كل شخص لديه أيام غير مشجعة في العمل أو المكتب... فإما يشعر بالتعب بسبب كثرة العمل، أو بالضغط النفسي بسبب الروتين اليومي، أو حتى بالملل، ولكن في النهاية هذه الأمور لا تستمر لوقت طويل ولا تبقى للابد.

وبغض النظر عن موقعك أو مركزك الخاص بحياتك المهنية، فإن المواقف تختلف بحسب العمر ومدة العمل كما تختلف أيضا تبعاً للفرد وللظروف المحيطة به وبعمله.

ولكن في النهاية لا بد من الوصول الى مكان يعتبر نقطة التحول في حياتك المهنية، ويكون الوقت قد حان لإتخاذ خطوة جديدة والإنتقال الى مكان أخر... خصوصا إذا كنت لا ترغب في الوصول الى حالة من الركود والجمود.

ولكن التفريق بين اليوم السيء في العمل وبين ما إذا أصبحت مستعدا لتغيير وظيفة والإنتقال الى مكان أخر،  ليس من السهل....

فكيف يمكنك أن تعرف أنه حان الوقت لترك العمل؟ وما هي الخطوات التي يجب أن تأخذها في حال قررت بان اللحظة لتغيير وظيفتك قد حانت؟ 

نقدم لكم فيما يلي أربعة علامات تعني بأنك أصبحت جاهزا بالفعل لترك عملك والإنتقال الى وظيفة أخرى.

-  تشعر أنك بحاجة الى مشاكل أكثر تعقيدا للعمل على حلها وتخطيها.

عندما تبدأ بوظيفتك لأول مرة، فهناك احتمال كبير بأن تواجهك العديد من التحديات المعقدة... وتبذل في البداية جهدا كبيرا لتخطي  كل المهام التي توكل إليك، كما أنك تحتاج الى وقت ليس بالقصير لتشعر بأنك أصبحت منخرطا ضمن الفؤيق ... ولكن ما كان يبدو مثيرا في البداية قد يتحول مع الوقت الى روتين، وتصل الى مرحلة تتوقع فيها المشاكل والتحديات قبل حصولها، ويصبح حلها أو تخطيها بالنسبة لك أمرا سهلا.

تشير دراسة متخصصة في هذا الأمر أجريت على موظفين في مدينة سياتل، الى أن 76% من الموظفين القدامى يبحثون دائما عن مشاكل أكثر إثارة للعمل عليها وحلها، كما أن معظمهم عبر عن رغبته بالحصول على وظيفة جديدة في عام 2016.

لذلك إذا كنت تشعر بالملل من المسؤوليات الملقاة على عاتق .. وغير متحمس لها، فإنك قد تكون على استعداد لتغيير وظيفتك.

-  تشعر بالضغط وعدم الرغبة في الذهاب الى العمل في كل ليلة "أحد" !!

إذا أصبح التفكير بوظيفتك وعملك يسبب لك التوتر ويؤثر على صحتك وحياتك، فهذا يعني أنك أصبحت بحاجة للقيام بعمل أخر.

فإذا أصبحت تشعر بالذعر أو القلق مع إقتراب نهاية عطلة الأسبوع، فأنت قد وصلت الى نهاية الطريق .. ويجب عليك أن تنظر بجدية الى موضوع تغيير الوظيفة أو المهنة، وخصوصا إذا بدأ هذا الأمر ينعكس سلبا على صحتك.

يقول بعض الخبراء "إن العمل الذي يسبب لك التوتر الدائم وينعكس سلبا على صحتك وجهازك المناعي وحتى على صحتك  العقلية والنفسية وعلى حياتك الشخصية... فهو عمل لا يستحق العناء."

-  تشعر بانك لست منسجما تماما مع هدف ورؤية الشركة التي تعمل فيها.

عندما تؤمن بأن الشركة التي تعمل فيها تقوم بعمل عظيم، فهذا يشعرك بالرضا الوظيفي من دون شك ... ولكن إذا فقدت هذا الشعور ولم تعد تشعر بالمعنى الحقيقي لمهنتك أو وظيفتك، فإنك لن تشعر بالسعادة في خلال العمل وسيتحول عملك الى روتين وضغط نفسي، وهذا ما يعني أنك أصبحت مستعدا لترك الوظيفة والإنتقال الى أخرى تلبي طموحاتك وتتلاقى مع أهدافك.

يقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي ومدير إنتاج الأعمال في "غوغل" توم لونغ، "إن إي إنفصال قد يحدث بين الفرد وبين (مهمة الشركة) التي يعمل بها... قد يؤدي الى نقطة تحول كبيرة ... وسيشعر الموظف بأنه ليس هذا هو المكان الأفضل بالنسبة له".

- عقلك في مكان آخر.

في بعض الحالات، يكون الشخص على يقين بأن الوظيفة التي يعمل فيها ليست مناسبة له، ولا تتطابق مع رؤيته وأهدافه.. ويكون للموظف حلمه الخاص البعيد كل البعد عن الوظيفة التي يعمل فيها مما قد يجعل عقله دائما في مكان أخر.

في هذه الحالة يجب على الشخص البدء بالبحث عن المكان الذي يلبي طموحاته، والسعي للحصول على الوظيفة التي يجد من خلالها ذاته، وتقربه اكثر من أهدافه.

في النهاية على كل شخص أو موظف أن يؤمن ويثق بأن قدراته الإبداعية وعزيمته ومجهوداته ستنقله دائما  إلى محطات جديدة، حيث سيشعر بمزيد من السعادة والرضاء.

هناك الآلاف ممن يؤسسون شركاتهم الخاصة كل عام، والفرق الوحيد بينك وبينهم هو أنهم قرروا أن يقتنصوا الفرص وأن يراهنوا على أنفسهم... هم من قرروا أن الحياة أقصر من الوقوف في مواقعهم عوضًا عن خوض كل المسارات المتاحة من أجل التمتع بحياة أفضل.