تربت شارلوت ليشا في لبنان، وبدأت برسم الفساتين في سن مبكرة. وبعد أن حصلت على شهادة في تصميم وتنفيذ وادارة الأزياء، قررت في عمر الـ19 سنة أن تتخصص في التصوير الفوتوغرافي.

عملت كمستشارة للأزياء في جلسات التصوير لكبار المصممين، كما شاركت في تصميم القطع المميزة للعديد من دور الأزياء اللبنانية والعالمية، مما ساعدها على صقل خبرتها.

في العام 2009، عادت الى لبنان حيث انطلقت مسيرتها المهنية كسيدة أعمال، اذ أسست بدعم من زوجها، مجموعة "Global Fashion Group"، المتخصصة  في انتاج الفساتين الفاخرة، وبيعها لأكثر من 30 متجرا في جميع أنحاء العالم.

وفي العام 2010، بدأت في السعي للدخول الى عالم الموضة، فعرضت مجموعتها الأولى للملابس الجاهزة في "salon du Prêt à Porter" في باريس. وقررت بعدها، توسيع نطاق عملها، فافتتحت دار للأزياء الراقية في منطقة الأشرفية.

كان لـ"الاقتصاد" حديث خاص مع مصممة الأزياء شارلوت ليشا، أخبرتنا خلاله عن مسيرتها الطويلة في عالم الموضة، وعن نظرتها الى وضع المرأة اللبنانية اليوم من ناحية الحقوق.

- من هي شارلوت ليشا؟

بدأت بالرسم في عمر الأربع سنوات، وذلك تحت اشراف أخي الرسام. ثم درست فن تصميم وتنفيذ وادارة الأزياء، وتخصصت بعدها في فن التصوير لأنّني أحبّه كثيرا، وأعتبر أنه يكمّل مهنتي كمصمّمة.  

- أين كانت البداية ومتى؟ وهل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

بدأت في تصميم الأزياء الراقية (haute couture)، في العاصمة الفرنسية باريس، ولقد تم تسليط الضوء على مجموعتي من قبل الصحافة المحليّة والعالميّة التي دعمتني كثيراً طوال مسيرتي.

ولا بد من الاشارة الى أن مجال عملي يتطلّب سنوات من الخبرة والمتابعة والجهد، لكي أثبت للعالم ما لدي من موهبة. وأنا بطبعي انسانة صبورة جدّا، وأؤمن بأن لا حصاد دون زرع، كما أن طموحي لا حدود له.

- من هم زبائنك اليوم؟ وكيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في مجال تصميم الأزياء؟

كل سيدة تزور دار "Charlotte Licha" للأزياء، تبقى وفيّة لهذا الدار؛ الأمر الذي لا يأتي من سراب.

من جهة أخرى، أنا لا أضع نفسي في خانة المنافسة مع أحد، كما أن لبنان يتمتع بطاقات كبيرة، ولديه عدد كبير من المصممين العالميين الموهوبين، وهذا الأمر يشعرني بالفخر. فكل مصمّم يتميّز بلمسة معيّنة، ولكلّ شخص "ستايله" أو أسلوبه الخاص، وبالتالي لكلّ دار زبائنه. ففي النهاية البصمة هي الّتي تميّز كل مصمّم عن غيره.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك المهنية؟

لكل مهنة صعوباتها، ولكن يوجد دائما حلا لكل مشكلة؛ فبالحكمة يستطيع الانسان تخطّي المستحيل.

- هل واجهت يوما أي تمييز لمجرد لكونك امرأة؟

وجودي كامرأة عاملة في مجال الأزياء، لا يعني أنّه يجب أن يتم تمييزي. فأنا محاطة دوما بالتقدير الايجابي لموهبتي ومهنتي.

- ما هي برأيك الصفات التي تتمتعين بها وساهمت في تقدمك؟

الموهبة هي أساس كل مهنة فنيّة، لكنّها لا تكتمل دون المتابعة والخبرة لثقلها ودعمها. فخبرتي بالعمل لسنوات، ساهمت في استمراريتي، ووصولي الى ما أنا عليه اليوم. كما أن قوة ارادتي وتصميمي وجديتي، تجعلني أقوى لكي أتخطّى كافة العوائق.

- ما هي مشاريعك المستقبلية وما الذي تطمحين الى تحقيقه؟

أنا حاليا في خضم التحضير لمجموعتي الأولى للثياب الجاهزة (prêt-à-porter) لخريف وشتاء 2016-2017. كما لدي مشاريع عدة قيد الدرس.

أما ما أطمح الى تحقيقه، فلا يقف عند هدف أو مشروع واحد فقط، اذ أن طموحي لا حدود له، لكنني أتعامل مع الأمور برويّة ودراسة معمّقة.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟

أن تكون المرأة سيّدة عاملة وربّة منزل في الوقت ذاته، هو أمر صعب للغاية. لكن غياب الأطفال الى حد اليوم، يخفّف قليلا من صعوبة الوضع وثقل المسؤولية. فزوجي يشاركني في عملي، لذلك يتفهم وضعي، ويعرف ما تتطلبه هذه المهنة من مجهود ووقت.

- على صعيد حقوق المرأة، ما هي برأيك المعوقات التي تقف في طريق تقدم النساء في لبنان؟

لا يوجد أي عائق أمام المرأة المتحضرة والمثقفة، وذات الأهداف النبيلة لبناء مجتمع راقي.

- كيف تقيمين دور الرجل في لبنان بشكل عام وفي مسيرتك المهنية بشكل خاص؟

نحن نعيش في مجتمع شرقي، أي مجتمع ذكوري، لكن هذا لا يعني أنه على المرأة أن تلغي نفسها من أجل ارضاء الرجل، بل يجب أن يأتي دور الرجل لمساندة المرأة.

أمّا في مسيرتي، فزوجي هو من أكبر المشجّعين والداعمين لي، فهو يحفزني دوما على النجاح والاستمرار.

- ما رأيك بالتقدم الذي حققته المرأة في لبنان على صعيد الحقوق؟

لا خوف على المرأة اللبنانية، لأنها ستتابع مسيرتها حتى تصل الى مبتغاها.

- هل أنت مع اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟

الهدف من الكوتا ليس فقط ايصال المرأة الى البرلمان، بقدر ما هو مناقشة قضاياها  وإشراكها في عملية التنمية؛ لذلك أعتبر أنها قد تكون مفيدة لوضع المرأة في الحياة السياسية.

- ما هي نصيحة شارلوت ليشا الى المرأة؟

نصيحتي للمرأة: "أحبي نفسك كما أنت".