هو شاب عصامي وثائر، يعشق المغامرة، ويهوى التحدي. فبعد سنوات من الدراسة والتعب، اختار أن يبدأ من الصفر في عالم التصوير، وقرر أن يشق طريقه، ويكافح من جديد، وبكل قوة وعزم وصلابة، ليصبح اسمه اليوم، منتشرا في ​لبنان​ والعالم، بعد أن نشرت صوره وسائل إعلام عالمية.

حول هذه التجربة الشيقة، حاوره موقع "الاقتصاد" في السطور التالية:

من هو رامي رزق؟

تخصصت في الحقوق، لكنني لم أمارس، بعد التخرج، أي مهنة متعلقة بهذا المجال.

أما موضوع التصوير فبدأ كهواية، ومع الوقت، عملت على تطوير مهاراتي من خلال المشاركة في ورش العمل والمحاضرات، كما تابعت دورات عبر ​الانترنت​.

وبعد حوالي سنتين من التصوير للمتعة والتسلية فقط، شعرت أنني أتحول شيئا فشيئا نحو الاحترافية. وقررت حينها، نشر أعمالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومن هنا، بدأت المراحل تتوالى، حتى وصلت الى ما أنا عليه اليوم.

كيف تمت هذه الخطوة الانتقالية من الحقوق الى التصوير؟

لا يعلم الإنسان ماذا يخبئ له القدر، اذ لم أخطط يوما للدخول الى مجال التصوير، لكنني وجدت نفسي مهتما وشغوفا في مجال يشدني اليه أكثر من التخصص الجامعي الذي اخترته.

بلدنا لبنان قد يدفع الانسان أحيانا، للتوجه الى مجالات كانت خارج الحسبان. فبعد التخرج، وجدت المستقبل ضبابيا ومجهولا، بسبب غياب الفرص، وتراجع حركة الأعمال، بسبب المنافسة الكبيرة الموجودة.

فمن الصعب جدا، أن يبني المتخرج حديثا، مسيرة مهنية ناجحة في لبنان، وخاصة في المهن الحرة. وبالتالي، هو بحاجة الى وقت طويل من أجل الوصول الى مرحلة متقدمة في مهنته.

هل كان محيطك داعم لهذه الخطوة؟

تلقيت دعما واسعا من العائلة والأصدقاء، كما حصلت على ثقة والديّ الكاملة. اذ لم تواجَه هذه الخطوة بأي معارضة من قبل أحد، بل على العكس، شجعني الجميع عليها، بعد أن لاحظوا موهبتي في التصوير، والمهارات التي طورتها خلال وقت قصير.

ما الذي يميز رامي رزق عن غيره من المصورين؟

لقد أعطاني الله هذه الموهبة، وأنا بدوري عملت على صقلها، كما تعلمت كيفية استثمارها في ما هو مفيد. اذ اشتهرت بتصوير الـ"Drone"، أو ​الطائرة​ بدون طيار. ومن خلال هذه المهارة، أسعى الى تقديم اللقطات الجميلة، والجديدة أيضا، عن لبنان، وبطرق مختلفة وغير تقليدية.

فمعظم المصورين، من المبتدئين والمحترفين أيضا، يتجهون في غالبية الأحيان نحو "الكليشيهات" والمناطق المعروفة، كونها تستقطب جمهورا كبيرا. لكنني اكتشفت مع الوقت، أن العكس هو الصحيح في هذه الحالة، حيث علينا التوجه الى المناطق النائية والمنسية والمهملة، من أجل الإضاءة عليها وعلى جمالها، والتقاط ​الصور​ واللقطات المميزة والمختلفة.

ماذا يعني لك الوصول الى أكثر من 40 موقع إلكتروني عالمي؟

تغمرني سعادة عارمة كلما نشرت أي مؤسسة إعلامية صوري. لكنني لا أفكر بنفسي فقط، وذلك بسبب رغبتي الدائمة في نقل صورة لبنان الجميلة، والتي نحلم جميعا بأن تصل الى مختلف دول العالم.

فقبل أن أدخل الى معترك التصوير، كنت أحزن دائما على حالة لبنان، وخاصة من ناحية الصور المتداولة عنه.

ومن هنا، أعمد الى نقل الروح الإيجابية، من أجل إظهار لبنان الجميل، الذي نقاتل في سبيله، ونناضل يوميا للعيش بكرامة ضمن أراضيه. فنحن نريد أن تحمينا دولة حقيقية، لكي يتخلى شبابنا عن فكرة الهجرة، ويتمسك بأرضه وجذوره.

هل فكرت يوما بالهجرة والعمل بشكل دائم خارج لبنان؟

لقد فكرت في هذا الموضوع كثيرا، لكنه ما زال، الى حد الآن، مجرد فكرة بعيدة عن التنفيذ. فالثورة أعطتنا أملا بأن تعود أمجاد لبنان، ويتغير الوضع القائم حاليا.

ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية؟

هناك العديد من المشاريع والأفكار التي أسعى الى تحقيقها، لكنني وضعت كل شيء قيد الانتظار في الوقت الحاضر، بسبب الظروف التي نمر بها. فالمستقبل ضبابي والأفق مجهول، وبالتالي نسير خطوة بخطوة، ونترقب الأوضاع كافة، لكي نرى الى أين ستصل بنا الأمور.

كان من المقرر أن أطلق كتابي الخاص هذا العام، لكنني أرجأت هذا الأمر، بسبب كل ما يحصل.

اجتمعت مع وزير الصناعة السابق ​حسين الحاج حسن​ خلال العام الماضي 2019، من أجل البحث في سبل التعاون من خلال صورك، كما التقيت بعدد من المسؤولين السياسيين في البلاد. هل كانت نتيجة هذه اللقاءات مثمرة؟

مع محبتي الى الجميع، لا بد من القول أن كل اللقاءات هي مجرد كلام إعلامي، ودعم معنوي. ولم نتمكن حتى من التعاون مع وزارة ​السياحة​، بسبب غياب التمويل؛ اذ كان من المقرر استبدال الصور الموجودة في ​مطار بيروت الدولي​ ومحيطه.

ما هو الشعار التي تتبعه في مسيرتك؟

أفكر دائما بإيجابية، مهما اشتدت الصعاب!

وسائل التواصل الاجتماعي: الى أي مدى تفيدك في الانتشار، وتضر بك من ناحية حقوق الملكية والنسخ والتقليد؟

المواقع الاجتماعية شكلت دعما واسعا بالنسبة لي. فقد نُشِرت صوري في مختلف أنواع وسائل الإعلام، ولكن التواصل الاجتماعي بقي الأداة الأفضل، التي ساعدتني على الانتشار بين الناس، وعلى التعرف أيضا، الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، بشكل سهل وسريع.

كيف تأثرت أعمالك منذ 17 تشرين الأول والى حد اليوم؟

لقد صورت لوكالات عالمية عدة خلال الثورة، لكن حركة العمل تراجعت حتما بعد 17 تشرين، حيث أن عددا كبيرا من الشركات والمؤسسات، خفضت ميزانياتها، ولم تعد قادرة على تحمل المزيد من النفقات، وبالتالي، تخلت عن بعض الخدمات، التي تعد من الكماليات.

ما هي نصيحة رامي رزق الى الشباب اللبناني، وخاصة خلال هذه الفترة الصعبة التي يمر بها لبنان؟

أنصح كل شخص، بالقيام بالعديد من الأبحاث والدراسات، قبل اختيار تخصصه الجامعي، مع الأخذ بعين الاعتبار هواياته ومهاراته!

أقول لكل شابة وشاب: "لا تركز على فرص العمل الموجودة، والمردود المادي من مهنة معينة، بل اتجه نحو ما تحبه، وتشعر بالشغف تجاهه".

فالمنافسة باتت واسعة في مختلف المجالات، في حين أن فرص العمل قليلة. وبالتالي، اذا لم ينبع النشاط المهني من القلب، فلن يصمد أبدا في وجه التحديات.

أدعو الجميع الى التمسك بلبنان، وفي الوقت ذاته، لا ألوم من يتجه نحو خيار السفر والهجرة. ولكن اذا غادر كل شخص مصر على بناء بلده، فمن سيبقى؟ هل سنترك لبنان لمن أوصله الى هنا؟