يقول الرئيس التنفيذي لشركة "​ستاربكس​"، هوارد شولتز: "خاطر حتى وإن كنت تشعر بالخطر، واحلم بكل ما هو على أرض الواقع". وانطلاقا من هذا القول، يرى ​المستثمر​ ال​لبنان​ي عاطف الغريب أن النجاح يكمن في الابتعاد عن الأهداف المشوشة وغير المحددة، والتركيز على الطموحات الواقعية والمدروسة. اذ لا بد أن تكون أهدافنا واضحة في هذه الحياة، كي لا نفقد بوصلة السير في خضم سعينا لتحقيق رسالتنا.

فلنتعرف أكثر الى منتجع "AURA Resort" الموجودة في منطقة كفرمتى من خلال هذه المقابلة الخاصة لموقع "الاقتصاد" مع الشريك المؤسس عاطف الغريب:

كيف تأسس "AURA Resort"؟

أطلقنا "AURA" عام 2016، وقبل أن نستلم المشروع، نحن الشركاء الثلاثة: فادي الغريب ورهيف الديب، وأنا، افتتح شخص مسبح شعبي صغير، يستقطب أبناء المنطقة. ولكن تبين لنا، أن اللبنانيين يحبون الابتعاد عن الجو الصاخب والهواء الملوث في المدينة، والتوجه الى الجبل لقضاء بضعة أيام من الراحة والاسترخاء. ومن هنا، عمدنا الى تطوير هذا المشروع، ليتخطى المسبح الشعبي الاعتيادي، ويصبح منتجعا يستقطب عددا كبيرا من الأشخاص.

وبالتالي غامرنا وانطلقنا كتجربة أولى مع مسبح مخصص للأولاد، وآخر للكبار، بالاضافة الى ثلاثة شاليهات. وقد لاقت هذه الخدمات إقبالا واسعا، ما دفعنا الى المزيد من التطور والتوسع.

وبعد فترة، أطلقنا شاليهات مع مسبح خاص (private pool) لكل واحد منها، فلاقت الفكرة نجاحا واسعا، والدليل أن الحجوزات عليها تبقى مكتملة في معظم الأيام، وخاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع. أما خلال العام الحالي، فقد أضفنا مسبحا جديدا لمن هم فوق الـ18 عاما.

فالناس يرون في "AURA" متنفس لهم، كونه يقدم الأجواء الرائعة التي تتسم بالهدوء والاسترخاء.

كيف تشجعت على الاستثمار في لبنان رغم الحالة الصعبة التي تمرّ بها البلاد خلال السنوات الأخيرة الماضية؟

أحب بلدي ومنطقتي، وأنا متمسك بهما الى أقصى الحدود، ومستعد للمغامرة في سبيلهما. ففي نهاية المطاف، يبقى هذا البلد بلدنا، ولن نتخلى عنه على الإطلاق!

لكن يبقى الاتكال دائما على الله، مع العلم أن الاستثمار الذي قمنا به، معقول ومنطقي على صعيد رأس المال المستخدم، لكننا غامرنا بدون شك، في ظل الظروف الصعبة وغير المستقرة.

هل حققتم الى حد اليوم النتائج المتوقعة من هذا المشروع؟

نعم بالطبع، فقد قدمنا خدمات كثيرة خلال فترة قصيرة، ولاقت اهتمام الناس. لكننا نتقدم خطوة بخطوة ولا نتجه نحو المغامرات الضخمة، بل ننظر الى طلبات الناس واهتماماتهم، ونسجل الملاحظات لمعالجة السلبية منها وتنمية الإيجابية.

فالمخاطرة موجودة حتما لأننا نعيش في بلد يعاني دائما من خضات اقتصادية وأمنية وسياسية تؤثر بشكل خاص على ​السياح​ة، ولكن نشكر الله لأن النتائج ممتازة الى حد اليوم.

 الى أي مدى تأثر "AURA" في حادثة قبرشمون الأخيرة؟

هذه الحادثة أثرت علينا بشكل كبير، وذلك لأن كل انتكاسة تحصل، تؤثر على نفسية الناس. والانسان لا يستطيع أن يفرح اذا كان يشعر بالقلق. وبالتالي كان العمل شبه متوقف في "AURA" بعد حوالي أسبوع من ما حصل.

ولكن فور عودة الاستقرار والهدوء، عاد العمل الى حركته الطبيعية.

بالاضافة الى الموقع الذي يميز منتجع "AURA"، ما هي العوامل التي تتيح له منافسة ​المنتجعات​ الأخرى؟

لقد قمنا بدراسة الظروف المادية للناس، وعمدنا الى تقديم خدمات بأسعار تراعي جميع الظروف الاجتماعية؛ مع العلم أننا لم نساوم أبدا على الجودة والنوعية التي نقدمها، وخاصة تلك المتعلقة بالمأكولات والمشروبات، وراحة الزبون ورفاهيته.

من هم زبائن "AURA"؟

منتجع "AURA" يستقطب اللبنانيين من مختلف المناطق، ونحن نتوقع أن يكون الموسم ممتازا اذا بقيت الأوضاع مستقرة. كما نطمح الى استقطاب المزيد من السياح العرب والأجانب.

ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نطمح الى زيادة عدد الشاليهات مع المسابح الخاصة، وذلك بسبب الطلب الهائل عليها. ولدينا أيضا مشاريع عدة لافتتاح ملاعب لكرة السلة و​التنس​.

لكننا لا نزال في الإطار الصيفي للمنتجع، وبالتالي فإن الخطوة التالية ستكون افتتاح صالة و​مطعم​ داخلي، بالاضافة الى مسبح ساخن.

ما هي نصيحة عاطف الغريب الى جيل الشباب اللبناني؟

لا أنصح أحد بالقيام بأي خطوة غير مدروسة وغير واقعية، لأن لبنان هو بلد المفاجآت وعدم الاستقرار.

ومن هنا، أقول للجميع أن يختاروا المشروع المنطقي والمدروس، والقيام بالمغامرات الصغيرة تدريجيا، لتفادي الوقوع في فخ "الدعسة الناقصة".

كما يجب أن تكون الأحلام على قدر الواقع؛ فاذا حلم الانسان ضمن نطاق واقعه سينجح حتما، ولكن اذا حلم بأمر غير معقول غير قابل للتطبيق، سيصل حتما الى الفشل والانهيار.

في النهاية ماذا تقول لقراء "الاقتصاد" من أجل تشجيعهم على زيارة "AURA"؟​​​​​​​

أدعو الجميع الى زيارة الجبل، فالهفوات الأمنية التي حصلت مؤخرا لن تتكرر. ومنذ عام 1992، لم تحصل أية "ضربة كف"، ولا أحد يرغب في العودة الى الوراء، بل نتطلع جميعا للتقدم نحو الأمام، من أجل تحقيق أكبر الإنجازات.