انسان طموح ومثقف عمل على تطوير نفسه بنفسه وتخصص في مجال الهندسة الداخلية وعمل فيها طيلة 20 عاماً، وشارك في تنفيذ العديد من المشاريع في منطقة البقاع وخارجها.

منذ صغره احب الحياة وساعده شغفه على الاستكشاف والعمل بجدية للوصول الى ما يهدف اليه، واستطاع ان يساهم في انعاش الوضع الاقتصادي في منطقته من خلال تأسيس وافتتاح منتجع كبير يجذب اليه كل الناس من المناطق المجاورة والبعيدة.

وللتعرف على تجربته، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع صاحب منتجع "لازورد" ​السياح​ي في الهرمل المهندس هشام مطر:

- ما هي ابرز المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تخرجت من الجامعة ال​لبنان​ية حاملاً ديبلوماً في الدراسات العليا في اختصاص الهندسة الداخلية، وانا متأهّل ولدي 4 اولاد. بعد تخرّجي، عملت لحسابي الخاص من خلال مكتب هندسة لفترة 20 عاماً تقريباً حيث قمت بتنفيذ مشاريع متنوّعة ومتعددة، واليوم اعمل ضمن مكتب هندسي في منطقة البقاع الشمالي .

منذ 4 سنوات ، قررت ان افتتح منتجعاً سياحياً في منطقة الهرمل، انطلاقاً من كونها منطقة سياحية وتاريخية بامتياز، وتوجد فيها مقومات ومعالم سياحية وتراثية مهمة جداً.

وفي المقابل، فان المنطقة غير ​مستثمر​ فيها بشكل مناسب وبطريقة توازي الامكانيات الطبيعية والسياحية الموجودة فيها، كما ان العديد من السياح العرب والاجانب واللبنانيين يقوم بزيارتها في كل الاوقات اذ انها تمتاز بتعدد المناخات وبتنوع بيولوجي مهم، كما ان ارتفاعها متفاوت ويترواح ما بين 500 و2500 متر، بحيث يمكن للناس السباحة في نهر العاصي ومن ثم الانتقال الى الجبل والاستمتاع بالثلج خلال شهري حزيران وتموز في فترة نصف ساعة كما هي الحال بين بيروت وفاريا في كسروان.

من ابرز المعالم السياحية المتواجدة في المنطقة: قاموع الهرمل، مغارة الراهب، قصر مار مارون، نهر العاصي الشهير، كنائس بيزنطية قديمة ولوحات من الحضارة السومرية تعود الى نبوخذ نصّر وهي موجودة في جرد المنطقة بالاضافة غيرها من المعالم المتنوعية والتي من اهمها الامكانيات الطبيعية للهرمل اذ ان هناك غابة ارز في منطقة الجرد ومحميات وغابات عديدة كثيرة.

كل هذه الامور حفّزتني على ان اقوم ببناء هذا المنتجع وان ارفع من مستوى القطاع السياحي في المنطقة وان اشجّع الناس على اقامة مشاريع مشابهة لتنمية هذا القطاع. في الوقت الحالي، بدأنا نشهد نهضة في المشاريع السياحية في المنطقة ومنتجع "لازورد" هو عبارة عن فندق ومسابح وقاعات للمؤتمرات وسوق تجاري وغيرها من الامور التي تهم نزلائه وهذه المرحلة الاولى، ونحن بانتظار تحسّن الوضع العام لتوسيع الفندق وتطويره.

- ما هي ابرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

ترافق الصعوبات حياة الانسان في كل تفاصيلها، والتحدي الاكبر هو في خوضه لتجارب جديدة في يكون قد درسها من كل النواحي. وفي مجال الهندسة، واجهت صعوبات كثيرة خاصة وان هناك تزاحم قوي فيها اذ ان عدد الوظائف لا يستطيع ان يحتوي على العدد الهائل من الخريجين في هذا الاختصاص بحيث ان سوق العمل بات ضيقاَ.

وفي المجال السياحي وعلى صعيد عمل المنتجع، واجهت صعوبات لا بل تحديات تمثلت بضرورة الاستثمار في منطقة تعاني وفي محيط قاس نعيش فيه في كل المكونات والامكانيات الموجودة كي ننعش الاقتصاد المحلي والقطاع السياحي من جهة، وكي نسعى الى جذب المستثمرين من خارج الهرمل لتنفيذ مشاريعهم الاقتصادية والسياحية فيها ولوجود الاستثمار المحلي لابناء المنطقة دور مهم في جذب الاستثمارات من الخارج وبالتالي خلق فرص عمل جديدة ومساعدة ​الشباب​ على البقاء في ارضه.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي على هذه الصعوبات؟

منذ صغري حفظت بيت شعر لأبي القاسم الشابي يقول فيها: “ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر" وكنت ارددها مع اصدقائي. كما انني اتمتع بصبر كبير استطيع من خلاله انتظار الامور بروية والتخطيط من اهم الاشياء التي تساعد الانسان على النجاح في مشاريعه.

- كيف تقيّم الحركة ​السياحة​ في الهرمل؟

كان العمل خلال اول سنتين جيداً نوعاً ما على الصعيد السياحي وكانت الحركة لافتة الا انه خلال السنة الحالية لم يظهر اي تطور على هذا الصعيد وهناك تراجع في الحركة ليس على صعيد المنطقة بل على صعيد لبنان ككل. والناس لم تنطلق الى الموسم السياحي بعد رغم اننا اصبحنا في نصفه تقريباً ونحن على تواصل دائم مع المؤسسات السياحية حول هذا الموضوع. في كل موسم سياحي تحصل ضربة امنية او سياسية والاعلام ساهم في تضخيم الامور الامر الذي ادى الى تخفيف التنقلات بين الناس. ومثالاً على ذلك، بعد ​الاحداث​ الاخيرة في لبنان تراجعت الحجوزات بشكل لافت وما يساعد السياحة على الاستمرار هو الاستقرار الامني والسياسي وهو مطلوب من الدولة تأمين هذا الامر.

- ما هي نصيحتك لشباب لبنان في ظل الظروف الامنية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها بلدهم؟

انصح الشباب بان يصمدوا ويكافحوا وخاصة ممن يمتلكون مؤسسات اذ انني اعتبر ان ما حصل خلال السنتين الاخيرتين هو تاريخي اذ ان الناس ستتحدث غداً عن مؤسسات بقيت صامدة في ظل ​الازمة الاقتصادية​ فيما مؤسسات اخرى سرّحت عمالها واقفلت ابوابها كما نرى في الكثير من القطاعات في لبنان. كما انصح الشباب بالتغيير ولا نستطيع ان نكمل على هذا النحو اذ ان فكرة التغيير غائبة بشكل شبه تام عند هذه الفئة في ظل المعطيات والتعاطي مع مواضيع الدولة لناحية الاقتصاد والسياحة والقضايا الملحة.