ولدت جوانا عازار وعاشت سنواتها الأولى في أبو ظبي، ثم انتقلت الى بيروت في العام 2005، حيث أكملت دراستها في إدارة الأعمال. لكن شغفها للموضة، دفعها للانضمام إلى معهد محلي، للتخصص في تصميم الأزياء، حيث تعلمت أساسيات هذه المهنة. ثم انخرطت في جامعة "Parsons The New School for Design" في نيويورك، التي تعد واحدة من مدارس الأزياء الأكثر شهرة في العالم.

أما فضول جوانا وحماسها، وحبها للتعلم ولتعزيز معرفتها، فدفعها للمشاركة في العديد من الندوات وورش العمل في "Central Saint Martin’s College of Arts and Design"، في لندن.

وبعد ذلك كانت قادرة على العودة إلى لبنان، وافتتاح مشغلها الخاص لتصميم وتنفيذ الأزياء الراقية في منطقة جل الديب.

وبالإضافة الى خلفيتها الأكاديمية، التي أتاحت لها دراسة تقنيات "Tom Ford"، و"Marc Jacobs"، و"Donna Karan"، وغيرهم من المصممين العالميين، خضعت لفترة تدريب مع مصممين لبنانيين، واستطاعت خلق أسلوبها الفريد، وتحقيق التوازن المثالي بين الفن الشرقي والغربي، والبساطة، والرقي.

ومن خلال نظرتها المبدعة، تمكنت من استخدام الألوان والأقمشة الجريئة بطريقة غير تقليدية، وبمستوى عال، يسمح للمرأة العصرية أن تبرز أفضل ما عندها.

"الاقتصاد" التقت مع جوانا عازار للحديث عن مسيرتها المهنية في مجال تصميم الأزياء في لبنان، وعن رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم من ناحية الحقوق.

- من هم زبائن جوانا عازار اليوم؟

عملي يرتكز بشكل أساسي على الأزياء الراقية (Haute Couture)، لذلك تستقطب تصاميمي العروس التي تبحث عن فستان مميز.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في هذا المجال في لبنان؟

يوجد العديد من المصممين في لبنان والعالم، لكن هذا الأمر يشجعني على تقديم المزيد، والعمل بشغف كبير على كل قطعة، اذ أن المنافسة تشجع على العمل والمثابرة.

- ما الذي يميز تصاميم جوانا عازار؟

أتميز بتقنياتي في العمل، وبالأقمشة التي أستخدمها، وبالجودة العالية؛ اذ أهتم بأدق التفاصيل. وأركز أيضا على طريقتي في التعامل مع الزبائن، لكي يعودوا مجددا. كما أن الأسعار مرنة، فنحن نراعي ظروف كل سيدة تقصدنا. وبالتالي فإن هذه الأمور تميزنا عن غيرنا، وترسع قاعدة زبائننا.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

لدي العديد من الزبائن في الخليج، لأنني كنت أعيش في أبو ظبي، وبالتالي معارفي كثيرة.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال عملك؟

أنا لا أواجه أي صعوبات تُذكر، فنحن نتكل على موسم الصيف، وأشكر الله لأن الأمور تسير على السكة الصحيحة، رغم الأوضاع والظروف الصعبة في البلاد.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

المعاملة الجميلة، والتصاميم المميزة، اذ أعمل بكل شغف وحب، وهذا الأمر يدفعني الى النجاح. بالاضافة الى المثابرة، واعطاء الوقت الكافي لكل قطعة أصممها.

- ما هي مشاريعك المستقلية؟

أطمح للوصول الى العالمية، كما أسعى الى افتتاح متجر للملابس الجاهزة (prêt a porter) في الخليج.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟

هذا الأمر صعب للغاية، وخاصة لأنني زوجة وأم. لكن يجب اعطاء الوقت الكافي للعمل والعائلة، ومحاولة تحقيق التوازن بين الاثنين. لذلك أقول دوما أن التنسيق صعب لكنه ممكن.

في البداية كان الوضع أسهل، اذ كلما كبرت وتوسعت العلامة التجارية، كلما اضطررت الى اعطاء المزيد من الوقت للعمل، وبالتالي تزيد الأمور صعوبة.

- كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم؟

لا شك في أن المرأة اللبنانية تقدمت، وحصلت على نسبة قليلة من حقوقها، لكن أمامها طريق طويل جدا، وأتمنى أن نتمكن من الحصول على كامل حقوقنا مع الوقت.

- هل كان الرجل داعما لمسيرتك المهنية؟

لولا دعم زوجي لما تمكنت من الوصول الى مكاني اليوم، اذ وقف الى جانبي خطوة بخطوة في العمل، وشجعني دوما على الاستمرار.

- نصيحة الى المرأة.

أنصح المرأة أن تكون قوية، وتتعلم وتعمل. كما يجب أن تكون "قد حالها"، ولا تحتاج الى أحد، وتقف في وجه كافة العوائق.