في العام الماضي قام مؤسسو شركة "غوغل" بتحويلها إلى شركة قابضة تحمل اسم "ألفابت"-  Alphabet" والتي تضم شركات ومشاريع أخرى بخلاف "غوغل"، استطاعت هذه الشركة منذ أيام أن تصبح الشركة الأغلى على مستوى العالم بعد أن وصلت قيمتها إلى 570 مليار دولار متفوقة على "آبل"، وتسعى "ألفابت" إلى الحفاظ على هذه القيمة السوقية من خلال إدارة العديد من الاستثمارات والمشروعات الهامة.

استثمرت "ألفابت" العام الماضي 869 مليون دولار في مشاريع هامة، والجزء الأكبر من هذه الأموال استُثمر في توسيع الشبكة السريعة الخاصة بالشركة. وفي تقريرها الربع سنوي أعلنت "ألفابت" عن وضع مشاريع عدة تنفذها الشركة والتي لا تتعلق بالأعمال الأساسية لها، لكنها ذات مستقبل واعد، ومنها سيارات من دون سائق وتطوير أدوات لإطالة الحياة.

انفقت الشركة على المشاريع الناشئة العام الماضي 3.6 مليار دولار. من جهة هذا يعتبر هذا المبلغ ضخم جدا، من جهة أخرى يشكل ربح "غوغل" لـ 17.5 يوما عام 2015. بينما تزيد الشركة من نفقاتها، إذ أنها صرفت عام 2014 على مشاريع مماثلة ربحها لـ10.7 يوما. يشير مدراء "Alphabet" أن هذه المشاريع هي جزء صغير فقط من أعمال الشركة ككل. وأشاروا في الندوة التي خصصت لنتائج ربع السنة أن النفقات الأكبر لها علاقة بالمشاريع الأساسية وبعض المشاريع الناشئة تمول في إطار هذه المشاريع. لا يعرف المتابعون كثيرا عن نجاح "غوغل" في تعليم السيارات أو تطوير الذكاء الاصطناعي، لكن بينما ننتظر إنتاج السيارات من دون سائق قد تغير هذه المشاريع العالم كليا.

ما هو المشروع الأغلى في تاريخ "غوغل" ؟

مع صدور بعض التقارير عن استثمارات "غوغل"، كان هناك تقرير يفيد أن الجزء الأكبر من الاستثمارات حول إلى مشروع Google Fiber"" الذي أطلق عام 2012 والذي يعرض على المستخدم إمكانية الاتصال بالشبكة السريعة، حيث يحتل هذا المشروع نحو 8% من الاستثمارات، وبالرغم من تطبيق هذا المشروع إلا أنه أتضح أن هذا المشروع يحتاج إلى أموال كثيرة. حجم الاستثمارات لا يزال ينمو لأن وصل مدينة جديدة إلى الشبكة يحتاج إلى وضع خطوط جديدة.

تعتمد فكرة مشروع "غوغل فايبر" على نقل الإنترنت عبر الألياف هو نوع جديد من شبكات الاتصال فائقة السرعة، حيث إن الألياف البصرية هي نوع جديد من التكنولوجيا التي ترسل الإشارات الضوئية أو فوتونات خلال كابلات ضوئية صغيره، ويقوم هذا الضوء بنقل البيانات والتي يمكن استخدامها لتظهر صفحات الويب وأنواع الميديا الأخرى على شبكة الإنترنت وتمكين الوصول إليها، وتعد الألياف الضوئية هي الأقل عرضه للضوضاء ومشاكل النحاس وخطوط التليفون.

تم تطبيق المشروع  في مدن عدة ومنها كانزاس سيتي، في أميركا حاليا تصل سرعة النت في المساكن إلى 5MB  في الثانية وقد تصل إلى 50MB في الثانية في بعض المنازل أو حتى إلى 100MB لو كنت محظوظاً، وفى البلدان الآسيوية وبعض أجزاء أوروبا (والتي تشهد بالفعل نشر الألياف الضوئية) قد تصل سرعه الإنترنت 300MB وفى ذروتها 800MB ، إلا أن "غوغل فايبر" يذهب إلى أبعد من ذلك إلى 1GB في الثانية الواحدة.

تضمن مشروع "غوغل فايبر" خطط عدة، منها:

- البث التلفزيوني والإنترنت: وتكون بتكلفة شهرية، وتأتي مع خدمات التلفاز كالتسجيل وغيرها. وتتضمن TV box وstorage Box وNetwork Box وجهاز نيكسوس وخدمة HD TV ويمكن إضافياً الحصول على كروم بوك.

- والثانية خط إنترنت وبتكلفة شهرية وتعطي مساحة تخزين على "غوغل درايف"و سرعة اتصال بالإنترنت 1 جيغابايت و Network Box ويمكن إضافياً الحصول على "كروم بوك".

- والثالثة إنترنت مجاني ولكن تدفع فقط تكاليف التأسيس لأول مرة ويمكن تقسيطها على مدى 12 شهرا، ويأتي معها Network Box وتعطي سرعة إنترنت مساوية للسرعة الوسطية حالياً ومجاناً لمدة سبعة أعوام، ويمكن لاحقاً الترقية إلى خطة Fiber والحصول على سرعة 1 جيغابايت وباقي مزايا الخطة.

هناك أسباب عدة تجعل "غوغل" تتحمس لهذا المشروع وهو:

1- تحسين منتجاتها: يعد 95% من منتجات "غوغل" تعتمد كلياً على الإنترنت، ومع تطور الخدمات لا سيما التي تعتمد على فكرة الحوسبة السحابية مثل: "غوغل درايف" - نظام "كروم" وغيرها، وكذلك خدمات الفيديو عبر الإنترنت والتي تخطط لتطبيقها في شبكتها العملاقة "يوتيوب"، بالإضافة إلى منتجات عديدة، وتخطط أيضاً "غوغل" لدخول مجال الرعاية الصحية عبر التطبيقات الذكية، ومع تطور سرعة الإنترنت سيصبح الإقبال كبير على منتجاتها ومن ثم يزيد هذا من فرص الحصول على أرباح أكبر.

2- تخفيض أسعار الإنترنت: هذه التقنية ستعمل على تخفيض سرعة الإنترنت بشكل كبير، مما سيعمل أيضاً على زيادة عدد مستخدمي الإنترنت وزيادة عدد مستخدميها.

3- تحسين خدمات التعليم عبر الإنترنت: زيادة سرعة الإنترنت لها تأثير على مستوى التعليم بحسب الإحصائيات الأميركية تبين أن الطلاب الذين يمتلكون خطوط إنترنت سريعة يظهرون زيادة بنسبة 7% في معدلات التفوق الدراسي، بالإضافة إلى مشروعات التعلم عبر الإنترنت والتي تعمل "غوغل" على بعض الاستثمارات فيها من أجل استقطاب كفاءات جديدة، التعلم عبر الإنترنت والمواقع التدريبية أيضاً أصبح لها شهر حالياً وأصبحت تعتمد كثيراً على الفصول الافتراضية.

هل يشكل هذا المشروع خطورة استثمارية على "غوغل"؟

لا، لأن "غوغل" ومن بعدها "ألفابت" لديها العديد من الاستثمارات المتنوعة، فحجم الاستثمارات الكلية في "المشاريع الإضافية" العام الماضي بلغ 869 مليون دولار أي 9% من حجم الاستثمارات الكلي. عندما تعرض "غوغل" أرقاما كهذه تذكر العالم بأرباحها العملاقة، حيث تحقق "غوغل" مبالغ ضخمة من محرك البحث الخاصة بها ومن شبكة إعلاناتها التي تعد الأولى في العالم، قال مرة المؤسس المشارك لاري بيج أن الشركة الرابحة يمكن ألا تخاف من المصاريف الكبيرة على المشاريع الناشئة الداخلية، وتعد هذه هي السياسة التي تتبعها "غوغل".