أشار رئيس "​لجنة الصحة النيابية​" النائب الدكتور ​عاصم عراجي​ إلى أن "ارتفاع عدد الإصابات ب​فيروس كورونا​ في ​​لبنان​​ يدعو الى القلق، وهو يعود مع الأسف الشديد الى عدم الإلتزام الشعبي بالتدابير والإرشادات التي تصدر عن ​وزارة الصحة​، لا من حيث ارتداء الكمامات، ولا حتى في ما يتعلّق بتطبيق قواعد التباعُد الإجتماعي، فيما القيام بغَسْل اليدَيْن والتعقيم هي من الأمور التي نسيَها الناس كما يبدو. فضلاً عن أن المقيمين والوافدين من الخارج، لا يلتزمون بالحَجْر المنزلي عندما يصابون بالعدوى، لمدة 14 يوماً كما يجب".

وأفاد عراجي ، في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، بأنه "إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، فإنّنا سندخل في نفق كبير مظلم، لا سمح الله، وذلك حتى ولو أن وضع المستشفيات بات أفضل ممّا كان عليه عند اكتشاف الإصابة الأولى بـ "​كوفيد 19​" قبل ثلاثة أشهر"، منوّهًا بأننا "لم نَكُن جاهزين في شباط الماضي كما هو عليه الحال اليوم، إذ أصبحت لدينا الآن كميات أكبر من آلات التنفّس الإصطناعي. كما تمّ تمكين الجسم التمريضي بالحصول على خبرة أكبر في التعاطي مع المرضى بـ "كوفيد 19"، ومع كلّ ما يتعلّق بالفيروس عموماً، من خلال إخضاع الممرّضين لدورات تدريبية"، شاكرًا "إدارة مستشفى الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​ على مجهودها في هذا الإطار".

كما حذّر من أن "خطر الإصابة بالفيروس يشمل مختلف الشرائح العمرية، عندما تتطوّر الإصابة بالفيروس الى التهاب رئوي حادّ، والى انخفاض في نسبة الأوكسيجين في الجسم كثيراً. وهو ما يعني ضرورة وضع المريض في تلك الحالة، على آلات التنفّس الإصطناعي"، لافتًا إلى أن "نسبة الخطر الذي يطال كبار السنّ أكبر، وهذا صحيح، لأنهم قد لا يتحمّلون الإلتهاب الرئوي الحادّ أبداً. ولكن يتوجّب على الجميع الإنتباه، نظراً الى أن نسبة المدخّنين في لبنان كبيرة".

وأوضح عراجي أن "آخر الأبحاث تُظهِر أن "كوفيد 19" يصيب المدخّنين أكثر من غيرهم. فهؤلاء يكونون معرّضين في العادة لانسداد مزمن في القصبات الهوائية، وإذا احتاجوا الى تنفُّس إصطناعي، يُصبح من الصّعب سحبه منهم في وقت لاحق، وذلك لأنهم يُعانون من ضعف في الرئتَيْن، أصلاً". وشدد على أنه "لا يُمكن إلقاء التُّهَم جزافاً. فلا حديث رسمياً أبداً عن ​مناعة القطيع​ في لبنان، لا من قِبَل وزارة الصحة، ولا من جانبنا نحن كلجنة صحة نيابية، هذا إذا كانت توجد تلك المناعة بالفعل".

وأكد عراجي أن "أوّل من تحدّث عن هذا الأمر كان رئيس ​الحكومة البريطانية​ بوريس جونسون، ولكن يتوجّب التثبُّت ممّا إذا كان الفيروس يؤسّس لمناعة ذات فترة طويلة بعد الشّفاء منه. وهذا الأمر يحتاج الى مزيد من الوقت للتأكُّد منه في شكل كامل". ولفت إلى أن "الأبحاث العالمية لم تؤكّد حتى الساعة أن "كوفيد 19" سيزول في فترات الحرّ. وهنا نحذّر من أنه قد يكون مثل "الإنفلونزا الإسبانية" التي ضربت ​أوروبا​ قبل 100 عام، والتي لم تضمحلّ في فصل الصيف".

كما أفاد بأن "الناس اعتقدت أن الإصابات والوفيات بسبب الإنفلونزا الإسبانية ستنخفض خلال الصيف. ولكن آب عام 1918، شهد عدداً كبيراً جداً من الإصابات والوفيات، أصاب ما بين 50 و100 مليون شخص، خلال شهر صيفي واحد. وهو ما يعني أن الرّهان على الطقس الحارّ ليس في مكانه أبداً. وحتى إن "​منظمة الصحة العالمية​" لم تؤكّد أن انتشار الفيروس سيخفّ خلال الصّيف".

وفي رده على سؤال حول دور السيجارة في نقل العدوى، أكد عراجي أن "دخان سيجارة أي مُصاب بالفيروس أو أي حامل له، الذي ينتقل مع النَّفَس عند نفخه الى مسافة قريبة تقلّ عن مترين أو ربّما أكثر بقليل، يُمكنه أن يحمل الرّذاذ معه وإصابة الآخرين الذين يستنشقونه، بالعدوى أيضاً"، مشيرًا إلى أن "الرائحة تختلف عن الرّذاذ. فأن نشتمّ رائحة السيجارة من مسافة بعيدة، لا يُصيبنا بالعدوى، لأن الرّذاذ المُعدي من المصابين أو من الحاملين للفيروس، لا ينتقل الى أبعد من مترَيْن، أو الى أكثر من ذلك بقليل. ولكنّنا نحذّر من النّرجيلة أيضاً، ومن تناوُب الشّبّان عليها خلال جلساتهم، والتي يُمكنها أن تشكّل ​كارثة​ حقيقية، على مستوى تفشّي الفيروس".