بين ضرورات الاقفال التام والتداعيات على الفئات الاكثر كيف نتصرف؟

في البداية أمر مستغرب جداً ان تلجأ الدولة الى الاقفال التام الذي شمل المطار حين كان عدد الاصابات لا يتجاوز العشرات وفي بداية تفشي الوباء، وكان وزير الصحة يقول يومها: اننا نكسب الوقت لتجهيز المستشفيات!!، واليوم وبعد ان باتت الأعداد تتخطى الألفي إصابة، بتنا نتهيّب ونتردّد في اتخاذ قرار الأقفال كي لا نشل البلد!!

وإذ ما تسألنا لماذا أقفلنا البلد بشكل تام في بداية "كورونا"؟؟ واليوم لا نفعل، يتبين لنا ان حجة تجهيز المستشفيات لإستقبال مرضى "كورونا" غير صحيحة لأن معظم المستشفيات لم تفعل شيئاً ولم تجهز، إما لأنها لا ترغب أو لأسباب مادية أو لأنها تنتظر أموالها من الدولة.. أما صحة المواطن فتأتي في أخر الاولويات عند الجميع، فلا المستشفيات عندها رسالة "ولا من يحزنون".

الحكومة في قراراتها تتخبط ولا تنجح في أمر، تقفل قرى وأحياء هنا وتفتح هناك. كل الناس تقصد الأماكن المفتوحة فيحصل الاقتظاظ.، نقفل 3 فروع لأحد البنوك في مناطق محظورة فيذهب الناس الى فرع آخر مفتوح يقفون في طابور لا ينتهي.. ما الفائدة من الإقفال في مناطق وفتح اخرى؟؟

يتخذون القرار في فتح المدارس حرصاً على العام الدراسي وإن اصيب أحد الطلاب حتى لو تم حجره فهو سينقل العدوى الى اهله وأجداده، وإن تطلب وضعه الإستشفاء لا يجدوا له لا ​دواء​ ولا سرير في المستشفيات!!

والسوأل المطروح، ما الضير في إقفال المدارس مثلا الى بداية العام الجديد والاكتفاء بالتعليم عن بعد؟؟ لم لا نعتبر أننا في حالة حرب مثلا، مع العلم أن خطر "كورونا" ليس أقل من خطر الحرب في بلد غير مؤمن فيه الأمن الصحي والدوائي ولا أحد يؤمّن بدل مادي لمن يؤمن خبزه كفاف يومه...

ألم يحن الوقت لإتخاذ القرار بالإقفال التام مع الحرص على حسن التطبيق. هل نريد خطراً أكثر من هذه الاصابات؟ هذا مع ذكر عدد الاطباء والممرضين المصابين ومع ​هجرة​ عدد كبير من الأطقم الطبية!!

نعم للإقفال التام لأسبوعين على الأقل دون إستثناء ومع الإلتزام التام، ومع إعتماد التدريس عن بعد على الأقل لشهرين!!

هل يتخذ القرار؟ أم يترك الناس يعانون من كل الازمات معاً معطوفة على المخاطرة بصحتهم؟؟!!