"أشجع كل امرأة على التعلم، والحصول على شهادة جامعية، لأنها تعطيها الثقة بالنفس". هذا ما أكدت عليه مؤسسة العلامة التجارية "MAK Creations"، ماريا كسابيان، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد" تمحور حول بداياتها المهنية، والصعوبات التي تواجهها في ظل المنافسة الكبيرة الموجودة، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم.

- من هي ماريا كسابيان؟ وكيف قررت تأسيس علامتك التجارية "MAK Creations"؟

تخصصت في إدارة أعمال في جامعة "هايكازيان" في بيروت، ولطالما كنت أسافر الى الولايات المتحدة، وفي كل مرة كانت التصاميم والأغراض التي أصطحبها معي تُعجب أصدقائي، ويطلبون مني بيعها. وذات يوم، شجعوني على تصميم وتنفيذ حقائب البحر، وبالتالي بدأت بهذه المنتجات وقمت ببيع حوالي 70 حقيبة خلال يوم واحد، وأسست العلامة التجارية "MAK Creations" عام 2010.

ومنذ ذلك الوقت، قررت استكمال هذا العمل، وكنت في فصل الشتاء أصمم الأزياء الرياضية، وخلال الصيف أبيع الحقائب والملابس الخاصة بالبحر. ومن ثم بدأت بالعمل على زجاج الـ"plexi"، وأنفذ القطع التي أرغب بها في منزلي؛ أي المنتجات العملية، والخفيفة، والملونة. وركزت على موضوع عيد الميلاد، وعيد الأم، والاكسسوارات منزلية، وأطلقت مجموعة من الطاولات الملونة.

ولا بد من الاشارة الى أن كافة المنتجات التي أصممها، كانت تنال اعجاب الجميع. ولقد شاركت في المعرض الذي نظمته شركة "Gata Event"، في "Zaytouna Bay"، وفي "فيلا سرسق"، اذ أن مؤسسة الشركة، ساندرا غطاس، هي صديقتي المقربة، وبالتالي تشجعني دوما على المشاركة. وفي كل مرة، كنت أشعر أنني ناجحة، فالناس يحبون منتجاتي لأنها ذات جودة عالية، وبأسعار مقبولة ومناسبة لكافة الميزانيات.

- ما الذي يميز "MAK Creations" عن غيرها؟

أنا أصمم الاكسسوارات التي أحب أن أراها في منزلي، فأغراضي استثنائية ومميزة وملونة، وأقدم دوما الأفكار الجديدة والفريدة من نوعها، والتي لا مثيل لها في الأسواق. كما أن المنتجات مناسبة لكافة الميزانيات، واللمسات الأخيرة جميلة، والجودة عالية؛ وبالتالي تمكنت من نشر اسمي في السوق.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في هذا المجال؟

لا أفكر بالمنافسة، لأنني لم أقيم نفسي يوما، بحسب أعمال غيري. كما أتجه دوما الى الأمام، ولا أنظر الى الخلف، أو الى اليمين واليسار. والأفكار التي أقدمها، نابعة جميعها من ذاتي، اذ لطالما تميزت بشخصيتي الخاصة، منذ أن كنت طفلة صغيرة. فأنا واثقة بنفسي ولكن بطريقة ايجابية لا تؤذي أحد.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك في عملك؟

هناك العديد من الأشخاص الذين يعمدون الى سرقة الأفكار والتصاميم، ويسعون الى التقليد. في البداية، لم أكن على دراية بهذا الأمر، لأنني لا أحب أن أقلد أحدا، ولكن في لبنان، وفي ظل المنافسة الكبيرة الموجودة، باتت سرقة الأفكار مألوفة، لكنني اعتدت على هذا الأمر، وبدأت باعتماد استراتيجيات خاصة للمحافظة على توقيعي وتصاميمي.

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على النجاح؟

أسعار المنتجات وتميزها، بالاضافة الى جودتها العالية، عوامل أدت الى نجاح "MAK Creations". أما على الصعيد الشخصي، فأنا لم أتغير أبدا، ولطالما كنت بسيطة ومتواضعة، وصريحة، وقريبة من الناس.

كما أنني لا أتلاعب بالأسعار أو بجودة المنتجات، والزبائن يحبون ذوقي وشخصيتي لأنني أراعي ظروفهم، وأبقى على استعداد دائم لخدمتهم.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

أبيع منتجات "MAK Creations" حاليا في دبي، وأسعى قريبا الى ايصال التصاميم الى الولايات المتحدة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أسعى للحصول على نقاط بيع في المجمعات التجارية المحلية والعالمية. فعدد السكان في لبنان قليل، كما أن السياحة غائبة، وبالتالي لا يوجد اقبال كبير في ظل المنافسة الواسعة والعشوائية.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وعائلتك؟

أنا لا أقصّر أبدا تجاه زوجي وابنتيّ، تاليا وتيا، كما أنني أحصل أحيانا على الأفكار منهما، وأعطي غالبية وقتي لهما، وأحاول قدر الامكان الانتهاء من العمل قبل رجوعهما من المدرسة من أجل قضاء طوال فترة بعد الظهر في المنزل.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

وضع المرأة في لبنان اليوم هو أفضل من ما كان عليه في الماضي، لأن المرأة اللبنانية مثقفة، وتعمل دوما على اثبات نفسها، ولا تخاف.

لذلك أشجع كل امرأة على التعلم، والحصول على شهادة جامعية، لأن هذه الأخيرة تعطيها الثقة بالنفس. ومن خلال هذه الثقة، بالاضافة الى التواصل مع الناس، ستتمكن المرأة من الوصول الى كافة أهدافها.

ولا بد من الاشارة الى أنني فخورة بكل النساء اللبنانيات المثابرات، والناجحات، والناشطات، والمثقفات، واللواتي ينظرن بإيجابية نحو المستقبل.

- هل كان الرجل داعما لمسيرتك المهنية؟

زوجي يشجعني على الدوام، وعندما بدأت بالعمل للمتعة فقط، ساعدني الى أقصى الحدود، ودعمني لكي أستمر. كما أمّن لي مكتبا، ولم يتذمر يوما من عملي. وبالتالي أستطيع القول أنني حصلت على الدعم الكامل من زوجي وابنتيّ.

- نصيحة الى المرأة.

الأولوية بالنسبة الي هي العائلة، والعمل يأتي في المرتبة الثانية، لذلك على المرأة أن تعمل على تحقيق طموحاتها، ولكن دون التقصير تجاه زوجها وأولادها ومنزلها.