تحت عنوان "​الأزمة المالية​ تشتد أليس من حلول في الأفق؟"، استضافت ​كوثر حنبوري​ معدة ومقدمة برنامج "الاقتصاد في أسبوع" عبر "إذاعة ​لبنان​"، ​الخبير الاقتصادي​ روي بدارو، الذي أشار الى أن "خوف الناس أدى الى سحب الكثير من الدولارات، ليس فقط من قبل المواطنين بعد الثورة بل أيضاً من قِبل من لديهم معلومات عن الوضع الحقيقي في الدولة".

ولفت بدارو الى أنه "مع العلم أنه في اجتماعات بيت الدين التي دعا اليها ​رئيس الجمهورية ميشال عون​، كنا قد وضعنا كعدد من ​الخبراء الاقتصاديين​ الحلول التي كانت ستجنبنا هذا الوضع".

وأضاف: "القدرة الشرائية هي دليل على ثقة المواطن، وهذا الأمر لم يعد موجود اليوم.. كل سعر للدولار فوق الـ3000 ليرة هو سعر سياسي أو يدلّ على قلّة ثقة"، مؤكداً أنه "لا علاج اقتصادي لسعر الصرف، الحل سياسي فقط. يجب اتخاذ هذا القرار السياسي ومن ثم يمكن الإنتقال للحلول الاقتصادية، وهذا الأمر يحتاج الى 3 أشهر فقط".

وردًّا على سؤال حنبوري حول أثر المنصّة على سعر الصرف، أوضح بدارو أن "المنصّة ستتمكن من تنظيم الموضوع لكنها لن تحل الأمر".

ومن ناحية ثانية، قال أن "واردات لبنان تبلغ 22 مليار دولار، وحتى إن هبطت الى أكثر من النصف، الى 10 مليار دولار، من أين سنأتي بهذا المبلغ؟ الناس ترسل الأموال بالشنطة لغياب الثقة و​السوق السوداء​ أكبر مما نعتقد"، مشيراً إلى ان "اللبنانيون باتوا يخزّنون الدولارات في ​المنازل​، وأعتقد أن حجم التخزين وصل الى 8 – 10 مليار دولار، أي المبلغ الذي نحتاجه من "​صندوق النقد​"، الأمر يحتاج الى الثقة ليعود هذا المبلغ الى الإقتصاد".

وفي سياقٍ آخر، رأى بدارو أن "قضية توحيد الأرقام مزحة.. ما يحصل هو محاولات لإفشال المباحثات مع "صندوق النقد"، نحن لسنا في مرحلة المفاوضات حتى. صندوق النقد، في تاريخه، لم ينسحب من المحادثات لكننا في لبنان نقوم بكل ما يمكن للإنسحاب من المحادثات، لماذا؟ هذا غباء كبير".

وعن إلغاء دور القطاع المصرفي، عبذظر بدارو عن سخافة الطرح وقال: "هل هناك بلد في العالم دون قطاع مصرفي؟ هناك فقط مصرفيين مسؤولون، وأسماءهم معروفة، دخلوا في اللعبة وتسببوا بالأزمة، هؤلاء نريد محاسبتهم. نحن كمودعين، أودعنا أموالنا لديهم، مسؤوليتهم تحصيلها من الدولة".

وبخصوص رفع الدعم عن الطحين و​المحروقات​ وإمكانية تحمّل المواطنين لذلك، سأل بدارو، "ما هو الأهم اليوم: ​الأدوية​ و​المواد الغذائية​ أم المحروقات والطحين؟ بتنا في مرحلة لا يمكننا الإختيار فيها"، مشيراً إلى انه "في لبنان، نحتاج الى أدوات تفجّر النمو ليصل الى 5% أقله، وهذه الأدوات معروفة، أولها، سياسي وثانيها، أمني وثالثها، الإصلاحات".

وعن قانون قيصر، قال بدارو: "تنفّس الإقتصاد السوري يستهلك الأوكسيجين من لبنان، الأميركيون يعلمون أن الإقتصادين اللبناني والسوري مرتبطان ببعضهما البعض، وهم يتقصّدون ما يقومون به"، لافتاً إلى انه "في القانون فقرة تشير الى الإستثناءات التي يمكن للرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ اتخاذها، لذلك يمكن استخدام كلمة "ملزمة" لوصف القانون، أي "شدّ ورخي".