كل ما يختص بالعام 2020 بات إستثنائياً، وباء وتوترات دولية بين أكبر اقتصادين في العالم، تنعكس تغيرات وتبدلات غير مسبوقة في أسواق الأسهم و​البورصات العالمية​.

العين اليوم على الذّهب، الذي استطاع اختراق القمة التاريخية له عند 1920 دولاراً للأوقية بعد بضع ساعات من افتتاح الأسواق لهذا الأسبوع، وكان هذا الارتفاع المتواصل بعد ما شهدناه من تزايد التوتر بين ​الولايات المتحدة​ و​الصين​، جعلت المستثمرين يتجهون إلى الملاذ الآمن - الفرصة الدائمة - الذّهب.

سجلت أوقية المعدن الأصفر، سعراً تاريخياً جديداً غير مسبوق وهو 1944.6 دولاراً، مدفوعة بزيادة الطلب بشكل كبير.

وكان أعلى سعر تاريخي في السابق عند 1925 دولاراً للأوقية وسُجل في أيلول عام 2011.

وبحسب ​الخبير الاقتصادي​ والمالي فادي غصن، فإن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، وضعف ​الدولار​ الأميركي، وانخفاض العائدات، والتحفيز المالي الإضافي واستمرار حالات "كورونا"، كلها من العوامل الرئيسية وراء ارتفاع ​الذهب​.

وأشار غصن في حديث مع "الاقتصاد"، إلى أن مؤشر الدولار يقبع قرب أدنى مستوى في عامين، مع رهانات متزايدة على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي، سيخوض تحولاً آخر في السياسات صوب التيسير حين يجتمع هذا الأسبوع مما ينطوي على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول، ما يتوقع أن يزيد الضغط على الدولار ويرفع سعر سبيكة الذهب إلى أكثر من ألفي دولار، فالطلب على الملاذ الآمن يتزايد في حين لم يعد هناك طلب على ​الدولار الأميركي​".

ويرى أن "إيجاد لقاح حتمي لفيروس "كورونا"، والتوصل لاتفاق بين الصين وأميركا، من شأنه أن يخفف الطلب على المعدن الأصفر باعتباره ملاذاً آمناً ويوقف صعوده، مع توجّه المستثمرين للمخاطرة في مجالات أخرى".

هل يصل الذهب إلى مستويات 2000 دولاراً للأوقية؟

عضو ​المجلس الاقتصادي​ والاجتماعي أنيس بو دياب، رأى في حديث مع "الاقتصاد"، أنه "في ظل وجود حالة من عدم الاستقرار، سوف نشهد المزيد من الارتفاع في ​سعر الذهب​؛ وقال: "شخصيا، أعتقد أن هذا الوضع سيستمر حتى الانتخابات الأميركية".

وأضاف: "بالنسبة إلى موضوع البيع أم الشراء، فالاستثمار هو في نهاية المطاف قرار شخصي، ولكن الاتجاه سعر الذهب تصاعدي، وسنشهد على المزيد من الارتفاع في المرحلة المقبلة".

إشارة إلى أن محللي "​بنك أوف أميركا​"، كشفوا أن صناديق المعادن الثمينة شهدت تدفقات استثمارية بلغت 3.8 مليارات دولار في الأسبوع حتى 22 تموز، وهو ثاني أكبر مبلغ أسبوعي على الإطلاق، وهذا يعني بلغة الأسواق، رهاناً من المستثمرين بأن بريق الذّهب سيظل يلمع خلال الفترة المقبلة.

وبحسب خبراء السّوق، فإن الذهب الذي أنهى تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 1901 دولاراً للأوقية، إذا استطاع اخترق مستوى 1920 دولاراً بإغلاق يومي في هذا الأسبوع، فقد يضع أمامه هدفاً رئيسيا عند 2000 دولار،  ليبقى احتمال الصعود قائما طالما أن أسعار الذهب تحافظ على التداول أعلى من مستوى الدعم البالغ 1910 ​دولارات​ للأوقية.