استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من جامعة الحكمة - فرن الشباك مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "ملف اللاجئين السوريين وكيفية إدارة الأزمة: أي تداعيات لمؤتمر لندن على الواقع اللبناني؟ وعلى كل القطاعات؟ الورقة اللبنانية هل تعكس رؤية لبنانية موحدة؟"، أمين سر حركة التجدد الديمقراطي والخبير في القضايا الإستراتيجية د.انطوان حداد، عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الحكمة البروفسور روك أنطوان مهنا، والكاتبة في جريدة النهار سابين عويس، وشارك في الحوار رئيسة تحرير موقع "الإقتصاد" كوثر حنبوري، والصحافية مي صايغ بالإضافة الى نخبة من طلاب جامعة الحكمة.

بداية تحدث د. حداد فقال "ان أزمة اللاجئين السوريين أكبر من أن يتم مقاربتها من منظور سياسي لذلك سأتحدث عنها من موقع الخبير وليس من موقعي السياسي".

وأضاف "هناك سمات عديدة لأزمة اللاجئين السوريين وأهمها أن الأزمة ليست قضية ذات بعد واحد، بل هي قضية مركبة ولها عدة أبعاد، ففيها البعد الإنساني والبعد الأمني .. كذلك فيها البعد الإقتصادي والإجتماعي والديمغرافي ..

وأزمة اللاجئين هي أزمة شاملة وليست ذات سمة واحدة .. لذلك المطلوب وجود سياسات واضحة للمعالجة وللعمل على الحلول، في حين أن لبنان لا يمتلك أساسا أي سياسيات واضحة حتى قبل الأزمة السورية وقبل بدء تدفق اللاجئين".

وأضاف حداد "أن السياسات التي من المفروض أن تتبع يجب أن تكون متجانسة وضمن رؤية شاملة تقع بين حدين:

  • تأمين الحاجات الإنسانية والمعيشية للاجئين
  • المحافظة على سمات الأمن القومي في بلد مثل لبنان
  •  

وتابع "ما يحصل اليوم هو التعامل مع أزمة اللاجئين من خلال المسكنات، وهذا ليس كافيا... فعلينا وضع سياسات واضحة وشاملة كي تتجاوب الدول المانحة معنا.. واليوم أصبح هناك خطة متمثلة بورقة لبنان التي تم تقديمها الى المانحين في مؤتمر لندن".

ولفت حداد الى أن المجتمع الدولي لديه أولوياته... وخططنا يجب أن تتوافق مع أولويات هذه الدول، والعرض الخاص بنا يجب أن يتناسب مع الطلبات التي يطلبونها".

وعدد حداد 8 نقاط يجب معالجتها من أجل الوصول الى خطة شاملة وواضحة:

  • إدارة التدفق (الدخول والخروج)
  • العمل على جمع قاعدة معلومات (Data Base) عن اللاجئين السوريين خصوصا أننا لا نمتلك اليوم أي معلومات دقيقة عن اللاجئين الموجودين.
  • سياسة إيواء واضحة
  • الخدمات الأساسية
  • تنظيم علاقة السوريين بسوق العمل
  • المجتمعات المحلية المتضررة
  • موضوع التمويل والحصول على المساعدات الدولية
  • خلق جهاز أو إطار مؤسسي مهمته إدارة أزمة اللاجئين السوريين

بدورها قالت الكاتبة في جريدة النهار سابين عويس أنه عندما إندلعت الحرب في سوريا كان هناك في لبنان قطبين سياسيين كبيرين يراهنان على أن الأزمة ستنتهي خلال أسابيع أو أشهر... ولكن المفاجأة كانت أن الأزمة إستمرت لسنوات طويلة.

وأضافت "إن التحدث عن أزمة لجوء في أي مكان في العالم .. فهذا يعني علميا بأن اللجوء سيستمر لأكثر من 17 سنة... لذلك علينا تحضير أنفسنا لها الأمر".

وتابعت "جزء من أزمة اللاجئين هي أزمة إنسانية بالطبع ... ولكن لا يمكن مقاربة هذه الأزمة فقط من الناحية الإنسانية .. بل يجب أن يكون لدينا مقاربة واضحة للوجود السوري، وأنا أعتقد ان ما حققه لبنان في ظل النظام الذي نعيش فيه هو إنجاز .. فبلدنا شهد تحولا جذريا في بنيته الديمغرافية والإجتماعية خلال وقت قصير.. وخلال مرحلة تعاني فيها الدولة على كافة الأصعدة".

وتمنت عويس أن يتم التعامل مع أزمة اللاجئين من منظار إيجابي وعدم النظر إليها على أنها نفوذ سوري جديد ولكن بشكل مختلف عن النفوذ الذي كان موجودا قبل العام 2005... لذلك علينا التعاون مع المجتمع الدولي من خلال خطة واضحة .. والخطة اليوم أصبحت موجودة لأن لبنان مع مرور الوقت تعلم كيفية التعامل مع المجتمع الدولي من اجل الحصول على المساعدات".

أما عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الحكمة البروفسور روك أنطوان مهنا فقال - بعد سؤال للزميلة خداج عن البند الذي تتضمنه ورقة لبنان في مؤتمر لندن للمانحين والذي يتعلق بخلق فرص العمل للاجئين وتأمين التعليم – أن موضوع اللاجئين هو موضوع الساعة، ويجب أن ننظر إليه من ناحية عملية على الرغم من أن الشق الإنساني هو شق مهم أيضا.

وأضاف "سنغرق جميعا إذا غرقت سفينة الإقتصاد .. وكان بإمكاننا تقديم الحلول في مراحل سابقة قبل أن نصل الى المرحلة الحالية .. فنحن اليوم نعيش في مجتمع يشكل الشباب 60% منه .. وقد وصلت نسب البطالة بين الشباب في لبنان الى معدلات تارخية وخطيرة حيث تخطت الـ38% وهذه قنبلة ديمغرافية موقوتة".

وقال مهنا أن "القول بأن العمالة السورية كانت موجودة في الأساس وأن العمال السوريين يعملون في قطاعات معينة من قبل الأزمة السورية هو أمر خاطىء... فاللاجئين اليوم ذخلوا الى كل القطاعات الإقتصادية ولم تعد محصورة فقط في قطاعات معينة، كما انها وصلت الى المهن التي تحتاج الى مهارات وهذا ما أدى الى خسارة اللبنانيين للكثير من فرص العمل".

من ناحيتها قالت رئيسة تحرير موقع "الإقتصاد" كوثر حنبوري بأن "الجميع على يقين بأن أزمة اللاجئين هي أزمة غير عادية.. وأنها مستمرة لفترة طويلة، وسوف تخلق وضع إقتصادي وإجتماعي مختلف عن الوضع القائم اليوم .. وعلى الرغم من ذلك يتم التعاطي معها بطريقة غير جدية، فلا يوجد خطط واضحة وشاملة وقابلة للتطبيق".

وأضافت "يحب أن يكون لدينا وحدة مستقلية متخصصة بإدارة أزمة اللاجئين، وبالعمل على إيجاد حلول لهذا الملف".

وقالت حنبوري "هناك أعمال ومهن غير مشروعة أصبحت موجودة بعد الأزمة السورية مثل المهربين المتواجدين في كافة المناطق وخصوصا في الشمال والذين يعتاشون من هذه المهنة .. ومع ذلك لا تتحرك الدولة لإيقاف تدفق اللاجئين.. فعلى الرغم من وصول العدد الى أكثر من 1.5 مليون لاجىء .. مازلنا نشهد دخول أعداد كبيرة الى لبنان".

أما الصحافية مي صايغ فقالت أن "هناك إيجابيات كبيرة لمؤتمر لندن ... ولكن لو تمكن لبنان من الإتفاق والإستجابة للمجتمع الدولي من قبل لما كنا وصلنا الى هنا".

وتابعت "كل الأمور تشير الى أن الأزمة مستمرة الى أكثر من 5 سنوات قادمة ... وليس هناك أي أفق للحل، لذلك علينا العمل على قوانينا الداخلية من أجل حماية المواطن اللبناني وإدارة هذا الملف بالشكل السليم".