أشارت "تايم" إلى أن القلق يعد شعورا انسانيا طبيعيا يمر به جميع البشر، فالجميع تساورهم مشاعر الخوف والقلق في لحظة من اللحظات بغض النظر عن وظائفهم أو خلفياتهم الاجتماعية، لكن المشكلة تكمن في السماح لهذه المشاعر السلبية بالسيطرة على المرء بحيث يظل حبيسا لها ويصبح غير قادر على اتخاذ أي مواقف إيجابية.
 
لذلك رصد الموقع 5 من نصائح أبرز خبراء التنمية البشرية لقهر الخوف وتحويل القلق والشكوى إلى خطوات إيجابية تصب في مصلحة المرء.
 
1. التفكير في أسوأ الاحتمالات
تتكون تلك الطريقة من ثلاث خطوات بسيطة تساعد الشخص الذي تحاصره المخاوف المهنية أو الشخصية على تجاوزها.
 
1-سؤال النفس عن أسوأ شيء يمكن أن يحدث.
 
2-إعداد النفس لتقبل هذا الاحتمال الأسوأ.
 
3-التفكير في أفضل وسيلة لإصلاح الأمور في حالة تحقق المخاوف وحدوث الاحتمال الأسوأ.
 
وهذا بالضبط ما فعله مؤسس صناعة مكيفات الهواء في العصر الحديث "ويليز كاريير"، فأثناء عمله لدى شركة "بافلو فورج" في فترة شبابه اكتشف أن خدمة تنقية الهواء الجديدة التي تقدمها الشركة لا تعمل بالكفاءة المتوقعة.
 
ففكر في أن أسوأ النتائج التي ستترتب على ذلك هو خسارة الشركة لنحو 20 ألف دولار، وبعد ذلك تقبل هذا الاحتمال ووصف هذه الخسارة بأنها تكاليف إجراء أبحاث لتطوير تقنية جديدة، ثم فكر في الحل المناسب لمعالجة الموقف، ووجد أنه إذا قامت الشركة بشراء ما يقدر بـ 5 آلاف دولار من أجهزة تنقية الهواء فستُحل المشكلة، وهذا ما حدث بالفعل ونتجت تلك العملية عن مكاسب بـ 15 ألف دولار للشركة.
 
2. جمع كل الحقائق بأسلوب موضوعي
يسهم هذا الأسلوب في التوصل إلى رؤية حقيقية وأكثر وضوحاً للأمور، فجمع الحقائق بطريقة موضوعية يساعد على التوصل للحقيقة وعدم المبالغة في تقدير المخاوف، واقترح الخبراء وسيلتين لتحقيق ذلك.
 
1- تظاهر المرء بأنه يجمع المعلومات والحقائق التي تسبب قلقه لشخص آخر غيره مما يجعله أقل انخراطا وتأثراً عاطفياً بالأمر.
 
2- تظاهر الشخص بأنه محام يعد نفسه للدفاع عن الطرف الآخر من القضية، وبهذه الطريقة سيجمع الحقائق والمعلومات التي تضر مصلحته بجانب تلك التي تفيده، ثم يقوم بكتابة كل ما يتوصل إليه فتصبح لديه صورة أفضل وأكثر وضوحا للحقيقة دون مبالغة.
 
3. اقتراح حلول للمشكلة
يُنصح الشخص الذي يواجه المشكلة بتحويل موقفه من حيز الخوف والكلام والشكوى إلى حيز اتخاذ خطوات فعلية لحلها، فعندما تساوره المخاوف بشأن أمر ما عليه أن يسأل نفسه 4 أسئلة:
 
1- ما هي المشكلة؟
 
2- ما سبب المشكلة؟
 
3- ما الحلول الممكنة للمشكلة؟
 
4- ما الحل الأنسب من وجهة نظره؟
 
فهذا التسلسل في التفكير يؤدي إلى الإيجابية في التعامل مع المشكلة، فينقل الشخص من سجن القلق والخوف من النتائج إلى فضاء اقتحام المشكلة وحلها، فيتخلص من المشاعر السلبية التي تعيق أداءه.
 
4. تذكر قانون "المتوسط الحسابي"
يشير قانون المتوسط الحسابي إلى احتمالات ظهور حدث معين، وإذا طبق المرء هذا القانون على مخاوفه فقد يجد أن احتمالات حدوثها ضعيفة ولا تستحق كل هذا الخوف من جانبه.
 
وضرب الموقع مثالاً على ذلك من خلال الأسطول الأمريكي، فقد استخدم الأسطول هذا الأسلوب لرفع معنويات جنوده الذين تم نشرهم على سفن مزودة بخزانات وقود ذي درجة عالية من "الأوكتين"، فقط كانوا يخشون من انفجارها مما يودي بحياتهم، فقام قائدهم بإيضاح عملية حسابية بسيطة، وهي أن مائة سفينة من هذا النوع تعرضت للانفجار، منها 60 سفينة طفت على سطح الماء بينما غرقت 5 سفن أخرى بعد 10 دقائق مما سمح لطاقمها بالهروب من موقع التفجير، وهذا يشير لضعف احتمالات تحقق مخاوفهم.
 
5. تحديد حد أقصى للخسارة
يساعد تحديد حدود قصوى للخسارة على تقليص احتمالات حدوث المشاكل، كما يحد من قلق المرء لأنه يدرك أن المشكلة لن تتفاقم إلى المستوى الذي يقلقه.
 
على سبيل المثال إذا كان الشخص يستثمر في سوق الأسهم فعليه أن يحدد لذاته حداَ أقصى للخسارة، فإذا اشترى السهم بمائة دولار، فهو يقرر منذ البداية أنه لن يحتفظ بالسهم إذا تدنى إلى حاجز 90 دولاراً، وإذا بلغ هذا الحد فسيبيعه على الفور دون ضياع أي لحظة في محاولات التحليل والتوقع.