كما في كل صيف تستعد لجان المهرجانات العريقة والكبيرة في المناطق والقرى والبلدات في كل لبنان لتقديم أجمل العروض المحلية والعالمية تتنافس وتنفق الميزانيات التي تكون ضخمة في كثير من الاحيان وتجهد وتحضر قبل وقت طويل جدا لأستقطاب جمهور أوسع في كل عام ومن كل الفئات العمرية والخلفيات والمناطق جمهور محلي وعالمي وسياح عربا وأجانب ونظرا لأهمية هذه المهرجانات وقدرتها على جذب اعدادا غفيرة من السياح و المغتربين على حد سواء الى جانب  ابناء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه  ولأن القيمين عليها يحصدون  بفضلها نجاحات باهرة على الصعيد المادي والمعنوي كما أن هذه المهرجانات  تساهم تاليا في تحريك العجلة الاقتصادية. "الأقتصاد" حاورت أمين أبي ياغي الرئيس التنفيذي لشركة "ستار سيستم" التي تتولى أدارة وتنظيم مهرجانات أعياد بيروت لتسأل   عن موقع مهرجانات بيروت بين باقي المهرجانات من حيث النوعية والاستقطاب عن الميزانية المرصودة وأعداد الحضور والأيرادات  المتوقعة وعن مسيرة أبي ياغي الناجحة في المجال الفني لنتبين  اذا كانت صعوباتها تختلف ام تتلاقى مع سائر مجالات عالم  الاعمال...

هو أمين أبي ياغي الذي إنطلق في عالم الفن منذ أكثر من عشرين سنة وقام بالعديد من المهرجانات في كل المناطق اللبنانية ولقي نجاحات واسعة،وكان أقربها خلال السنوات الأخيرة ولن يكون آخرها مهرجان "أعياد بيروت" الذي سينطلق قريبا جدا في  7 تموزوتستمر لغاية  4 اب.

للإضاءة على طبعة أعياد بيروت الخامسة هذا العام و طريق أمين أبي ياغي  الطويل ومسيرته الناجحة دار الحوار معه على النحو الأتي:

 ما هي أبرز التغييرات التي تميّز مهرجان "أعياد بيروت" طبعة 2016هذه السنة؟

في كل سنة نكبر أكثر من السنوات الماضية حيث كان عدد حفلاتنا في السنة الماضية تسع حفلات، فيما وصلنا اليوم الى ثلاث عشرة حفلة ضمن المهرجان، وليس من الضروري أن يكون هناك ثلاث عشرة حفلة او خمس عشرة في السنة المقبلة

، بل نحن نعتمد على نوع الفن. وخلال هذه السنة هناك تركيز أكبر على الفن اللبناني والعربي الأمر الذي يساعدنا على زيادة الحفلات. من الممكن أن نعتمد في السنة القادمة على حفلات أجنبية ولكن بوتيرة محددة، وبعدد أقل لأنها مكلفة علينا. وفي كل سنة يتم تنفيذ المهرجان بطريقة معينة، حيث إنه لا يوجد أي قانون نسير عليه في هذا الاطار، ونتطلع دائما نحو الافضل.

نلاحظ دائماً أن المهرجانات التي تقام في لبنان تستقطب الكثير من الأشخاص بفضل الميزانية، ما هي كلفة هذه المهرجانات وكم تستقطب من أشخاص؟

هناك حفلات تبيع بنسبة أقل من غيرها لأن كلفتها تكون قليلة،أما ميزانية المهرجانات الصغيرة في القرى البعيدة تبدأ من خمسين ألف دولار وتصل إلى أربعة ملايين دولار للمهرجانات الكبيرة، وكل مهرجان له ميزانيته الخاصة، كما أن الدولة تقوم بمساعدة بعض المهرجانات بطريقة معينة وخاصة المهرجانات القديمة كمهرجانات بعلبك، وبيت الدين، من خلال تخصيص أموال معينة لها عبر الجمعيات. أما مهرجان أعياد بيروت فمنذ سنتين تحول الى جمعية، وبدأ التفكير بطلب مساعدة الدولة، وحتى الآن لم نحصل على أي شيء.

كم يبلغ عدد الاشخاص الذين يحضرون حفلات المهرجان خلال مدة عرضه؟

خلال الحفلات التسعة التي جرت في السنة الماضية، وصل عدد المشاركين فيها الى أربعين ألف شخص. أما خلال هذه السنةفنتوقع أن لا يصل العدد إلى أقل من ذلك؛ خاصة أن عدد الحفلات زاد عن العام الماضي،وهذا الأمر مرهون بوضع السوق،حيث يصبح الرقم أكثر وضوحاً،إلا أن التوقعات تدل على أنه ليس أقل من أربعينألف مشارك في الحفلات لهذه السنة.

ما هي الصعوبات التي تواجهونها في مجالكم تحديدا وهل تختلف عن باقي القطاعات؟

الوضع الأمني هو الأساس في كل شيء، فمنذ فترة وقع انفجار في بيروت،ومنذ يومين تم استهداف بلدة القاع بسلسلة اعتداءات ارهابية  وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على المهرجان وخاصة على الفنان الأجنبي، وعلى حركة بيع تذاكر الحضورحيث إن الجمهور يعيد حساباته لجهة الحضور .

 

ما هي أهم المحطات التي مررت بها حتى وصلت إلى ما أنت عليه اليوم؟

قضيت  أكثر من ستٍ وعشرين سنة في مجال الفن،أي منذ كان عمري اثنتي عشرة سنة في مجال الموسيقى،فنفذت أكثر من أربع مئة حفل في حياتي، ومنذ أربع سنوات بدأت التفكير بضرورة إقامة مهرجان في مدينة بيروت، فكان مهرجان أعياد بيروت،وبدأت في السنة الأولى بالقيام بحفلات صغيرة مع شركاء لي،وبدأت تكبر أكثر فأكثر حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

برأيك، هل يجب على الشخص أن يمتلك رأس المال كي ينطلق؟أم أنّه من الممكن العمل من منطلق الكفاءة ؟

إن رأس المال ضروري لهذه الأمور خاصة أن هناك العديد من المسؤولين عن مهرجانات في عدد من المناطق اللبنانية يتصلون بي لاستشارتي حول موضوع تكبير مهرجاناتهم وتوسيعها،فأنبههم إلى ضرورة وجود رأس المال للقيام بهذا الأمر،إذ لا يمكنكم في السنة الاولى والثانية أن تبيعوا تذاكر الحفلات لأنه يجب أن يمر بعض الوقت على الناس ليعتادوا فيه على وجود المهرجان بينهم.

 هل كنت تمتلك رأسمال عندما بدأت بالعمل؟

بدأنا برأسمال صغير وكنا ثلاثة شركاء، وقد تقسّم على الثلاثة بشكل أوتوماتيكي، واستطعنا بخبرتنا أن نقوم بكل شيء بشكل جيد جدا دون الوقوع في المشاكل.

هل عملتم خارج لبنان؟

قمت بعدد كبير من الحفلات في المغرب، ودبي، والأردن وغيرها من الدول.

هل تشعر أن فرص النجاح في لبنان أكبر منها في الخارج؟

هناك فرص كثيرة  في دبي،لكن وفي الوقت نفسه يوجد غلاء في الأسعار،فإذا قمنا باستقطاب فنان ما لإحياء حفل؛فهناك غلاء لجهة كلفة الصوت والإضاءة والفندق وما الى هنالك. ولكنني أفضل لبنان أكثر من أي بلد اخر، لأنني أفهمه أكثر من اي بلد.

بالمقارنة مع المهرجانات الأخرى، كيف تجد موقع مهرجان "أعياد بيروت" بينها؟

وصلنا إلى Top 5 وكنا خلال السنتين الماضيتين في المرتبة الأولى بين كل المهرجانات اللبنانية. بالنسبة لي ومن ناحية استقطاب الناس والمستوى العالي المعتمد، فإن مهرجانات بيبلوس الدولية هي الأولى فيها لأنهم يمتلكون ميزانية كبيرة، ويستقطبون فنانين عالميين. ومن بعدها تأتي مهرجانات بعلبك التي ظهرت هذه السنة بقوة خاصة بعد عجزها عن القيام بدورها خلال السنتين الأخيرتين بسبب الوضع العام في المنطقة، وأما مهرجانات بيت الدين فهي عظيمة أيضا بأعمالها الفنية. كذلك أمر مهرجانات جونية التي اشارك فيها أيضا ففيها حفلاتها ممتازة.

هل الصعوبات في مجال الفن تختلف عن الصعوبات في مجال الاعمال؟

هناك إمكانية لذلك في وضع كوضع لبنان، حيت إن أول ما يتأثر هو مبدأ العيش برفاهية أي الحفلات الفنية حيث إن الجمهور يمكنه العيش دون الحاجة للمشاركة في مهرجان خاصة إذا كان الوضع الأمني لا يسمح بذلك لأن العيش برفاهية هي من الكماليات، ويمكن للإنسان أن يعيش من دونها في الظروف الصعبة.

ما هي أهم الصفات والمؤهلات التي من شأنها أن تمكن الإنسان من النجاح؟

على الإنسان أن يعمل كثيراً وبجدية كبيرة، وعليه أن يكون نزيهاً  لينجح. ومنذ بداياتي في مجال الفن،وبعد أن توليت أيضاً مدير أعمال الفنانة أليسا منذ ست عشرةسنة لم أقم بأي مشكلة مع أحد وأنا أعمل بطريقة جدية وبلا ملل، ويسميني البعض بـ"”workaholic ؟

- هل تعتمد على فريق العمل، وهل تؤمن بضرورة  وجود فريق عمل إلى جانبك؟

أؤمن بذلك، ولكن مشكلتي تكمن بأنني one man showأي أعمل وحيداً،وأحب أن أنجزعملي بيدي.

بماذا تنصح الشباب اللبناني المقبل على دخول مجالات العمل؟

لا أنصح أحداً بالهجرة إلى الخارج، لأنه يجب أن نحافظ على لبنان، ولكنني أتفهم في الوقت نفسه من يرغب بالهجرة منهم لأنه لا يجد الفرص المناسبة له، ولا مستقبل له في ميدان العمل خاصة أن البلد من دون رئيس للجمهورية، ولكنني في الوقت نفسه لا أشجع على ذلك. في السابق أتتني فرص عمل عديدة إلى الخارج،إلا أنني رفضت الهجرة أعتقد في بلدي أبدو أقوى.

كم ساعدك موضوع العلاقات العامة في لبنان؟أم أنك عانيت منها؟

لست متابعاً سياسياً، ولا شك أن الكثير من المهرجانات يديرها أشخاص مقربين من سياسيين، وهذا يؤثر كثيراً، وهذا ما أعاني منه، وفي غير مهرجانات هناك مبالغ طائلة يتم دفعها لأنها تتعلق بمواضيع سياسية.

هل العلاقات العامة تساعدك؟

لست من النوع الذي يلاحق الناس إلا المقربين والذين لهم علاقة مباشرة بالمهرجان، وأنا أستخدم عملي الصحيح وأفكاري لأنفذ المهرجانات بشكل جميل.

هل هناك مخطط وضعته للمستقبل؟

هناك عدد من الفنانين في بالي للسنة المقبلة وهناك مخطط دائم أضعه، وقد بدأت بالإعداد للمشاريع القادمة، حيث إنني كنت مسافراً منذ أسبوعين لتحضير بعض الحفلات خاصة في فصل الشتاء حيث نقوم بإحياء Les nuitsnostalgie على مسرح كازينو لبنان في عام 2017 كما بدأت بالتحضير لمهرجان "أعياد بيروت" حيث قمت باتصالات عدةمع فنانين أجانب.

هل لديك مشكلة بالتصريح عن رأس المال والمبالغ التي تتوقعونها من خلال هذا المهرجان؟

أكثر من مليون دولار بشكل تقريبي لكل المهرجان، ونتوقع أن نبيع تذاكر كي نردها، ولا يمكن أن نتوقع كم سنربح منها، ونحن نقوم بهذا المهرجان وليس هدفنا ربح المال أبداً، وإذا وصلنا إلى أن تكون الحفلات كلها مكتملة ، فهذا يساعدنا على تحقيق بعض الأرباح.

هل هناك منافسة بين المهرجانات أم أنكم تتعاونون؟

إجتمعنا مرات عدة،إلا أن المنافسة قائمة ويمكن تنسيق العمل في بعض التواريخ، وفي بعض الأوقات يفشل هذا التنسيق.