يُحب الحياة ويشعر بالآخر لذلك يعتبر أن الشباب هو جوهرة المجتمع التي يجب المحافظة  عليها .. أما شركته وبالرغم من تعدد فروعها وكثرة موظفيها إلا أنها تعمل وكأنها مؤسسة عائلية. هذه الروح المتعاونة في الشركة تنبع من إدارة أبت ألا يُعامل موظفيها إلا كأبناء العائلة ... لم تأتِ هذه المشاعر من عبث إنما زيارتنا إلى مشروعه الجديد جعلتنا نلمس روحاً من الألفة والتعاون بين أفراد فريقه لإكمال المهمات المرجوة على أكمل وجه...   

إنه صاحب المشروع الجديد "The Village" ومؤسس شركة  " Catertainment" التي تضم "OBI Urban Sushi " و "Lina's"

- في البداية أين كوّنت خبراتك العلمية وصولاً إلى المهنية؟

تلقيت علومي في مدرسة "المون لا سال" في لبنان، ومن بعدها انتقلت إلى ولاية تكساس في أميركا  لدراسة اختصاص "مختبرات الأسنان" ، كما درست في ألمانيا ذات الإختصاص ، ومن بعدها عدت إلى لبنان وعملت في هذا المجال، إلى جانب ممارسة مهنة التعليم  في الجامعة الأنطونية، وفي نفس الوقت كنت أملك مختبراً للأسنان. 

بعد عودتي من الولايات المتحدة، بدأت أستعيد الذكريات الجميلة وحياة السهر التي كنا نستمتع فيها بدون الإضطرار إلى الإنفاق الكثير أو التنقل من مكان إلى آخر فكل متطلبات ومكونات الترفيه كانت متواجدة في المكان عينه.

ومن هنا خطرت لي فكرة خوض مجال المطاعم.. وقمت عندها بمشاركة أحد الأصدقاء وإفتتحنا سوياً مشروعاً مماثلاً، يُعتبر اليوم من اهم المطاعم ولكني بعد فترة انفصلت عن هذا المشروع و بالطبع بقيت روابط الصداقة حتى هذا اليوم، وبدأت بتكوين مشاريعي الخاصة بمفردي.

في هذه الفترة تركت مهنتي الأساسية في مجال "مختبرات الأسنان" وعملت كمدير في شركات تعنى في المواد الغذائية والمشروبات، كما استعنت بكتب من أشخاص لبنانيين يعيشون في الخارج لتعلّم هذه المهنة بحذافيرها وتقنياتها.

ومن بعدها حصلت على امتياز في مقهى "Lina's" بفروعه في لبنان وسوريا، وقمت بافتتاح أول مشروعٍ لي في هذا المجال سنة الـ2000 واليوم نحن ندير سلسة "Lina's" بفروعها الـ 13 بالإضافة إلى مطعم "OBI Sushi " بفروعه الثلاث في بدارو، ABC" ضبيه" و فرعه الجديد في " The Village".

- برأيك أيهما أهم رأس المال المادي أم الخبرة؟

الخبرة بالتأكيد، لأن عدم وجودها يؤدي إلى هدر رأس المال المادي من جهة، ولكن لا يمكننا أن ننكر العلاقة المتداخلة بين العاملين فالخبرة مع الوقت تساعد على تكوين رأس المال.. على سبيل المثال لو اتجهت من البداية إلى افتتاح سلسلة مطاعم من دون خبرة لكان احتمال الخسارة وارداً ولكني فضلت التعلم والتوظف لكي أكوّن مخزون خبرة ملموس يُطبق على الأرض، فتراكمات هذه الخبرات بالإضافة إلى شركائي هي التي دعمتني لتأسيس سلسلة مطاعم ناجحة التي بدورها  حولت فكرة مشروع " The Village " من حلم إلى حقيقة ...

- ما هي أبرز العقبات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية وكيف تخطيتها ؟

الوضع اللبناني من دون شك، إفتتاح مطعم في أي بلد بالعالم يتطلب تقبل الزبون لهذا المكان الجديد وتستقر المعادلة حين يتحول الزوّار إلى زبائن دائمين .. أما في لبنان الوضع مختلف خاصة أن اللبناني عادة ما يُغيّر سلوكه إثر الأوضاع الأمنية والإقتصادية المتقّلبة بشكل دائم...

كما أن المواطن اللبناني بطبعه سريع وفعّال يطمح دائماً لتوسيع أعماله ولكن عند تنبؤه بإحتمالية مواجهة صعوبة سرعان ما يلجأ  إلى منطقة أخرى ليفتتح مشروعاً آخراً.

وهذه هي مشكلة الشباب الأساسية حالياً فيكرس الشاب خبراته ورأسماله المحصّل أو المقترض من المصرف ليصتدم بعد فترة وجيزة بضائقة غير متوقعة ... كلنا مررنا بمراحل مماثلة ولكن آلية التعامل مع الأزمات تكمن بالترويّ والإطلاع على الحسابات لدراسة إمكانية تخطي ظرفٍ ما ... تحصل هذه الأمور كثيراً في لبنان وقد اضطررنا في الكثير من الاحيان لإغلاق مشاريع لأننا لم نستطع تخطي أزماتها.

- برأيك ما هي مقومات رجل الأعمال الناجح؟

الشخص الناجح هو الشخص المُقرب لموظفيه، كما انه الشخص الذي يُصغي لهم لأنه بهذه الطريقة يتعرف إلى متطلبات الزبائن من خلالهم، مما يعطيهم طاقة إيجابية ويدفعهم للعمل بإخلاص.

الموظفون هم ممثلو الشركة وصاحبها ، لذا التعامل معهم من الجانب الإنساني ينعكس على الزبون.

أما العامل الآخر فهو الرؤية المستقبلية، على رجل الأعمال أن يتطلع إلى الخطوة المستقبلية وربطها بالوضع الحالي كي يتمكن من الوصول إلى أحلامه.

- ما هي مشاريعكم الحالية والمستقبلية؟

حالياً ينصب تركيزنا على مشروعنا الجديد "The Village" فكان الإفتتاح من أسبوع فقط وهناك إقبال جيد وتقبّل إيجابي من الزبائن ولكي نحافظ على هذا النجاح وننميه علينا المتابعة، هدفنا أن يدوم هذا المشروع لا نريده ان ان يكون مشروعاً مؤقتاً. بالطبع نعمل على مشاريعٍ أخرى، ونحلم بها كما حلمنا سابقا بـ "The Village" .

-ما هي الرسالة التي تودّ توجيهها إلى الشباب خاصة العازمين على الهجرة؟

إنه سؤال صعب خاصة أن اولادي في الخارج.. من جهة  نحب أن يبقى أبناؤنا في الوطن ولكن لا يمكنني أن أطلب من الشاب المتخرج من الجامعات الخاصة المكلفة أن يعمل براتب لن يوفر له أجار منزل لتأسيس حياته...  نراهم يرحلون ولا يمكننا ان نمنعهم من حلم الوصول لفرصة عمل في اختصاصهم، خاصة ان نسبة كبيرة من الشباب لا يعملون في مجال دراستهم... اتمنى من الطبقة السياسية أن تنظر في حال الشاب اللبناني كأولادهم وأن يبنوا لهم بلداً فيه مستقبل عوضاً عن إجبارهم للتوجه لبلادٍ أخرى تستفيد من خبراتهم وكفاءتهم...