ناشط بيئي واجتماعي تأثر بأزمة النفايات التي اجتاحت طرقات لبنان في العام 2015 فقرر انشاء جمعية لجمع ونقل النفايات من اجل اعادة تدويرها. واجه الكثير من المشاكل على صعيد التمويل حتى نجح اخيراً في اطلاق عمله منذ سنة بشكل رسمي وامن التمويل اللازم لذلك.

تخصص في مجال ادارة الاعمال وتنقل في عمله ما بين لبنان وموزامبيق الى ان عاد واستقر في بلده الام الذي حاول واجتهد بمساعدته للتخلص من ازمة النفايات التي لم تتوصل الحكومات المتعاقبة على ايجاد حلول مناسبة لها. فقرر اطلاق جمعيته حتى وصل صداها الى خارج الحدود اللبنانية.

وللاضاءة على تجربته الخاصة، كان لـ"الاقتصاد" لقاء مع رئيس جمعية "Live Love Recycle" في لبنان جورج بيطار.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تخصصت في مجال ادارة الاعمال في جامعة القديس يوسف في بيروت، وبعد تخرجي توظفت في شركة "مينا كابيتال" في لبنان. بعد هذه الفترة، سافرت الى الموزامبيق في افريقيا حيث عملت في احدى الشركات. كما اسست وشقيقي شركة لتنظيم المؤتمرات والحفلات في لبنان والبلاد العربية. في العام 2015، عدت الى لبنان حيث كانت ازمة النفايات في أوجّها لذا قررت ان اقوم باعادة فرز لها وبدأت بالبحث عن طريقة مناسبة لاتمام هذا المشروع. لذا قررت ان اطلق شركة ناشئة وتطبيقاً الكترونياً على الهواتف الذكية تساعد المواطنين على الفرز يحيث يقوم احد المسؤولين في الشركة بالذهاب الى المنزل وجمع النفايات ونقلها.

وخلال 3 سنوات لم اجد التمويل اللازم لاكمال الاعمال وفي العام 2018، بدأنا بالعمل فعلياً على الارض حيث تعرفت على جمعية فرنسية وعملنا معها على الحصول على تمويل من الحكومة الالمانية، الامر الذي سمح لنا بشراء 55 دراجة كهربائية، كما قمنا بتوظيف 136 شخصاً للعمل معنا في الجمعية ضمن اطار اعادة تدوير النفايات بينهم 20 مرأة يقومون بتأمين الطعام للشباب بشكل يومي. وفي خلال عام واحد، أصبح لدينا حوالي 4 آلاف منزل نقوم بجمع نفاياته في اطار العاصمة بيروت. وقد تحدثت الكثير من الوسائل الاعلامية العالمية حول هذا المشروع واهميته في لبنان وكيفية دعمه.

- ما هي ابرز الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

من ابرز الصعوبات التي واجهتني هي مشكلة التمويل خلال السنوات الثلاثة الاولى من المشروع، وعملت جاهدا على ايجاد التمويل اللازم وقد قمت بمحاولات كثيرة لاقناع الناس بالموضوع الى ان نجحت في النهاية وبدأنا بالمشروع الذي يمكن ان يطور نفسه بنفسه والتجربة الاولى كانت منذ شهر تقريباً حيث بدأنا بتحصيل مبالغ بسيطة على عملية نقل النفايات لاعادة تدويرها من خلال استخدام التطبيق الالكتروني وقد جمعنا خلال هذه الفترة مبلغ 50 الف دولار من الناس ونحن نترقب خلال الاشهر المقبلة عمليات مماثلة اذ ان هناك اناس جدد مستعدون للدفع.

كما اننا واجهنا صعوبات اخرى تمثلت بغياب الدعم من الدولة اللبنانية رغم المحادثات التي اجريناها معها ولكن لا شيء موجود بعد على ارض الواقع. نقوم بنقل كل النفايات الى جمعية "Arc En Ciel" بشكل مجاني ونأمل إيجاد من يقوم بشراء هذه النفايات منا لتخفيف التكلفة علينا. كما انني آمل ان اؤسس مصنعاً لاعادة تدوير النفايات وتأمين سوق عمل للشباب في المستقبل.

- هل تركز اليوم على عملك فقط في هذه الجمعية؟

لا انا اعمل مع شقيقي في شركة تنظيم المعارض والمؤتمرات في لبنان والخارج كما انني اعمل كناقد سينمائي واعمل على تطوير عملي في اطار الجمعية اكثر واكثر.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على مواجهة هذه الصعوبات؟

الايمان بمشروعي ومتابعتي العمل رغم كل الظروف ساعداني كثيراً على تخطي هذه الصعوبات وفي النهاية اؤمن بان الامور ستصبح على ما يرام وهذا الامر الايجابي اثر على كل مجريات العمل. كما انني اتمتع بالايجابية في حياتي العملية وانا متفائل دائماً.

- ما هي خططك المستقبلية؟

ربحت جائزة اوروبية حول عمل الجمعية وانا مسافر الى فرنسا لتسلمها بسبب اعجاب القيمين على الجائزة بالمشروع وهناك امكانية لتطبيقه هناك على نطاق البلديات واسعى ان اوسع عملي الى الخارج.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد؟

هناك الكثير من المشاكل والازمات التي يعاني منها لبنان وبالتالي فانه يتوجب علينا كشباب لبناني ان نعمل على ايجاد حلول لهذه الازمات ويمكن لهذه الازمات ان تكون فرصاً مناسبة لاستغلالها والعمل على حلها بشكل نهائي وانصح الشباب على بان يحلوا كل المشاكل التي تعترضهم والا يجدوا عذراً يوقفهم عن عملهم.