"لا تدعي اليأس يتملّك بك!". هذا ما أكدت عليه مؤسسة العلامة التجارية "Z Ten Twinkle Toes"، مايا يزبك، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تناول جوانب مسيرتها المهنية التي انطلقت في استراليا واستمكلت في لبنان، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية ودورها في المجتمع.

- أين كانت بداية مسيرتك المهنية ومتى؟

كنت أعيش وأعمل في مجال نحت اليدين والقدمين، في استراليا، ولكن لم أتمكن من تقديم الكثير، لأنني كنت أم لطفلين صغيرين، وبالتالي علي الاهتمام بهما لوحدي بسبب غياب المساعدة.

عندما عدت الى لبنان في العام 2005، بدأت بتقديم خدماتي الى الأصدقاء والأهل، وأصبحت الأصداء والتعليقات الايجابية تساهم في تسويق ونشر "Z Ten Twinkle Toes" بين الناس.

- ما هي "Z Ten Twinkle Toes"؟

ذكريات أطفالنا هي كنوز علينا الحفاظ عليها، وأفضل طريقة لذلك هي من خلال نحت اليدين أو القدمين بالذهب أو الفضة، ووضعها في اطارات جميلة تشكل هدايا تذكارية مميزة وفريدة من نوعها.

منحوتات "Z Ten Twinkle Toes" متواجدة اليوم في العديد من المستشفيات الكبرى، ومراكز رعاية الأطفال، وصالونات تصفيف الشعر، في جميع المناطق اللبنانية.

على مر السنوات، كانت الاستجابة الى أعمالي إيجابية للغاية، وأنا واثقة من أن قاعدة عملائنا وشعبية علامتي التجارية ستستمر في النمو. اذ لن يجد أي شخص أفضل من هذه الهدية لتقديمها لأحبابه، وبالتالي تخليد ذكرى جميلة.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

في البداية، ساعدني زوجي على الانطلاق، ولكن بعد فترة أصبح العمل يمول ذاته، وبالتالي بدأت بالاتكال على نفسي.

ولا بد من الاشارة هنا الى أن يد وحدها لا تصفق، فلطالما دعمني زوجي معنويا وماديا.

- من هم زبائن "Z Ten Twinkle Toes" اليوم؟

لدي زبائن من كافة الفئات في لبنان؛ من الطبقة العادية والفنية والسياسية. اذ تمكنت من نشر العمل بسرعة، وذلك من خلال الأصدقاء والمحبين. كما أن كل شخص تعامل معي، يعود مجددا ويعرض الفكرة على أشخاص يرغبون بتقديم هدية مميزة لمناسبة ما، مثل التكريمات، والأعياد، واحتفالات الذكرى السنوية، والولادات...

- هل ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي على نشر أعمالك على نطاق أوسع؟

لا بد من القول أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتني الى حد كبير، وقربت المسافات بيني وبين العملاء، كما ساهمت في التسويق لمنتجاتي وايصال منحوتاتي الى عدد أوسع من الناس.

- كيف تواجهين المنافسة؟ وما الذي يميزك عن غيرك؟

أنا أتميز بالدقة والنظافة في عملي، بالاضافة الى التركيز على اللمسات الأخيرة.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في هذا المجال؟

أنا أحب عملي كثيرا، لذلك لا أنظر الى الصعوبات والعوائق، علما أنه يتطلب مني الكثير من التعب والجهد، بالاضافة الى الوقت الطويل. لكنني أشكر الله يوميا، على المسيرة المهنية السلسة التي أعيشها.

- هل تمكنت من ايصال أعمالك الى خارج لبنان؟

أحصل على عدد من الطلبات الخارجية، وهناك بعض الأشخاص المغتربين الذين يحجزون المواعيد قبيل قدومهم الى لبنان. كما يسألون عن تواجد فرع آخر في بلد آخر. لكن عندما يصادف حدثا مهما خارج لبنان، أسافر بنفسي عند الزبائن.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

أهم صفة هي الاتكال على الله في كل ما أقوم به. فالرب متواجد دوما مع الانسان، ويقول له "قف لأقف معك"! اذ لا يمكن الجلوس وانتظار النجاح كي يأتي الينا، بل يجب أن نركض بأنفسنا. وأنا لا أزال أركض وأحاول قدر الامكان اثبات نفسي ونشر اسمي. اذ تعلمت تقنيات هذه المهنة، ولكن التطبيق زودني بأمور كثيرة، والخبرة زادت من مهاراتي.

ولا بد من الاشارة الى أن الله وضع على طريقي العديد من الأشخاص الذين ساعدوني وساهموا بنشر أعمالي.

لذلك يجب أن نتحلى دوما بالأمل ولا نيأس. ففي كل ما نقوم به، سوف نواجه لحظات من الضعف، لكن هنا تكمن القوة بالايمان والأمل. وبالتالي على الانسان أن يتكل دوما على ربه.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

نتكل دوما في لبنان على المناسبات والتكريمات، لكن بالنسبة الى المشاريع لا بد من القول أنني لا أفكر حقا في المستقبل من هذه الناحية، بل أعمل خطوة بخطوة، والأمور تأتي الي لوحدها؛ "كل شيء بوقتو حلو".

- كيف تمكنت من التنسيق بين مهنتك وبين دورك كزوجة وأم؟

يجب أن تكون المرأة قوية كي تتمكن من تحقيق التوازن بين العائلة والعمل، كما أن التنظيم يلعب دورا أساسيا، علما أنني لست شخصا نظاميا بنسبة 100%.

لكنني أعلم أن هناك نساء يتعبن أكثر مني، وذلك لأنني أعمل في غالبية الأحيان من المنزل. انما أفكر كثيرا بالمرأة التي تعمل خارج منزلها وتعود في المساء، وهذا الأمر صعب للغاية، لذلك أطلب من الله أن يعينها ويبقى الى جانبها.

ولا بد من القول أن تربية 4 أولاد من جميع الأعمار ليس بالأمر السهل، وأنا أتعب كثيرا، لكنني فخورة بنفسي بسبب قدرتي على الوقوف وتحمل كافة الضغوطات وصعوبات الحياة والهموم والمشاكل. فالحياة ليست سهلة أبدا، لكن المرأة اللبنانية قوية. ونحن اللبنانيون جميعنا أقوياء!

- كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم من ناحية الحقوق؟

دور المرأة مهم جدا في المجتمع، لكن حقوقها غائبة حتى الآن، لذلك أتمنى أن تحصل عليها في القريب العاجل لأنها تستحق الأفضل ويليق بها التألق والنجاح.

وأشعر أن المرأة العاملة، والتي أثبتت نفسها في الحياة، هي قوية أكثر، ولديها دور أكبر في مجتمعها. اذ لدينا اليوم عدد كبير من النساء الناجحات في المجتمع اللبناني.

- ما هي نصيحة مايا يزبك الى المرأة؟

أنصح المرأة أن لا تيأس، فعندما يتملك اليأس بالانسان يقتله. لذلك "لا تدعي اليأس يتملك بك!".