لفتت هيئة ​الأمم المتحدة​ للمرأة الى "تفاقم الوضع الهش للنساء في الأسر التي تعيلها امرأة واللواتي يعشن في نطاق الانفجار عقب انفجار ​مرفأ بيروت​ في 4 آب"، وذلك في دراسة حديثة بعنوان "التحليل السريع لانفجار مرفأ بيروت من منظور النوع الاجتماعي: رصد متعدد الجوانب"، أجرتها منظمة "أبعاد" ومنظمة "كير" الدولية و"​الإسكوا​" وصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سلطت الضوء على الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية وزيادة مخاطر ​العنف​ القائم على النوع الاجتماعي والصراع المستمر للحصول على المساعدة.

وتدعو المنظمات الخمس إلى توسيع نطاق المساعدة المخصصة للفئات المهمشة وتحديدا للأسر التي تعيلها نساء، واللواتي يشكلن 51% من السكان المتضررين، وللنساء المسنات اللواتي يعشن بمفردهن واللواتي يشكلن 1 من كل 12 أسرة.

ويقيم التحليل السريع لانفجار مرفأ بيروت من منظور النوع الاجتماعي مدى تأثر ​النساء​ والرجال والفتيات والفتيان والأقليات الجندرية بالإنفجار في 4 آب مع دراسة مفصلة حول التأثير المحدد على النساء من مختلف الجنسيات والخلفيات الاجتماعية والإقتصادية والوضع القانوني والقدرة والعمر والتوجه الجنسي. تقوم الدراسة على جمع المعلومات الأولية من خلال إجراء مقابلات مع 49 مستجيبا وأفراد متضررين من المجتمع، بالإضافة إلى تحليل 45 تقريرا وتقييما ذات الصلة بما في ذلك مسح أجراه الصليب الأحمر ال​لبنان​ي لأكثر من 17 ألف أسرة.

وتابع البيان: "كيف تأثرت النساء والفتيات المتضررات من انفجار مرفأ بيروت؟ تشكل النساء اللواتي يعانين من تفاقم كبير لوضعهن الهش نسبة كبيرة من السكان المتضررين، حيث يعاني 51% منها كأسر تعيلها نساء و8% منها كنساء مسنات يعشن بمفردهن. ويؤدي تدمير منازل الناس والمأوى إلى تفاقم مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي وتأثير الصحة العقلية لفقدان الشخص لمنزله وهويته ومساحته الآمنة".

ولا تزال النساء والفئات المهمشة بحاجة ماسة إلى الحصول على الخدمات الصحية - وخاصة الإسعافات الأولية. وفي الوقت عينه، تمنع الممارسات التمييزية والخوف من التحرش أو الإساءة بعض النساء من الحصول على مساعدة إنسانية عادلة.

وأدى الانفجار إلى انخفاض في توفر خدمات الصحة الإنجابية والوصول إليها للأسر التي تشمل نساء حوامل ومرضعات، حيث أفادت 40% منهن إلى حاجتهن إلى رعاية صحية لدعم الأطفال الرضع والأمهات.

وتم الإبلاغ أن مشاعر اليأس والعجز والغضب والإحباط والانفعالات والقلق تنمو بشكل كبير بين المستجيبين من جميع الهويات.

وقالت رئيسة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان رايتشل دور- ويكس: "يعمق انفجار مرفأ بيروت الأزمة الشاملة التي تواجهها البلاد. لذلك، يشعر الناس بتأثير الانفجار ويختبروه بشكل متفاوت، ويتم تحديد هذه التجارب المختلفة بحسب النوع الاجتماعي للأشخاص، وإمكان الوصول إلى رأس المال والمدخرات و​الشبكات الاجتماعية​ واحتياجات الأمان والوضع القانوني والموقع الجغرافي فضلا عن عوامل أخرى. عند تقديم دعمنا وبغية "إعادة البناء على نحو أفضل"، يجب فهم ذلك وإدراجه في جميع الجوانب المرتبطة بأسلوب التقديم والاستجابة لكل من أزمة انفجار المرفأ وأزمة لبنان المتفاقمة".

وحذرت الدراسة "من معاناة النساء من تراجع كبير في فرص العمل ويرتبط هذا الأمر بفقدان عدد كبير نسبيا من الأعمال التي تقودها النساء في دائرة نصف قطر من مكان الانفجار، يقدر بـ1 من كل 5، ومن الاستبعاد من الفرص الاقتصادية في عملية إعادة الإعمار والتعافي". ولفتت الى "تأثر عاملات ​المنازل​ المهاجرات بشكل خاص بفقدان الوظائف إذ تخلى أرباب العمل عن العديد منهن قبل الانفجار وبعده".

وختمت: "يحث التحليل السريع المشترك من منظور النوع الاجتماعي الجهات المعنية كافة على تقديم الخدمات الصحية مجانا وفي المنزل لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات. كما يوصي بتدريب العاملين في المجال الإنساني ومتطوعي الاستجابة على البروتوكولات والمبادئ الأساسية للتعامل مع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال والانتهاك الجنسيين".