سعت لتحقيق النجاح والتغيير في حياتها، وآمنت بحلمها، فحددت الأهداف التي أرادت الوصول اليها، وعملت بجهد وإصرار لإحراز النجاح الذي تتمناه. والى جانب التقدم المهني، عثرت على التوازن الصحي بين العمل والعائلة، فحددت أولوياتها، ووزعت مهامها، ونظّمت وقتها، كي لا تقصر في أي جانب من جوانب حياتها.

كان لـ"الاقتصاد"، هذه المقابلة الحصرية مع مؤسسة العلامة التجارية "Handy Mandy by Yara"، يارا غنوي، التي تحدث عن بداياتها وانطلاقتها، إضافة الى الصعوبات التي تواجهها في العمل، والمشاريع التي تطمح الى تحقيقها...

من هي يارا غنوي؟ وكيف أطلقت "Handy Mandy by Yara"؟

حصلت على إجازة في مجال ​التأمين​ من "جامعة القديس يوسف"، "USJ"، عام 2014. وعملت لفترة في عدد من شركات التأمين في ​لبنان​، حتى أنجبت ابنتي إيلا، التي شكلت مصدر الإلهام لمسيرتي، والدافع الذي شجعني على إطلاق "Handy Mandy by Yara".

بدأت أولا، بتصميم اكسسوارات الشعر وعصابات الرأس (headbands) لابنتي؛ حيث كنت أشتريها ومن ثم أجري عليها التعديلات. وكنت أنشر ​صور​ إيلا وهي ترتديها، على تطبيق "​إنستغرام​"، وكانت تلاقي إعجاب المتابعين والأصدقاء، الذي يسألونني دائما عن أماكن بيعها.

ولهذا السبب، قررت إطلاق صفحتي الخاصة على "إنستغرام" منذ حوالي سنة. وإيلا هي العارضة المتعمدة لتصاميمنا.

وتجدر الاشارة الى أنني أتشارك مع والدتي بهذا المشروع، وهي تجيد الخياطة و"الكروشيه". وبالتالي، تعلمت منها التقنيات، وانطلقنا معا بالعمل.

وقد قررت منذ حوالي خمسة أشهر، أن أترك مجال التأمين لتخصيص كامل وقتي لمشروعي الخاص.

كيف تمكنت من إطلاق "Handy Mandy by Yara" في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؟

شغفي دفعني الى إطلاق هذا المشروع، رغم كل الصعاب والضغوط المحيطة بنا. ولقد بدأنا أولا بتقديم التصاميم الصغيرة والمحدودة من عصابات الرأس ومشابك الشعر، باستخدام بعض الأقمشة التي كانت موجودة لدينا.

كانت الطلبيات خجولة في البداية، وتأتي من الأصدقاء والأقارب فقط. ولكن مع الوقت، ومع ازدياد عدد التصاميم والموديلات المميزة والمبتكرة التي نقدمها، بات التفاعل يتوسع أكثر فأكثر.

وكانت موسم الصيف الماضي مزدهرا بالطلبيات، ولقد نجحنا في تكوين قاعدة من الزبائن الأوفياء الذين يثقون بنا وبعملنا. كما أن البعض بات يطلب نصائحنا حول التصاميم المناسبة لملابس أولادهم؛ وهذا ما شجعنا على الاستمرار.

ما الذي يميز منتجاتك عن غيرها؟ وكيف تواجهين المنافسة الضخمة الموجودة اليوم؟

أولا، لا أقلد تصاميم غيري، بل أفضل دائما تقديم أفكاري الخاصة؛ وهذا ما يميز الأعمال اليدوية.

ثانيا، أهتم كثيرا بطريقتي في التعامل مع المتابعين والزبائن؛ اذ أركز على هذه الناحية من العمل، وأحاول دائما البقاء على تواصل مع كل شخص يراسلني أو يتواصل معي.

ثالثا، أسعى بكل جهدي لتقديم التصاميم المميزة والمبتكرة على الدوام، بسبب حبي لابنتي إيلا، وشغفي بالاكسسوارات الخاصة بالفتيات الصغيرات.

رابعا، أختار التصاميم المناسبة لكل طفلة، ولكل قطعة من الملابس أيضا.

كيف تواجهين مشكلة التقليد الموجودة بكثرة عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

هذه المشكلة موجودة حتما لكنها لا تؤثر علي، لأن القطعة المصنوعة يدويا، لا يمكن تقليدها، كونها تضم شخصية المصمم وذاته.

لكن أكثر ما يزعجني هو الحسابات الوهمية، التي تتواصل معي للسؤال حول الأسعار والتفاصيل عن الأقمشة. كما أنها تنتقد عملي بشكل سلبي ولاذع ومؤذي، ولا أعرف السبب!

مع العلم أنه مهما ازدادت الصفحات التي تقدم المنتجات نفسها التي أقدمها، لا يمكن إيجاد قطعة مشابهة تماما لأخرى، لأن كل شخص يتميز عن غيره بذوقه وشخصيته وطريقته في العمل.

كيف تحددين الأسعار اليوم بطريقة مناسبة لك وللزبائن أيضا؟

أتعامل بالليرة اللبنانية حصرا، وبسبب الأوضاع الحالية، عمدت الى رفع الأسعار بشكل طفيف جدا؛ اذ فضلنا تحقيق الربح القليل والعادل وغير المفرط، من أجل المحافظة على زبائننا.

فأسعار الأقمشة باتت مرتفعة جدا، كونها مستوردة من الخارج، وبالتالي، نحن مضطرون الى شرائها بحسب سعر الصرف اليومي في ​السوق السوداء​.

ولا بد من الاشارة الى أنني أتشارك الأرباح من "Handy Mandy by Yara" مع والدتي، ونشكرا الله لأن هذا العمل التجاري الصغير عبر ​الانترنت​، قادر اليوم على مساعدة منزلين في تأمين مدخول إضافي في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

الى أي مدى يساعدك هذا العمل الحر على تخصيص المزيد من الوقت لنفسك ولعائلتك؟

منذ فورة المتاجر عبر الانترنت، كنت أفكر في تنفيذ مشروعي الخاص، الى أن ولدت فكرة "Handy Mandy by Yara". فأنا أحب كثيرا فكرة العمل من المنزل، لأنها تتيح لي تربية ابني وابنتي عن كثب، وقضاء الأوقات الجميلة والقيمة معهما.

كما أن وجودي الى جانبهم خلال فترة الثورة والحجر الصحي بسبب "كورونا"، دفعني للشعور بارتياح كبير. فقد بات لدي الوقت الكافي للاهتمام بعائلتي، وأصبح بإمكاني أيضا تحقيق التوازن بين العائلة والعمل بسهولة، وفي الوقت ذاته، ممارسة المهنة التي أحبها، والتي توفر لعائلتنا مدخولا إضافيا.

هل ستتمكن "Handy Mandy by Yara" من الصمود في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان؟

أتمنى بالفعل مواصلة هذه المسيرة الجميلة، التي تبثّ الفرح والروح الإيجابية، لكن المشكلة في لبنان، أننا كلما تقدمنا قليلا الى الأمام، نصادف أزمة جديدة تعيدنا الى الوراء. وعندما نبدأ ببناء الأمل بغد أفضل، نواجه المزيد من الضغوط التي تحبط من عزيمتنا.

وتجدر الاشارة الى أنه رغم كل الظروف الصعبة، جاءت حركة العمل على قدر آمالنا. ولكن الخوف من المستقبل موجود حتما، ونتمنى أن تتحسن الأوضاع في أسرع وقت ممكن. ففي حال استمرت الأمور بالذهاب نحو الأسوأ، سيبدأ الناس بالتفكير بأولوياتهم وحاجياتهم الأساسية اليومية، وسيبتعدون عن الكماليات.

ما هي تطلعاتك ومشاريعك المستقبلية؟

أفكر حتما بالانفتاح نحو الأسواق الخارجية، والبدء بالشحن الى جميع أنحاء العالم، لكي تصل علامتي التجارية الى كل بلد ومنطقة!

كما أسعى الى افتتاح مشغل صغير بديكورات لافتة، لتنفيذ الأفكار الجديدة، وعرض منتجات "Handy Mandy by Yara".

ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى المرأة من خلال تجربتك المهنية الخاصة؟

كل سيدة لديها في داخلها هواية أو فكرة أو ​مهارة​، قادرة على تحقيق جميع أهدافها، حتى ولو بدأت من الصفر!

فأنا انطلقت بطريقة متواضع جدا، وبدون أي رأسمال يذكر. وبالتالي، بإمكان الجميع الانطلاق بمسيرة مهنية ناجحة، من خلال الصدق والحب والجهد، إضافة الى التحلي بالثقة والشفافية في التعامل مع الناس.

كما يجب أن تدعم المرأة أختها المرأة، لكي نكون يدا واحدة مجتمعة. على ​النساء​ الابتعاد عن الغيرة والحسد، والتحلي بالروح الجميلة والملهمة والداعمة. فمن يعمل ويعطي من قلبه، سيصل حتما الى تحقيق أحلامه...