لم يكن يعلم أن الطريق إلى النجاح قد يكون العمل لمدة 10 سنوات مع رجال أعمال وخبراء في مجال التجارة.

إلا أنه ثابر، وحرص على السمعة الطيبة، واثقا بأن الصدق والأمانة يوصلاه إلى التفوق رغم كل المنافسات الداخلية والخارجية.

من تعاون إلى آخر، ثم من مؤتمر عالمي في إيطاليا، وآخر في إسبانيا، إستنبط الأفكار وطورها ليغزو السوق بسلع ذات جودة عالية ترضي كل الأذواق.

إنه رجل الأعمال اللبناني محمد سلامة صاحب مجموعة صالات "salameh ceramica". وللإطلاع أكثر على حياة سلامة، كيفية تاسيس عمله، وتطوره كان للـ"إقتصاد" مقابلة خاصة معه.

ما هو مجال دراستك العلمية؟ وفي أي سنة انطلق مشروع "salameh ceramica"؟

أمضيت طفولتي في الجنوب، وانتقلنا إلى بيروت عام 1967. كنا نملك مطعما في برج حمود وكنت أثنائها أتابع دراستي في مجال الهندسة، الذي عملت فيه لفترة، ثم انتقلت إلى العمل التجاري عام 1975، أي بداية الأحداث اللبنانية.

انطلقت بوظيفة في المجال التجاري، وعملت مع أرباب عمل لمدة 10 سنوات.  وقد ساهموا بشكل كبير بمساعدتنا للإنطلاق في هذا مشروع "salameh ceramica"، من خلال إعطائنا بضاعة بالأمانة، لنبيعها ونرد لهم الأموال.

وهذه العملية تمت مع عدة شركات، لكن شعارنا كان ولا يزال الصدق والأمانة في التعامل مع الأفراد وكذلك الشركات. لأنه الوسيلة الوحيدة التي تنمي الثقة بين أفراد العملية التجارية من بنوك وشركات وأفراد.

كيف طورتم الشركة.. وتوسعتم في عدد صالات العرض؟

أول صالة عرض افتتحناها كانت في منطقة بئر حسن. وبداية عام 2000 انطلقنا باستيراد مستقل عن الشركات التي كنا نتعامل معها سابقاً.

كما أنه عندما كبر الجيل الثاني في العائلة، تولى مهمة زيارة كل المعارض السنوية التي تقام في كل من إيطاليا، إسبانيا والصين. والنتيجة كانت التعرف على شركات ووكالات جديدة.

بداية عام 2000، انطلقنا باستيراد مستقل عن الشركات التي كنا نتعامل معها سابقاً، وكنا نزور كل المعارض من إيطاليا، إلى إسبانيا والصين.

نملك الآن 4 فروع للشركة، وهذه الصالات الـ4 متنوعة، تختلف محتويات كل واحدة منها عن الأخرى، الأمر الذي ساعدنا باستقطاب زبائن من كافة الطبقات.

وهكذا استطعنا الحصول على على وكالات عالمية كـ"روبيرتو كافالي" و"فيرزاتشي" للبنان وبعض الدول العالمية أو الخليجية. كما نملك وكالة "سييللو" وغيرها من الوكالات العالمية الأخرى.

بعد تأسيس شركة بهذا الحجم.. ما هو برأيكم الأهم الخبرة أم  رأس المال؟

عندما قررنا افتتاح المتجر، وجد المكان، والخبرة من خلال الوظيفة التي شغلتها سابقاً، إضافة إلى الزبائن التي كانت تربطنا بهم علاقات وثيقة قائمة على الثقة والإحترام.

كما أن حسان حكيم صاحب الشركة التي كنت أعمل فيها، أفضل معنا بإعطائنا البضاعة بالأمانة. واكتسبت منه كيفية التعامل مع الزبائن في السوق، باستقامة وصدق.

بالتالي فإن عاملي الخبرة ورأس المال، تكاملا في المشروع الذي أنجزناه، إلا أن التحصيلات العلمية إلى جانب الخبرة الطويلة أعطت دافعا إيجابيا لنجاح المشروع.

ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نحن نعمل الآن على إنجاز مركز تجاري في صيدا  متخصص ببيع أساسيات المنزل من مفروشات وسيراميك وغيرها من اساسيات المنزل ، بمشاركة مع طرف آخر. كما نسعى لافتتاح فرع في سن الفيل.

هذه المصلحة واسعة، لذلك قررنا تجهيز فرع صيدا،من مفروشات ومطابخ والسيراميك وغيرها.. لأن كل جزء من المنزل يكمل الجزء الآخر.

لكننا لا نستعجل في افتتاح المشاريع، بل نتريث لتحقيق نجاح مهم.

كذلك نسعى للمحافظة على علاقات ممتازة مع كل تجار البناء في السوق، ولا نرضى بأن يكون لدينا خصوم.

بماذا تنصح الشباب اللبنانيين الراغبين بتأسيس مشاريع صناعية أو تجارية طامحة للنجاح؟

لافتتاح مشروع، يجب بداية توافر رأسمال إلى جانب الخبرة أو المعرفة في المجال الذي يرغب المستثمر خوض غماره، لأن كل مجال له خصوصياته.

ولا بد للراغبين بافتتاح مشاريع التحلي بالصبر، والتأكد بأن العمل يحتاج إلى إصرار وكسب الثقة من البنوك عبر ضمانات للحصول على تسهيلات. فالبنك لا يدين، إلا في حال ضمان حقه.