أصبحت برمجة الكومبيوتر وتعلم اللغات البرمجية أمرا مهما في السنوات الاخيرة، حيث تسعى الدول الأوروبية وأميركا لإدخال هذه المواد الى مناهج طلاب المدارس نظرا لاهمية هذا الإختصاص في بناء المستقبل ... وبسبب النقص الكبير بالمتخصصين في هذا المجال في جميع دول العالم.

ولكي لا يكون لبنان متأخرا في هذا المجال، ونظرا لتقصير الدولة في تحديث المناهج الدراسية المتبعة في المدارس دوريا، قام كل من نور عتريسي وزياد علامة بتأسيس مركز "Teens Who Code" الذي يسعى لنشر إختصاص البرمجة بين طلاب المدارس والأطفال خصوصا، وتعليمهم أسس البرمجة وأهميتها في كافة المجالات.

ولأن "Teens Who Code" هو من المراكز القليلة في لبنان المتخصصة في هذا المجال.. كان لـ"الإقتصاد" حديث خاص مع نور عتريسي أحد مؤسسي المركز التي تحدثت عن طبيعة عملهم وعن تطلعاتهم وأهدافهم المستقبلية.

- ما هي مدرسة او مركز "Teens Who Code"؟ وما هي طبيعة عملكم؟

"Teens Who Code" هو مركز متخصص بتعليم برمجة الكومبيوتر للأولاد من عمر 9 الى 18 سنة.

وبرمجة الكومبيوتر تساهم في تنمية مهارات التفكير المنطقي "Logical Thinking" وإيجاد الحلول للمشاكل (Problem Solving)، كما انها تساهم في تعليمهم مهارات حقيقية تساعدهم تطوير وإنشاء المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية.

- من هو صاحب الفكرة؟ ولماذا قمتم بتأسيس مركز "Teens Who Code"؟

مؤسسي "Teens Who Code" هم أنا نور عتريسي وشريكي زياد علامة ... وبدأنا في شهر تشرين الأول من العام 2014.

اما بالنسبة للسبب الذي دفعنا لتأسيس "Teens Who Code" هو أننا كنّا نقوم ببحث حول موضوع تعليم البرمجة وإعطاء دروس في هذا المجال، ووجدنا أن هناك توجه في العديد من دول العالم لتعليم الأطفال أسس وطرق البرمجة خصوصا أن الأطفال هم أكثر وأسرع إستيعابا لهذه الأمور مقارنة مع كبار السن .. كما أنهم يملكون الوقت الكافي للتعلم والتطور بشكل أكبر. أضف الى ذلك أن الأطفال لديهم مخيلة أوسع بكثير من الأشخاص الكبار.

كما أنه في بريطانيا مثلا أقرت الحكومة العام الماضي إدخال مادة البرمجة (Programming) لمناهج الأطفال بدءا من عمر 16 سنة .. وكذلك الأمر في أميركا حيث أن هناك توجه لتأسيس جمعيات ومدارس من أجل نشر هذا الإختصاص بين الأولاد.

من هنا قررنا تأسيس مشروع "Teens Who Code" الذي يستهدف الأولاد كما ذكرنا سابقا بين عمر الـ9 سنوات والـ18 سنة بهدف السير مع دول العالم في هذا المجال وعدم إنتظار الدولة لإدخال هذا الإختصاص الى مناهج طلاب المدارس.

- بعد أكثر من سنة على تأسيس "Teens Who Code" ... كيف وجدتم إقبال الأهل على الفكرة؟ 

يوجد نوعين من الأهل .. هناك جزء من الأهل المنفتحين على هذا العالم، وعلى دراية بأهمية هذا الإختصاص في تنمية قدرات أولادهم، لذلك يقومون من تلقاء أنفسهم بتسجيل أولادهم وتشجيعهم على التعلم.

وهناك جزء أخر من الذين لا يملكون فكرة كافية عن هذا الموضوع ولا يعتبرونه ضروري للأولاد في هذه المرحلة.. فيفضلون تسجيل أولادهم في اكاديميات رياضية بإعتبار أن هذه النشاطات تدفعه الى الحركة وممارسة الرياضة.

هذا يعتبر تحدي كبير بالنسبة لنا .. لذلك نحاول دائما أن نقوم بحملات توعية لتعريف الأهل على هذا الإختصاص وعلى أهميته لأطفالهم .. فهم يستطيعون من خلاله جني المال حتى قبل الدخول الى الجامعة، وذلك من خلال إنشاء المواقع الإلكترونية او تطوير التطبيقات الذكية.

- الأطفال بين عمر الـ9 و 18 سنة يكونون في مدارسهم طوال فترة الصباح وحتى الظهر ... فهل يجدون الوقت الكافي لتعلم البرمجة في "Teens Who Code"؟

هناك 4 طرق نتبعها في "Teens Who Code" لتعليم الطلاب .. الطريقة الأولى هي "Private Session" حيث نعطي الطلاب دروس خصوصية في أوقات فراغهم.

الطريقة الثانية: نذهب الى المدارس ونعطي دروس إما خلال الدوام أو بعد الدوام بحسب الإتفاق.

والطريقة الثالثة هي "Monthly Project" .. وهو عبارة عن فكرة يطرحها الطفل من أجل بناء برنامج معين أو منتج ... ونحن نقوم بمواكبته في العمل على هذا المشروع لمدة شهر، مما يساعده على تعليم نفسه والتدرب بشكل أكبر.

والطريقة الرابعة هي عبارة عن صفوف خاصة نجريها داخل مركزنا الموجود في منطقة الحمرا، وعادة تكون هذه الصفوف بعد الظهر أو خلال عطلة الأسبوع.

- ماذا عن الأسعار؟ وهل هي في متناول الجميع؟

الأسعار تبدأ من 30$ على الساعة الواحدة ... ولكن هذا السعر ليس ثابتا، حيث نقوم دائما بتقديم عروضات شاملة (package) فيصبح السعر أقل.

اما بالنسبة للدورات، فهي تمتد لشهرين يتعلم خلالها الطفل حوال 16 ساعة مقابل 250$.

ولكن نحن نهدف من خلال "Teens Who Code" الى نشر ثقافة البرمجة بين كل الأطفال وليس فقط بين الأطفال القادرين على دفع تكاليف التعليم ... لذلك سنقوم قريبا بجولة على المدارس وهي جولة مجانية سنعلم الأطفال خلالها أسس البرمجة ونعرفهم أكثر على هذا العالم ... وستكون هذه الجولة ممولة من قبل بعض الأشخاص، وتهدف الحملة الى تعليم 1000 تلميذ في 100 يوم (1000 Students in 100 Days).

- هل تعتقدين أن لبنان متأخر عن الدول الأخرى فيما يخص أعداد المتخصصين في مجال البرمجة؟

في الحقيقة هناك نقص كبير في المطورين والمبرمجين على مستوى العالم ككل وليس فقط في لبنان، وهناك طلب كبير من الشركات على المبرمجين المتخصصين في لبنان والخارج .. وفي السنوات القادمة أعتقد أن الطلب على هذا الإختصاص سيزيد، ونحن لدينا نقص أكثر من الدول الأوروبية وأميركا وعلينا أن نعمل لنشر الوعي حول أهمية هذا الإختصاص والحاجة الملحة إليه.

- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟ وهل تعتزمون التوسع خارج لبنان؟

لا شك أننا سنسعى في المستقبل للخروج الى الدول العربية، ولكن قبل الوصول الى هذه المرحلة نسعى اليوم للوصول الى كل المدارس على جميع الأراضي اللبنانية، وهناك تواصل مع وزارة التربية لمحاولة الحصول على دعم ومساعدة من أجل تغطية أكبر عدد ممكن من المدارس.