الموهبة والإبداع، من أكثر الصفات التي تساعد الانسان على التميز والتقدم، وخاصة عندما تقترنان بالمثابرة والجدية. لكن المواهب وحدها لا تكفي لتحقيق النجاحات، بل يجب صقلها وتنميتها والحفاظ عليها...

دخلت سابين مظلوم عالم المجوهرات، قبل عام 2000، فحصلت على شهادة في تصميم ​الأزياء​ وعلوم الأحجار الكريمة، وتابعت العديد من الدورات التدريبية، في ​آسيا​ و​أوروبا​، كما تغنّت بتراث عائلتها في تصميم المجوهرات وتقدير الفنون، ما طوّر معرفتها في هذا المجال، وساعدها على التميز في تصاميمها المختلفة.

ومنذ تخرجها كخبيرة في مجال ​اللؤلؤ​، تبحث باستمرار عن أحدث الأنواع وأفضلها، حيث تركز على معايير الجودة العالية والأسعار التنافسية، من أجل تعزيز ​ثقة المستهلك​.

خلال سنوات عملها، حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة "pearl row" من "Le Chant Divin"، وجائزة "Perle sur Terre".

- كيف قررت تأسيس علامتك التجارية المتخصصة؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنتِ عليه اليوم؟

تخصصت في تصميم الأزياء في "London College of Fashion"، وفي علم الأحجار الكريمة في ​إيطاليا​، كما خضعت لفترات تدريبية متنوعة، في مجال اللؤلؤ، في عدد من البلدان الآسيوية، مثل ​الصين​، ​تايلاند​، تاهيتي، ​هونغ كونغ​، ​ماليزيا​... وذلك بهدف تطوير معرفتي وتنمية مهاراتي.​​​​​​​

ولا بد من الاشارة، الى أنني ولدت في ​باريس​، عشت في ​روما​، درست بين ​لندن​ وايطاليا، ومن ثم قررت العودة الى بلدي الأم، من أجل التعرف اليه وافتتاح مشروعي التجاري فيه. وكنت أبلغ من العمر حينها، 22 عاما.​​​​​​​

- ما الذي ضمن استمرارية عملك طوال هذه السنوات؟​​​​​​​

عندما أطلقت مشروعي، كانت الأوضاع في ​لبنان​ ممتازة، وحركة الأعمال مزدهرة، والنشاط السياحي في أوجّه!

وكنت أول من حصل، محليا، على وكالة اللؤلؤ، فبدأت بالبيع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. والى حد اليوم، ليس لدي أي منافسين في السوق.​​​​​​​

ولكن منذ حوالي سبع سنوات، بدأت الأمور بالتراجع، وقد وصلنا الى مراحل صعبة للغاية، منذ ثلاث سنوات. ومؤخرا، شهدنا على انخفاض حاد جدا في المبيعات، بسبب الأحداث الأخيرة الحاصلة على الساحة اللبنانية، ولا نعلم الى أي مدى، سنتمكن من الصمود في وجه هذه الظروف الصعبة.

- من هم زبائن سابين مظلوم؟ وهل أن تصاميمك متوفرة لجميع الميزانيات؟

نحن نقدم القطع المناسبة للميزانيات كافة، وأسعارنا تبدأ من حوالي 20 دولار، وصعودا.

- ما هي المشاريع التي تطمحين الى تحقيقها في المستقبل؟

​​​​​​​

أعمل في الوقت الحاضر، على مشروع لدعم المصممين والحرفيين اللبنانيين. وقد خصصت بالفعل، جزء من متجري، لعدد من الفنانين الموهوبين، من أجل التسويق لأعمالهم، ومساعدتهم على بيع منتجاتهم.

أما بالنسبة الى المشاريع المستقبلية، فكانت مختلفة جدا منذ حوالي 60 يوما، أي قبل بدء ​الحراك الشعبي​، في حين أنها مرتبطة حاليا، بما سيحدث في الأيام المقبلة. ولكن أتمنى أن تتحسن الأمور في لبنان، لكي نبقى هنا، ونواصل عملنا ونشاطنا التجاري.

- كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين حياتك الخاصة وواجباتك العائلية، وبين مسيرتك المهنية ومتطلبات الوظيفة؟

عائلتي هي الأولوية بالنسبة لي، فأنا أم لثلاثة أولاد، وبالتالي، خلال الفترة الصباحية، أي عندما يتواجدون في المدرسة، أمارس التمارين الرياضية، وأطهو، وأزور المتجر، ومن ثم أعود الى المنزل لاستقبالهم فور وصولهم بعد الظهر، لكي أتناول وجبة الغداء معهم، وأبقى الى جانبهم، خاصة خلال مراجعة الدروس.

وعندما يتوجهون الى نشاطاتهم المختلفة، أتفقد سير العمل في المتجر، قبل أن أعود مجددا الى المنزل، لكي أتواجد مع عائلتي على العشاء وقبل النوم.

ومن هنا، أحاول قدر الإمكان، إدارة وقتي بأفضل طريقة ممكنة!​​​​​​​

- ما هي النصيحة التي تودّين إيصالها الى كل امرأة في لبنان؟

لقد أثبتت المرأة أنها شخصية مسالمة، صلبة، ومتضامنة، تتحلى بالصبر والنفس الطويل؛ ما قد يفتقد اليه معظم الرجال!

وأنا أشعر بسعادة عارمة وفخر كبير، عندما أرى النجاحات التي تحققها المرأة اللبنانية، في مختلف المجالات. فهي قادرة بالفعل، على تقديم الكثير لهذا البلد...