"62 events by Josyane Boulos" هي شركة متخصصة في تنظيم الحفلات والمناسبات، تسعى الى تقديم الأفكار الجديدة والمشاريع الإبداعية. وترأس هذه الشركة السيدة ​جوزيان بولس​، الرائدة في هذا المجال في لبنان منذ العام 1996، من خلال شركتها السابقة "Urban Art". اذ تعاملت مع العديد من العلامات التجارية الشهيرة مثل "LBCI"، و"مايكروسوفت"، و"بيبسي"، و"ميدكو"، و"سوني"، و"كازينو لبنان"، و"باليه دي مونت كارلو" وغيرها. كما أنها تعتزم تنظيم62  حدث ناجح قبل أن تتقاعد في جزيرة في منطقة البحر الكاريبي.

كان لـ"الاقتصاد" حديث خاص مع بولس للتعرف على مسيرتها المهنية الطويلة، ورؤيتها لواقع النساء في سوق العمل اللبناني.

- أين كانت بداية مسيرتك المهنية؟

أنا لم أكمل دراستي الجامعية، بل بدأت بالعمل فورا بعد نيلي شهادة البكالوريا. وفي العام 1982، عملت مع والدي جان كلود بولس، وانضممت الى مجال التلفزيون، حيث كنت أقدم وأعد البرامج.

وفي العام 1996، افتتحت شركة "Urban Art" لتنظيم الحفلات والمناسبات، وعملت مع شريكي، حتى قررت عام 2015 تأسيس شركتي الخاصة "62 Events" في منطقة الأشرفية.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

التمويل أتى من عملي في التلفزيون خلال فترة الثمانينات، بالاضافة الى منصبي كمديرة لمدرسة خاصة بالسينما.

- من هم زبائن "62 Events" اليوم؟

كل شخص يريد تنظيم حفلة يتوجه الى "62 Events"، اذ تعاملنا مع عدد كبير من الأشخاص، ومن كافة الميزانيات.

- هل تعتبرين أن المنافسة هي عامل ايجابي في مجال عملك؟

المنافسة هي للأسف غير ايجابية، لأن شركتنا تتمتع بخبرة واسعة جدا، وبالتالي نركز على أدق التفاصيل. علما أن هناك العديد الشركات الأخرى التي تتمتع بالكثير من الاحترافية.

لكن أكثرية الشركات التي يتم اطلاقها مؤخرا، تعمل دون الاهتمام بالتفاصيل، أو القيام بدراسة صحيحة للحفلات والأحداث. في حين أن هذا المجال بحاجة الى الكثير من العمل من أجل البقاء على مستوى معين؛ وهذا المستوى هو الأهم بالنسبة الي في تنظيم الحفلات.

- ما الذي يميز "62 Events" عن غيرها من الشركات؟

نحن نتميز بالإبداعية، اذ لدينا العديد من الأفكار الجديدة، السباقة، والمميزة. في حين أن الكثير من الشركات تقلد ما نقوم به.

- هل تمكنت من ايصال خدمات الشركة الى خارج لبنان؟

عملت في البحرين مع "Urban Art"، لكنني أهتم أكثر اليوم بالعمل في لبنان، لأنني متعلقة كثيرا بالوطن. كما أن الهدف الأساسي من عملي ليس الربح المادي، بل التركيز على ايصال الثقافة، لأننا ننظم مناسبات ثقافية ومؤسساتية، أكثر من الأعراس. اذ أعتبر أن الثقافة بامكانها انقاذ الوطن، واذا ماتت الثقافة يموت الوطن.

- هل تعتزمين حقا التوقف عن العمل عندما تنجح الشركة في تنظيم 62 حدث؟

نعم أعتزم القيام بهذه الخطوة، لأنني أريد تسليم العمل للأولاد. ولكن حتى يحين ذلك الوقت، سنرى ماذا سيحدث.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في هذا المجال؟

المشاكل الأمنية في البلد تؤثر على الأحداث المنظمة، بالاضافة الى الحالة الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها جميعا. فعند حصول أي مشكلة أمنية، تتوقف المناسبات والأحداث، وبالتالي فإن عدم الاستقرار في لبنان يؤذينا كثيرا.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

تعرضت الى هذا النوع من التمييز في الماضي عندما كنت أصغر في السن، لكنني تمكنت اليوم من اثبات نفسي ومن بناء سمعة جيدة في البلد، وبالتالي لم أعد أواجه هذه المشاكل.

لكن عندما كنت أعمل في العالم الذكوري، واجهت العديد من العوائق واضطررت دوما الى فرض شخصيتي بقوة كي أصل الى ما أريده.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

الصبر، الابداع، وسرعة البديهة. بالاضافة الى ما ورثته عن أهلي، أي التواضع وروح الفكاهة. وهذه الصفات تساعدني على مواجهة الصعوبات بطريقة سلسة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أعمل حاليا على العديد من المشاريع الثقافية، ونسعى الى استضافة مسرحية "Rupture a domicile" من فرنسا، في مسرح مونو.

كما لدي عدد من المشاريع الكبيرة خلال فصل الصيف، لكنني لا أستطيع التكلم عنها بعد.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وعائلتك؟

تمكنت من تنظيم حياتي لأنني أعمل في التنظيم، بالاضافة الى حصولي على مساعدة كبيرة من أهلي. كما لدي نعمة من الله، وهي امكانية تعدد المهام. وبالتالي لم يحرم أولادي مني، وأشكر الله لأنني كنت أتمكن من اصطحابهم معي الى المناسبات التي كنت أنظمها. وكانوا يستفيدون منها كثيرا، كي يتعرفوا على العديد من الأشخاص. لذلك يمكن القول أن أولادي رافقوني في حياتي المهنية.

- كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم؟

النساء اللبنانيات حصلن على عدد من حقوقهن، لكنها غير كافية، اذ لا يزال التمييز موجود في الرواتب والعنف الأسري والتحرش. انما المرأة في لبنان تتمتع بشخصية قوية، وتفرض نفسها أينما وجدت. وألاحظ أن الاقتصاد اللبناني مبني على المرأة، وذلك من خلال الاعلانات، وعدد النساء في سوق العمل. وهذا الأمر يبرهن أن المرأة تمكنت من فرض نفسها حتى ولو كانت حقوقها مسلوبة. وبالتالي يصبح حقها مكتسب من خلال قوتها.

ولا بد من الاشارة الى أننا نعيش في ظل مجتمع ذكوري، لكن الوضع يتحسن مع الأيام. لكنني أعتقد أن وضع المرأة اللبنانية يتأثر كثيرا بالبيئة التي تربت فيها.

- ما هي نصيحة جوزيان بولس الى المرأة؟

أقول للمرأة: "كوني دوما على طبيعتك"، اذ أعتقد أن الـ"بوتوكس" يؤثر كثيرا على مصداقية المرأة.