لا شك أن قطاع صناعة المعرفة في لبنان يعد من القطاعات الأكثر نموا على الرغم من أنه مازال قطاعا ناشئاً ويحتاج الى الكثير من التطور والتقدم... إلا أن وجود حاضنات أعمال مهمة مثل "بيريتك"، "بادر"، "Speed" وغيرها، إضافة الى الدعم الكبير الذي يقدمه المصرف المركزي لهذا القطاع، والموارد البشرية المبدعة والمميزة التي يمتلكها لبنان .. تجعلنا نتفاءل بمستقبل هذا القطاع الذي من المتوقع أن يصل حجمه إلى حوالي 600 مليون دولار بحلول العام 2019.

وقد أولى القطاع المصرفي والمؤسسات الخاصة والمستثمرين في لبنان خلال السنوات الأخيرة أهمية كبيرة للمؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، ودعموا المبادرات الفردية الجدية والواعدة، لأن هذا النوع من الشركات أصبح ركنا أساسيا من أركان الإقتصاد الوطني، ويؤمن 90 إلى 95% من فرص العمل المتاحة في لبنان، كما تساهم في الحد من هجرة اللبنانيين، وبخاصة فئة الشباب المتعلم.

"Off The Wall" واحدة من الشركات اللبنانية الناشئة القليلة المتخصصة في الـ "3D Projection Mapping" و الـ "Holograms" والـ "Animations" .. والتي إستطاعت خلال سنتين ونصف تقريبا من بناء سمعة كبيرة في السوق المحلي والخليجي أيضا، حيث أصبح لديها زبائن كثر في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الأخرى.

وللحديث أكثر عن "Off The Wall" وطبيعة عملها، كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة مصطفى دسوقي.

اخبرنا قليلاً عن شركة "Off The Wall"؟ ما هي طبيعة عملكم ؟

"Off The Wall" هي وكالة متخصصة بالإسقاط التمثيلي ثلاثي الأبعاد (3D Projection Mapping)، والصور التجسيمية "Holograms"، والرسوم المتحركة (Animations).

فيما يخص الرسوم المتحركة (Animations) نقوم بتطوير الرسوم الثنائية والثلاثية الأبعاد، ومن زبائننا مصرف لبنان، حيث نقوم بتطوير كافة الرسوم المتحركة الخاصة بمؤتمر "BDL Accelerate".

اما فيما يتعلق بالـ (3D Projection Mapping) فلدينا العديد من الشركات التي نقوم بإنشاء مجسمات لمنتجاتها خلال المؤتمرات الخاصة بها، كما قمنا ايضا بإشقاط تمثيلي ثلاثي الأبعاد لبعض المعالم والاماكن التاريخية المهمة.

ومعظم اعمالنا اليوم تتمحور حول الصور التجسيمية "Holograms"، ولدينا زبائن في الخليج العربي وخاصة الإمارات مثل جامعة نيويورك ابوظبي "NYU Abu Dhabi".

من كان صاحب فكرة إنشاء شركة "Off The Wall"؟

أنا صاحب فكرة تأسيس شركة "Off The Wall"، فبعد الإنتهاء من تخصصي الجامعي كمهندس اتصالات وكمبيوتر، قررت البدء بتأسيس شركة خاصة في اوائل عام 2015/ وفي البداية كنت اعمل فقط بالإسقاط التمثيلي ثلاثي الأبعاد (3D Projection Mapping)، حيث كانت هذه التكنولوجيا غير منتشرة بشكل كبير في لبنان.

وبعد فترة قصيرة إشتركت بمسابقة خاصة في هذا المجال وحصلت على المركز الاول، مما أعطاني دفعاً نحو الامام.

وفيما بعد عملت على توسيع أعمال الشركة فقمنا بإضافة خدمة الصور التجسيمية "Holograms"، والرسوم المتحركة (Animations).

ما هي الصعوبات التي واجهتكم في بداياتكم، خاصة ان مركز الشركة في الشمال وليس في العاصمة؟

من ابرز الصعوبات التي واجهتنا هي الصعوبات المالية، وتمكنا من تخطيها من خلال المشاركة في بعض المسابقات التكنولوجية والخاصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة وحصدنا بعض الجوائز المالية التي ساعدتنا على تاسيس الشركة والإنطلاق بها.

من جهة اخرى واجهنا صعوبة كبيرة في تصدير خدماتنا إلى خارج لبنان، فهناك صعوبة كبيرة بالإجراءات المطلوبة والقوانين، ونواجه تأخير كبير في توصيل منتجاتنا إلى زبائننا في الخارج، خاصة في الفترة الاخيرة حيث أصبح لدينا العديد من الزبائن من خارج لبنان.

هل هناك شركات في السوق اللبناني تعمل في هذا المجال ؟ وكيف تواجهون المنافسة في السوق؟

هناك عدد من الشركات التي تعمل في مجال الإسقاط التمثيلي ثلاثي الأبعاد (3D Projection Mapping)، ولكن الفرع الرئيسي لهذه الشركات موجود في الخارج وهي لديها مكاتب في لبنان فقط .. وهناك أيضا شركة تعمل في مجال الصور التجسيمية "Holograms" ولكنها تقوم بإستيرادها جاهزة من الخارج بقياسات محددة، في حين ان "Off The Wall" تقوم بتطوير الـ "Holograms" في لبنان بحسب طلب الزبون.

ما رايك بقطاع صناعة التكنولوجيا في لبنان ؟ وما الذي ينقصنا للتطور أكثر في هذا المجال؟

إذا اردنا أن نتحدث عن "Off The Wall"، فمشكلتنا الرئيسية هي نقص المصانع في لبنان، لذلك نضطر لإرسال أعمالنا لتصنيعها في الخارج، كما نقوم بإستيراد معظم حاجاتنا (كالمواد الاولية وغيرها) من الصين ودول شرق آسيا .. لذلك علينا العمل على دعم قطاع الصناعة في لبنان لتطويره، لان هذا القطاع مازال بدائياً جداً.

هل تعتزمون التوسع خارج لبنان ؟

لدينا العديد من الزبائن في الخارج، وقد تلقينا دعوات لنقل شركة "Off The Wall" إلى الإمارات مما سيخفف تكلفة التصدير، وسيزيد من سرعة الإنتاج ومن جودة العمل.

ولا شك ان هذه الرؤية تندرج ضمن اهدافنا المستقبلية، ولكن التوسع في الخارج ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى بعض الوقت، خاصة ان فريق العمل الخاص بنا يتكون فقط من لبنانيين، وتأسيس فريق عمل جديد في الخارج لن يكون امرا سهلا.