كيفين صليبا هو رائد أعمال ناجح من ​لبنان​، يؤمن بضرورة التحلي بالصدق مع النفس، قبل الصدق مع الآخرين.

مسيرته تطبق مقولة: "إرادة المثابرة غالبا ما تكون الفرق بين الفشل والنجاح". فقد التزم، وإجتهد، وتعلّم، وتدرّب، وأنفق الكثير من وقته وطاقته، لكي يطور ذاته ومهاراته، من أجل الوصول الى أهدافه المرجوة، وإفادة مجتمعه ومحيطه.

فلنتعرف أكثر الى مدير شركة "Artivive" في ​الشرق الأوسط​، كيفين صليبا، في هذه المقابلة التي خصّ بها موقع "الاقتصاد":

من هو كيفين صليبا؟

مهنتي الأساس هي الطب الجراحي، لكنني لطالما تحليت بالعقلية الريادية، وبروح المبادرة.

قبل فترة، بدأت الأبحاث حول ​الواقع المعزز​ (Augmented Reality – AR)، ومن هنا، تعرفنا الى "Artivive"؛ وتجدر الاشارة الى أننا لم نؤسس هذا المفهوم، بل نعمل حاليا على نشره في منطقة الشرق الأوسط وشمال ​إفريقيا​.

ما هي "Artivive"؟

تأسست "Artivive"، واشتهرت، في العاصمة النمساوية ​فيينا​، منذ حوالي سنتين. وهي عبارة عن أداة للواقع المعزز، تتيح للفنانين إنشاء أبعاد جديدة للفن، عبر ربط الفن الكلاسيكي بالرقمي. كما تتبع نمطاً رقميا يفتح الأبواب أمام عالم جديد تماماً من الاحتمالات الفنية.

ويستخدم أكثر من 27 ألف فنان من حول العالم، هذه التقنية في أعمالهم الفنية، ويعرضونها في 92 دولة.

وبعد تواصلنا مع المؤسسين، قررنا نقل الفكرة الى الشرق الأوسط، حيث هناك غياب شبه تام للشركات المتخصصة في الواقع المعزز. وبالتالي، شعرنا أن هذه الطريقة هي الأفضل لتوسيع سوق "Artivive"، ونطاق عملها.

هل لاقت "Artivive" إقبالا من المستخدمين في المنطقة؟

نركز في الوقت الحاضر على التوعية، حول هذا الموضوع، فالناس بدأوا، من خلالنا، بالتعرف بشكل أكبر الى الواقع المعزز.

ولقد نظمنا بالفعل معرضا في ​أبوظبي​، لتقديم "Artivive" الى الجمهور، وسننظم معرضا آخر، في بداية شهر آذار القادم. كما أطلقنا مؤخرا مسابقة في لبنان، لتقديم هذا المفهوم الى اللبنانيين، وخاصة الفنانين منهم، وتعريفهم على كيفية استخدام "Artivive"، وعلى ​ميزات​ هذه الخدمة، حتى يتمكنوا من عرض أعمالهم الفنية على طريقة الواقع المعزز.

ولا بد من الاشارة الى أنه باستطاعة المجالات كافة، الاستفادة من هذه التكنولوجيا الجديدة، كونها تستخدم في الأعمال الفنية، والمتاحف، والوكالات الإبداعية، كما تتداخل الى حد ما، مع التسويق الذكي (smart marketing)، والتسويق المستهدف (targeted marketing)، خاصة في مجال المعارض.

هل هناك مشاريع أخرى تعمل على تحقيقها في الوقت الحاضر؟

نسعى حاليا، مع فريقنا المكوّن من مطوري البرامج والتطبيقات، الى ​تأسيس شركات​ ناشئة، لبنانية المصدر. والهدف منها التوسع نحو العالمية.

وسوق نعمل قريبا، على إطلاق شركتين ناشئتين؛ الأولى متخصصة في الترجمة والتحرير، أما الثانية، فلها علاقة بالعقارات.

ما الصعوبات التي تواجهها كرائد أعمال أثناء العمل في لبنان؟

في ظل ​الأزمة الاقتصادية​ والمالية التي تخيم على لبنان، نواجه مشاكل في التمويل، وفي تنقل الأموال، وحتى في السفر. إضافة طبعا الى ​الفساد​ الموجود في الدوائر الرسمية، ما يشكل صعوبة، في معظم الأحيان، للحصول على المعاملات الإدارية بسهولة.

ما هي الصفات التي تساعد رائد الأعمال على التقدم وتحقيق النجاح؟

أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها أي رائد أعمال ناجح، تتمثل في:

أولا، مواصلة التعلّم، والرغبة في التعرف، يوميا، الى المواضيع الجديدة، ومن هنا، عليه أن يعمل على تنمية معرفته الخاصة بالدرجة الأولى، قبل أن ينتقل الى أي خطوة أخرى.

ثانيا، الانفتاح على كل ما هو جديد في العالم، وخاصة في مجال التكنولوجيا.

ثالثا، المثابرة على العمل؛ فدوام العمل بالنسبة الى أي رائد أعمال، لا يتحدد بمهلة زمنية معينة، كما هو الحال بالنسبة الى أي نشاط مهني آخر، وذلك لأن هذا العالم هو عبارة عن مجهود واسع، ومتابعة متواصلة، وإصرار متين؛ وهذه المسؤوليات موضوعة على عاتق الشخص بحد ذاته، أي ليس بإمكانه توكيلها الى أي طرف آخر.

رابعا، الثقة بفريق العمل، والحفاظ على مستوى عال من التواصل معهم، ولهذا السبب، يجب اختيار أشخاص يتحلون بالكفاءة العالية، من أجل الحصول على نتيجة إيجابية وفعالة.

هل تفكر يوما بمغادرة لبنان والانتقال للعيش الى أي بلد آخر بسبب الأوضاع الصعبة؟

نفضل طبعا البقاء في بلدنا الأم، ولكن في الوقت ذاته، نبحث عن الاستمرارية في العمل. ومن هنا، قذ نضطر الى السفر لفترة معينة، ومن ثم نعود الى لبنان. فرؤيتنا الأساس تتمثل في التوسع نحو الخارج.

ولكن الأولوية بالنسبة لنا، هي الانطلاق من لبنان، والتعلم من المجتمع اللبناني، واختبار منتجاتنا في السوق المحلي، وإفادة الشباب اللبناني، وإعطائهم الفرص البناءة والمفيدة.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

الإرشاد والتوجيه، من العناصر الأساس في مسيرة أي رائد أعمال، وذلك لأنها تتيح له التعلم من أشخاص مروا بنفس التجربة التي يعيشها.

ومن هنا، أود توجيه الشكر الى مرشدي جون إده، الذي يصادف أيضا، أن يكون شريكي في العمل.

ما هو الشعار الذي تتبعه في مسيرتك المهنية؟

أتبع مبادئ عدة في حياتي، ولكن العنصر الأهم هو النزاهة والصدق والشفافية مع النفس؛ فهذا ما يساعد الانسان على التعرف الى واقعه وطموحاته، وبالتالي إفادة محيطه.

نصيحة الى رواد الأعمال والى جيل الشباب في لبنان.

أنصح الجميع أن يثابروا على العمل، ويعملوا على تحويل أفكارهم الى حقيقة، إضافة الى عدم التخلي عن الأحلام، بل الإيمان بقدرة بلدنا لبنان، وبقدرتنا أيضا على إطلاق الأعمال المختلفة في وطننا، وتحقيق أكبر النجاحات، وعلى نقل هذه التجارب الناجحة الى مختلف دول العالم، لنكون بمثابة منارة، بالنسبة الى الدول الأخرى.

ورغم كل الصعوبات التي نعاني منها، ما زلنا قادرين على تحقيق أعظم الإنجازات...