أين كليات الاعلام في لبنان من متطلبات سوق العمل الأعلامي؟كليات الاعلام في لبنان كم تخرج من الطلاب كل عام وكم يستوعب منهم  سوق  الاعلام اللبناني خصوصا  في ظل الازمة التي تعيشها الصحف الورقية؟ كم من الخريجين يعملون في وسائل اعلام عربية ضمن مكاتبها في لبنان أو في الخليج هل من متابعة للطلاب بعد التخرج؟ هل تهتم الجامعات بضرورة مواكبه متطلبات سوق العمل في لبنان؟ هل من تحديث للمناهج بشكل يواكب التطور التكنولوجي ماذا عن التدريب؟ هل يحتاج الطالب بالضرورة الى دورات باللغة العربية وتدريب على الالقاء والتلقين؟ كم تنفق كليات الاعلام على وسائل الاتصال الحديثة كميزانية مخصصة للتطوير تطبيقا لقاعدة من لا يتطور فهو متراجع حكما في عالم سريع التطور لدرجة انك مهما سارعت للحاق به ترى نفسك مقصرا ونقصد هنا بالطبع  ثورة التكنولوجيا والأتصالات. (تجديد كمبيوتر برامج سوفتوير وسائل اتصال).

"الاقتصاد" فتحت الملف وجالت على كليات الاعلام في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة بدءا بالجامعة اللبنانية وكان اللقاء الأول مع عميد كلية الاعلام د.جورج صدقة، بعدها قصدنا الجامعة الأنطونية  حيث التقينا العميد جو مكرزل ثم قصدنا الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا والتقينا العميد جورج فرحة. ننشر هذه اللقاءات تباعا:

العميد جورج صدقة: حريصون على  أن نبقى الرقم واحد والمشكلة ليست بعدد المتخرجين

- اللقاء الأول كان مع عميد كلية الأعلام في الجامعة اللبنانية د.جورج صدقة الذي أكد على أن  المشكلة ليست بعدد المتخرجين لافتا الى أن  كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية هي واحدة من أفضل كليات الإعلام في العالم العربي، مشددا على أنه من واجباتنا ان نبقى في المستوى نفسه وان نستمر في تخريج الأفضل. نحن لدينا تطوير دائم لمناهجنا لتواكب سوق العمل كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية هي أمانة لأن لبنان لطالما كان الرائد على صعيد الإعلام في العالم العربي وبالتالي ليس لدينا العذر   ان لا نكون الرواد على صعيد التعليم ، ونحن حريصون على ان نبقى الرقم واحد.

وجرت تفاصيل الحوار على النحو الآتي:

- *ما عدد الطلاب الذين يتخرجون سنوياً من كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية؟ وهل يستوعب السوق اللبناني هذا العدد من المتخرجين خاصةً مع الأزمة التي تعيشها الصحف الورقية اللبنانية؟ ما هو عدد المتخرجين الذين يعملون في الصحف؟ هل من تحديث للمناهج ومواكبة لمتطلبات سوق العمل في لبنان؟ ماذا عن التدريب، هل يحتاج الطالب بالضرورة الى دورات تدريبية في اللغة العربية، الإلقاء والتلقين؟ كم تنفق كليات الإعلام على وسائل الاتصال الحديثة؟

أجاب: يحكى كثيراً اليوم ان سوق الإعلام الى تراجع، لكنني أطرح الموضوع بشكل معاكس. اليوم من يدخلون الى سوق العمل في وسائل الإعلام في لبنان، حوالي النصف منهم ليس لديه شهادة في الإعلام، لذا ليس من المنطقي ان نتكلم عن فائض في المتخرجين. وبالتالي المشكلة ليست بعدد المتخرجين. السوق الإعلامي يستوعب، الصحافة المكتوبة تعاني لكن القطاعات الأخرى تقوم بتوظيف خريجي الإعلام ان كان في القطاع الرقمي أو الملحقين الإعلاميين، الإستشارات. ثانياً، لا ننسى انه خلال مدة 10سنوات، أصبح هناك 20 كلية اعلام في لبنان.

على أي حال فان سوق الإعلام اللبناني يشهد المشاكل نفسها التي يعاني منها سوق العمل اللبناني بشكل عام.

أما العجز الذي تعاني منه وسائل الإعلام فهو أمر بحاجة لتتم دراسته على صعيد الدولة. وزير الإعلام مؤخراً قدم خطة لتقديم الدعم لوسائل الإعلام لتستمر، والجزء الآخر من الحل هو عدم إعطاء رخص لكليات اعلام جديدة. وكما كل المهن في لبنان، السوق اللبناني صغير ولا يستوعب جميع المتخرجين، فيذهب جزء كبير منهم الى العالم العربي، وبالنسبة للأرقام ليس لدينا الآلية لمتابعة جميع المتخرجين.

كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية هي واحدة من أفضل كليات الإعلام في العالم العربي، ومن واجباتنا ان نبقى في المستوى نفسه وان نستمر في تخريج الأفضل. نحن لدينا تطوير دائم لمناهجنا لتواكب سوق العمل. هذه السنة ومن أسبوعين تحديداً أقرينا ان نفتتح للعام المقبل "ماستر 2" للصحافة الرقمية وأدخلنا مناهجنا في سنوات الإجازة بمقررات جديدة خاصة بالإعلام الرقمي، نحن لدينا ورشة مناهج مستمرة دائماً لنواكب تطور سوق العمل.

أما بخصوص استخدام الكومبيوتر فإن كليات الصحافة المكتوبة تحتاج الى بعض برامج المعلوماتية لكن هذا الإختصاص يرتكز أكثر على المهارات وليس البرامج. أما كليات الصحافة الإذاعية والتلفزيونية فهي بحاجة الى استوديو، والصحافة الرقمية بحاجة الى مختبرات لكن بشكل رئيسي الصحافة تقوم على اسس وركائز أولها الثقافة، وثانيها المهارات: التحرير، اللغة، التحقيق التي يتعلمها الطالب, والركيزة الثالثة هي البنى التحتية التجهيزية من استوديوهات وغيرها. كليتنا من ناحية الثقافة رائدة ومن ناحية المهارات رائدة، الا ان الناحية الثالثة فلدينا نقص، الا اننا نقوم حالياً بعملية تجهيز للاستوديو في الفرع الأول والفرع الثاني. النقص سببه ان المكنة الإدارية الرسمية بطيئة، نحن نسعى الى تجهيز الاستوديو بسبب طرح المناقصة واستقبال العروض، الأمر الذي يتطلب وقتاً.

وأكرر ان التكنولوجيا مكملة للمهارات التي يتطلبها الصحافي وليست هي الأساس. نحن لدينا الثقافة العامة كعلم الإجتماع والاقتصاد السياسي ومواد القانون بالإضافة الى المطبخ الصحفي الذي يعلم الطالب كيفية التعاطي مع الخبر وتحريره، كما انه من المطلوب ان ينجز الطالب فترة معينة من التدريب في مؤسسة اعلامية ليأخذ منها ما ينقصه.

الآن نعمل على توقيع بروتوكول مع تلفزيون لبنان، اذاعة لبنان والوكالة الوطنية للتعاون لاستقبال طلابنا وتدريبهم.

*مستوى الطلاب الذين نستقبلهم بات أضعف من الماضي  وعلينا ان نبقى في حالة استنفار لنواكب ما يحدث حولنا

وأشار صدقة: نعاني من ان مستوى الطلاب الذين نستقبلهم بات أضعف من الماضي وخاصةً من حيث اللغة، وأعتقد ان سبب ذلك هو المناهج التعليمية الجديدة ففي مباراة الدخول في الماضي كانت مستويات الطلاب أفضل بكثير، كان المعدل 60 على 100، أما اليوم فقد أصبح أقل من 50 على 100. ومشكلة اللغة هذه تعيق تقدم الطالب وتؤخر اكتسابه للمهارات، لذا اضطررنا لأن الى لإقامة دورة لغة عربية للطلاب الجدد في شهر أيلول قبل البدء بالعام الدراسي.

الجامعة اللبنانية لديها موازنة، هذه الموازنة مع الأسف تنخفض في كل عام بسبب الأزمة الموجودة في الدولة اللبنانية. وإقرار موازنة الجامعة اللبنانية لا يتم قبل شهر أيلول من كل عام، لذا نعم لدينا تقشف في الموازنة، لكن هناك دائماً حد أدنى لتأمين التجهيزات الضرورية. هذا العام لدينا مشروع الاستوديو في الفرع الأول والثاني بالاضافة الى مخصصات لكتب جديدة وبرامج المعلوماتية. صحيح اننا مؤسسة عامة تشكو من تراجع في الموازنات الا ان الحد المتوسط مؤمّن.

لدينا مادة في الجامعة هي الإلقاء بالإضافة الى مادة اللغة وخاصة في السنوات الأخيرة ونربطها بدورات إضافية بسبب ضعف طلابنا في اللغة لنعوّض النقص لديهم.

وأكد عميد كلية الأعلام في الجامعة اللبنانية  د.جورج صدقة على أن كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية معروفة انها كلية رائدة وعريقة على صعيد العالم العربي بسبب فريقها التعليمي الواسع والمتكامل ولا يمكننا مقارنتها بالجامعات الأخرى أي الخاصة الجديدة، فطلاب "الماسترز" لدينا يعلمون في هذه الجامعات. العام الماضي أطلقنا "ماسترز" بالصحافة البيئية والصحية، و"ماسترز" صحافة اقتصادية وتنموية أي أننا دخلنا في عمق الصحافة، ونخطط "للماسترز" في الإعلام الرقمي أي اننا نلتفت للإختصاصات غير الموجودة في لبنان ولا في العالم العربي. كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية هي أمانة لأن لبنان لطالما كان الرائد على صعيد الإعلام في العالم العربي وبالتالي ليس لدينا الحق  ان لا نكون الرواد على صعيد التعليم ، ونحن حريصون على ان نبقى الرقم واحد.

هذه السنة أسسنا مركز أبحاث وبدأنا بتشكيل فرق بحثية لأن مهمتنا ليست فقط التعليم بل ان نبحث الوضع في العالم العربي وأن نرى الى اين يتجه وأن نقدم الدراسات للمجتمع والسلطة، هذا العام أقرينا مركز أبحاث في كلية الإعلام والآن بدأنا بالإجتماع لتفعيله، نحن في حالة تطور دائم لنبقى في حالة مواكبة كما لدينا الآن مشروع مع جامعات في الخارج كي لا نتقوقع، الطموح ليس لديه حدود، والإعلام في حركة دائمة خاصة لنواكب التغييرات التي تحدث حولنا بسرعة كبيرة.

وتابع يقول :كنت بجولة في ألمانيا، وحتى في الخارج يسود الشعور نفسه أقصد ان الواقع المهني سبقهم فجأةً، ولم يتوقع أحد هذه التغييرات الكبيرة على صعيد الإعلام.

التطور التقني السريع في المهنة يجبرنا على ان نبقى في حالة استنفار لنواكب ما يحدث حولنا.