التقدم في الحياة، مرتبط بالتحلي برؤية واضحة، تتيح للإنسان القيام بأنشطة منظَّمة ومثمرة. ولتحقيق هذه الغاية، من الضروري أن يتعرف الى ذاته، ويكتشف طاقاته وأهدافه، عن طريق بناء طموحاته الخاصة، التي تجعل منه فردا فاعلاً، وقادرًا على ترجمة ذاته، والسير في طريقه.

شغف كارلا أبوحمد بالمجوهرات والإكسسوارات، ليس وليد اليوم، بل رافقها منذ نعومة أظافرها، اذ لطالما اهتمت بالحصول على التصاميم الفريدة والمميزة، في كل رحلة أو سفرة تقوم بها خلال العطلات. ومن هنا، جمعت عددا كبيرا من القطع يدوية الصنع، من ​إسطنبول​، جاكرتا، نيودلهي، ​لندن​، ​دبي​، بيروت، بالاضافة الى العديد من الأماكن الأخرى.

عام 2012، قررت المغامرة والانتقال الى الخطوة التالية في مسيرتها، فأطلقت علامتها التجارية "Sparks by Carla"، كما أنشأت خطا خاصا من المجوهرات المصنوعة يدويا. فهي مؤمنة بضرورة أن تحمل الإكسسوارات، بمختلف أنواعها، سمات الجمال، المعنى، والإبداع. ومن هنا، عمدت الى تقديم القطع التي تروي كل واحدة منها، قصتها الخاصة، حيث تعتبر مشروعها وسيلة للتعبير عن ذاتها.

للتعرف أكثر الى مؤسسة العلامة التجارية "Sparks by Carla"، كارلا أبوحمد، كان لـ"الاقتصاد" هذه المقابلة الخاصة معها:

كيف قررت تأسيس "Sparks By Carla"؟ وأين كانت الانطلاقة؟

انطلقت العلامة التجارية في دبي، حيث كنت أبيع المجوهرات عبر الانترنت؛ وقد عملت حينها، على صقل الفكرة وبناء المنصة من الصفر.

فأنا أجمع القطع المختلفة والفريدة، منذ فترة طويلة، كما أنفذ تصاميمي الخاصة التي تمثل شخصيتي، وذلك بسبب حبي للموضة، واهتمامي الدائم بتنسيق الاكسسوارات والمجوهرات مع الملابس، لأنها تكمّل المظهر وتضفي عليه رونقا خاصا.

وفي الوقت الحاضر، متجرنا موجود في منطقة الجميزة في بيروت؛ اذ قررت الانتقال من دبي، من أجل الاستقرار في بلدي الأم.

ولا بد من الاشارة الى أنني شاركت في عدد كبير من المعارض في دول عدة، مثل ​البحرين​، ​الرياض​، ولندن.

ما هي الخصائص التي تميز علامتك التجارية عن غيرها؟

"Sparks By Carla" منقسمة الى جزأين:

أولا، تصاميمي الخاصة المستوحاة من ​علم​ التنجيم، والأحجار الطبيعية، وأحجار الشفاء، والمصنوعة من ​الذهب​ عيار 18 قيراطًا، أو ​الفضة​ الإسترليني، أو المطلية بالذهب.

ثانيا، المجموعات من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، التي أجمعها خلال سفراتي المتنوعة، والتي أعمل على تحويلها الى قلادات، أساور، خواتم،...

وبالتالي، نقدم القطع الفريدة من نوعها، العصرية والاستثنائية، والتي لا يوجد لها أي مثيل في الأسواق؛ فمنتجات "Sparks By Carla" متنوعة، وترضي الأذواق كافة، من خلال مجموعات عدة، منها الكلاسيكية، الإثنية، عتيقة الطراز (vintage)،...

من جهة أخرى، نهتم كثيرا بطريقة عرض المنتجات، حيث نقدم القطع على ​بطاقات​ مزينة بالأبراج المختلفة، تضم معلومات حول حسنات كل برج.

كما أننا نركز بشكل كبير على التسويق عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي، من أجل الوصول الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، واستقطاب الزبائن من مختلف المناطق ال​لبنان​ية، ومن بلدان العالم أيضا.

أضف الى ذلك، إن أسعارنا بمتناول الجميع، ويمكن لأي شخص من أي ميزانية، الحصول على قطعة ما من "Sparks By Carla"؛ فالمستهلك لم يعد قادرا اليوم على تحمل التكاليف المرتفعة، وإنفاق الأموال، كما كان يفعل في الماضي.

وبالتالي، أعتبر أن متجرنا يقدم حزمة كاملة ومتكاملة!

كيف تواجهين مشكلة التقليد والنسج المترتبة عن نشر الصور عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

مهما فعلنا، ستبقى مشكلة التقليد موجودة دائما، لكن هذا الموضوع لم يعد مهما بالنسبة لي. ففي النهاية، "كل واحد بياخد رزقتو"، ومن يقلّد تصاميمنا، لن يصل أبدا الى النتيجة النهائية التي نقدمها.

فأنا أعرف أفكاري وتصاميمي جيدا، وواثقة تماما بأنه لا يمكن لأحد نسخها 100%.

الى أي مدى تأثرت حركة المبيعات بالأحداث الأخيرة الحاصلة في لبنان؟

تعاني القطاعات كافة، من تراجع في الحركة، إثر التحركات الحاصلة على الساحة اللبنانية. ولكن لحسن حظنا، أننا استقطبنا، خلال السنوات الماضية، عددا لا بأس به من الزبائن من الخارج، الذين يساعدون "Sparks By Carla" على الصمود والاستمرار، وتخطي هذه الظروف الصعبة.

وتجدر الإشارة، الى أن الاستهلاك المحلي في حالة من الجمود، وهذا الأمر طبيعي ومتوقع، في ظل الأوضاع غير الاعتيادية التي نعايشها منذ فترة.

هل تتوقعين تحسن حركة الشراء مع الاقتراب أكثر فأكثر من ​عيد الميلاد​؟

نتمنى ذلك حقا، لأن هناك فئة من الأشخاص الذين يعمدون الى شراء بعض الهدايا بمناسبة حلول عيد الميلاد، ولو بكميات محدودة. لكنني متأكدة للأسف، من أن ​الميزانية​ المخصصة للعيد هذا العام، ستكون أقل بكثير من الأعوام السابقة.

إشارة الى أننا سننظم قريبا حفلنا السنوي في المتجر، من أجل عرض تصاميمنا وقطعنا.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

نسعى للتوسع أكثر الى مختلف دول العالم، كما سنركز في الفترة المقبلة على المشاركة في المزيد من المعارض.

ما هي الصفات التي تساعدك على التقدم والنجاح كصاحبة مشروع تجاري؟

من يعرفني عن كثب، سيلاحظ على الفور أن متجري وقطعي، تجسد شخصيتي 100%.

اذ لطالما تحليت بصفات ​ريادة الأعمال​، و"Sparks By Carla" ليس مشروعي الأول، وبالتالي، أسعى دائما الى المبادرة، وخاصة في المجالات الإبداعية والفنية التي تستهويني.

فأنا أطور مسيرتي المهنية من خلال مشاريعي، وفي الوقت ذاته، تغمرني السعادة خلال ممارسة عملي، وذلك بسبب شغفي في ما أقوم به.

من يقدم لك الدعم والتشجيع؟

تلقيت الدعم من عائلتي وأصدقائي، فالجميع آمنوا بي وبقدراتي، وشجعوني على افتتاح متجري الخاص، وعلى تحقيق المزيد من التوسع والتقدم.

رسالة الى ​المرأة اللبنانية​.

لبنان يعيش اليوم وضعا استثنائيا، لكنني أشجع المرأة دائما على المبادرة في القيام بما تحبه، كما أنصحها أن تتمسك ببلدها الأم، مهما اشتدت الصعاب؛ اذ بإمكانها السفر والتنقل من بلد الى آخر، وزيارة العالم، واكتساب الخبرات، ومعايشة التجارب، لكن في النهاية، عليها العودة الى وطنها!

فاللبناني موهوب ومبدع، ولا يجب أن يخسر لبنان أبناءه ومواهبه وشبابه. الفرص موجودة والدعم موجود، وكل شخص منا قادر على الوصول الى أبعد الحدود اذا واظب على ذلك.

وبطبيعة الحال، يجب أن يفهم الجميع، أن النجاح لا يتحقق بين ليلة وضحاها، بل يتطلب التضيحة والصبر والتعب والجهد. ومن هنا، أنصح ​النساء​ والرجال، على حد سواء، بعدم فقدان الأمل، بل التطلع دائما الى الأمام، مهما كان التقدم بطيئا!