميم، هي مستوردة من الولايات المتحدة.

أحاول المثابرة من أجل البقاء والاستمرار في ظل الظروف الصعبة، وذلك لكي لا أخسر هذا الحلم التي حققته بعد سنوات طويلة من الانتظار، ولا أفقد العلامة التجارية التي أعمل وأثابر وأجتهد على تطويرها منذ حوالي خمس سنوات.

وفي الوقت ذاته، أريد مواصلة تقديم التصاميم الجديدة، وشراء المواد، ولهذا السبب، أهتم دائما بتحديد الأسعار بطريقة مناسبة لنا وللزبائن أيضا.

- هل لديك مشاريع متعلقة بـ"Simply Karen" وتودين تحقيقها في المستقبل؟

للأسف، أواجه معضلة صعبة للغاية في الوقت الحاضر، حيث ما زلت لا أعرف اذا سأبقى في لبنان أم سأرحل عنه. لكن خطوة المغادرة بحاجة الى الوقت للتحضير، لأنني لا أريد خسارة علامتي التجارية.

ولهذا السبب، نركز حاليا على إطلاق موقعنا الالكتروني، حيث أن إرسال المنتجات من الخارج الى لبنان، أسهل وأقل تكلفة من صنعها في لبنان وإرسالها الى الدول المختلفة.

- هل تعتقدين أن علامتك التجارية ستكون قادرة على الصمود في ظل الظروف الصعبة التي نمرّ بها؟

لحسن الحظ، لم تتراجع المبيعات خلال هذه الفترة، حيث أن العلامة التجارية باتت معروفة جدا في السوق، ولا أواجه أي مشكلة من ناحية الطلب على التصاميم. لكن المدخول انخفض حتما، بسبب الفرق في سعر الصرف.

- من قدم لك الدعم لإطلاق هذا المشروع والاستمرار فيه؟

زوجي وأولادي شجعوني بالدرجة الأولى، على إطلاق "Simply Karen".

- هل يقدم لك هذا العمل الحر المزيد من الوقت الخاص؟

على العكس، أفتقد كثيرا الى الأوقات الخاصة والعائلية والاجتماعية. فالزبون ملك بالنسبة لي، ولهذا السبب، أرد على جميع الأسئلة والرسائل والتعليقات، في أي وقت كان.

كما أتابع دائما مشاكل الزبائن وتساؤلاتهم، اذ لا يجوز التعامل معهم بطريقة فظة ومتعالية، خاصة لدى العمل عبر ​الانترنت​. وبالتالي، أعمد الى البقاء على تواصل دائم معهم، بطريقة مهذبة ولائقة.

فشخصيتي هي جزء من اسمي، والناس يعرفون أن القطعة التي سيحصلون عليها من "Simply Karen"، هي ثمار جهد كبير وتواصل متكامل. وفي حال وصلت ولم تنل إعجابهم، بإمكانهم ردها أو استبدالها.

- ما هي نصيحة كارن مهنا الى المرأة؟

أقول للمرأة: "أولا، آمني بنفسك. وثانيا، آمني بمنتجاتك؛ فمن يعمل بدون شغف، لن يصل الى أي مكان. علينا أن نعطي مشروعنا من كامل قلبنا، لكي يتقدم ويتوسع".