اشار رئيس "​جمعية تجار بيروت​" نقولا شماس الى ان الجمعية اصرت مع انطلاق أول مجلس ادارة لها، والذي تم انتخابه في العام 2010، على ان يكون لها دور الحامي والمدافع عن القطاع التجاري بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام.
 
وقال في كلمته التي ألقاها خلال اطلاق النسخة الخامسة من مسابقة "Grow My Business": "مهمتنا التقليدية هي أن نساهم باستمرارية وبقاء القطاع التجاري خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، لكننا ارتأينا منذ ذاك الوقت مع "بنك عوده" و"MIT Enterprise Forum" أن الصمود بالاقتصاد اللبناني يمر من خلال استحداث فرص عمل حتى بقطاعات بعيدة عن قطاعنا التجاري التقليدي".
 
واضاف: "هذا العام هو العام الخامس على التوالي من مسابقة "Grow My Business" التي تساهم ليس فقط في استحداث فرص عمل، بل أيضاً في تطوير الشركات الناشئة في لبنان ضمن القطاعات المستقبلية والواعدة".
 
وتابع شماس: "في كل الظروف، يجب علينا كمطّلعين ومهتمين بالشأن الاقتصادي أن نساهم في خلق فرص عمل ، خاصةً في هذه المرحلة وخلال الايام السوداء التي يمر بها لبنان والمنطقة بمواجهة ثلاث ظروف معاكسة: أولاً التراجع الاقتصادي في لبنان والذي بدل أن يوفّر فرص عمل - ولبنان بحاجة الى 30 ألف فرصة عمل - ، لكن بسبب الصعوبات الاقتصادية صار هناك تدوير لفرص العمل، وثانياً النزوح السوري الذي هو أشبه اليوم بموجة تسونامي تضرب سوق العمل مما يؤدي الى استبدال القوى العاملة اللبنانية بأخرى أجنبية ، وأما العامل الثالث والمستجد فهو الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة بالدول التي يتواجد فيها لبنانيون سواء في دول الخليج العربي أو افريقيا، والتي ستتسبب برجوع جزء كبير من المغتربين الشباب الى لبنان.
 
وقال: "في المحصلة، الطلب على القوى ينخفض.. والتحديات كبيرة، وهدفنا هو مساعدة الشباب اللبناني الذي يعد من أفضل وأنجز القوى العاملة في العالم" . كما لفت الى ان الشركة والمبادرة الصغيرة بحاجة الى عقول كبيرة ، ونحن من خلال عمليات التثقيف والتدريب والتوجيه نساهم في تغذية العقول وتدريبها وشحذها لتكون على قدر المسؤولية وتتمكن من لعب دور كبير جداً في سبيل اعادة نهضة الاقتصاد الوطني.
 
من جانبه ، أشار المدير العام لـ "بنك عوده - لبنان" مارك عوده الى ان وجودهم الى جانب "جمعية تجار بيروت" و"MIT Enterprise Forum" يرمز الى استمرارية مسابقة "Grow My Business" للسنة الخامسة ، لافتاً الى انها مبادرة يفتخرون بها. 
 
وقال: "يسرنا أن تكون المبادرة علامة فارقة في عالم الاعمال في لبنان. إن البنك يدرك تماماً دور الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، خصوصاً وأنها تشكل الأكثرية الساحقة للمؤسسات العاملة في البلد".
 
وكشف عوده أن حجم الشركات ما يزال يكبر بشكل مستمر ويصبح حيوياً ، وأنه يشكل المحرك الرئيسي والاساسي لكل اقتصاد ديناميكي في العالم. لهذا السبب كنا دائماً حريصين على دعم هذه الشركات لمساعدتها على توسعة أسواقها وتحسين أدائها وتطوير نوعية انتاجها".
 
واضاف: "من هذا المنطلق نعتبر أن استمرار دعمنا لمسابقة "Grow my Business" هو جزء من التزامنا الدائم بمجتمع الشركات، خصوصاً وأن هذه المبادرة هي طريق أخرى تسمح لـ "بنك عودة" أن يعزز مساهمته في حث المؤسسات على المزيد من النمو والانتقال الى مرحلة أفضل ومستوى أحسن".
 
بدورها ، شددت رئيسة منتدى "MIT Enterprise Forum" لمشروعات منطقة العالم العربي هلا فاضل، أنه وبعد مرور 5 سنوات على المبادرة الجميلة التي تأتي بالتعاون مع "جمعية تجار بيروت" و"بنك عوده"، يمكننا أن ننظر الى الماضي بعض الشيء، فنقول أنه صار لدينا قصص نجاح تتعلق بالمسابقة ، والكثير من الشركات التي ربحت بها لم يكن بمقدورها النجاح أو توسعة أعمالها لولا الدعم المالي والتدريب الذي حصلت عليه".
 
وقالت: "فمثلاً الشركة التي فازت السنة الماضية "Kitchen Confidential" قد تمكنت من أن توسع أشغالها لمنطقة ثانية من بيروت، وهي شركة تعنى بمجال المأكولات العضوية الصحية".
 
وتابعت: "كذلك شركة "Green Studios" التي فازت من سنتين، أصبحت اليوم شركة عالمية، ووسعت أشغالها الى كاليفورنيا، وهي شركة تعنى بالزراعة على الجدران، وانطلقت من لبنان بدعم "بنك عودة" و"جمعية تجار بيروت" و"MIT Enterprise Forum"، وتمكنوا من أن يوسّعوا أعمالهم الى خارج لبنان ويصلوا الى دول الخليج العربي والولايات المتحدة، وغيرها من البلدان. وهذا هو الأهم، ليس فقط أن يكون هناك مبادرة، بل أن يكون هناك نتيجة بالنسبة للشركات اللبنانية التي تتميز بالابتكار، والتي تعطينا الأمل وتدعم الشباب اللبناني في طموحاتهم نحو العالمية".
 
وعقّب شماس على كلام هلا فاضل، قائلاً: "إن ما يميزنا عن المنافسات الأخرى، أن تلك تقوم بعمل "Business man Competition"، أما مسابقة "Grow my Business" فإنها تشهد خلق نبتة أولى تخرج منها، غيرنا يساعد الشركات على الصعود من الطابق الاول الى الطابق الثاني، ونحن نساعدهم في الصعود من الطابق الاول الى الطابق العاشر".
 
وفي رد على سؤال لـ "الاقتصاد" حول كيفية مواجهة هذه الشركات الرابحة لصعوبة ضيق السوق اللبناني، أجاب شماس: نحن سياسياً وعاطفياً محدّدون بـ 10452 كيلو متر مربع، إنما اقتصادياً فإن حدودنا هي العالم.. اليوم يخطئ أي إنسان يظن أنه مكتفٍ بلبنان، وأي مؤسسة تنوي حصر نفسها في خانة ضيّقة تسمّى لبنان، لن يكون لها مستقبل اقتصادي. وأول درس هو أن يكون التفكير على صعيد عالمي".
 
وفي سؤالٍ ثانٍ حول وضع هذه الشركات في ظل الاوضاع المضطربة المحيطة لبلنان والتشنج الداخلي الحاصل، أشار رئيس "جمعية تجار بيروت" الى ان "الأزمة ضربت كل 
 
القطاعات وكل المؤسسات بكل أحجامها، واليوم يعاني الجميع من مشكلة تعسُّر مالي، طبعاً الشعور بالمعاناة يكون على درجات متفاوتة لكن الصعوبات الأكبر تكون عند المؤسسات الصغيرة والناشئة التي ما تزال حديثة في السوق.
 
وقال: "أرى أن هذه المبادرات وغيرها من المبادرات الاخرى ستساهم في تغطية الهيكلية الخاصة بهذه المؤسسات التي نعمل على دعمها".