"المرأة تتحمل ضغوطات أكبر بكثير من الرجل، خاصة اذا كان زوجة وأم". هذا ما أكدت عليه مؤسسة شركة "Diet House"، رنا حداد، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تكلمت خلاله عن مراحل تأسيس شركتها، والصعوبات التي تواجهها خلال العمل في هذا المجال، كما شددت على ضرورة تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.

حازت رنا حداد على اجازة في علوم الغذاء والإدارة، وفي علوم التغذية والحميات، من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB". ثم خضعت لفترة تدريب في مستشفى، ,نالت بعدها شهادة الـ"Colloquium" الرسمية من وزارة الصحة.

- كيف أسست "Diet House" ومتى؟

كان "Diet House" في البداية عبارة عن عيادة، ونال أصداءا ايجابية ونجاحا سريعا. وبعد حوالي سنة، افتتحت "Central Kitchen of Diet House"، وعمدنا الى نقل المكتب الرئيسي والمطبخ من منطقة الأشرفية الى سن الفيل.

كانت انطلاقة "Diet House" في كانون الثاني 2010. وفي أيار 2011، توسعت الأعمال وافتتحنا المطبخ المركزي الاحترافي. وتابعنا كافة الخطوات، من الألف الى الياء، وبدأنا بتسليم الوجبات الى المنازل، على شكل "صندوق غذائي" (diet box)، يتألف من فطور، وغداء، وعشاء، بالاضافة الى وجبتين خفيفتين.

في كانون الثاني 2015، افتتحنا مقهى في منطقة الزلقا، وهو عبارة عن مفهوم جديد. اذ أضفنا على "Diet House" كلمة "Express"، وأصبح لدينا "Diet House Express". وسنعمل على افتتاح عدد من الفروع في كافة المناطق اللبنانية خلال السنوات القليلة المقبلة. وسنفتتح خلال مدة سنة فرعين جديدين. فمنذ العام 2011 وحتى اليوم نستمر بتحقيق نجاح تلو الآخر، وأنا أشكر الله على ذلك!

- بماذا يتميز "Diet House" عن غيره من مراكز التغذية في لبنان؟

نتميز بأن كافة الأطعمة التي نقدمها هي قليلة الدهون وخالية من الكولسترول، وبالتالي تتناسب مع كافة الأشخاص، الذين يريدون خسارة أو زيادة الوزن، وحتى النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، والضغط، والكوليسترول، والقلب.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في هذا المجال اليوم؟

المنافسة جميلة ومهمة، وموجودة في كافة المجالات. لكن عندما يتميز الشخص بالمنتج الذي يقدمه، ويعرف كيف يظهر خبرته ويبرز شخصيته، فإن الناس تدل عليه، وتتكلم عنه وعن نجاحه. حينها تسقط المنافسة خاصة اذا كانت ضعيفة، فيما تستمر المنافسة القوية، التي تخلق فينا تحد أكبر، يدفعنا للعمل أكثر، من أجل البقاء في الطليعة.

- هل تمكنت من ايصال خدماتك الى خارج لبنان؟

لم أتمكن بعد من ايصال الأطعمة الجاهزة الى الخارج، لكنني عملت على تسويق وبيع بعض المنتجات والحميات الغذائية، في عدد من البلدان. كما أضفت الى قائمة "Diet House"، منتجات خاصة بالحمية تباع لدى أخصائيي التغذية في لبنان. وكنت أول من أحضر وكالات حصرية لمنتجات مميزة خاصة بالحمية الى لبنان.

مع الاشارة الى أننا نمتلك شركة صغيرة ضمن "Diet House"، نستورد من خلالها هذه المنتجات.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في هذا المجال؟

وضع البلد الصعب يؤثر حتما على الحركة، ولو أن قطاع التغذية يتمتع بالأفضلية على غيره، ويتأثر بنسبة أقل. وعلى الرغم من أن المواطن اللبناني تهمه صحته وشكله الخارجي ونوعية الغذاء الذي يتناوله، لكن دخله المحدود يدفعه للتفكير أكثر، في الكلفة المرتفعة لمنتجات الحميات الغذائية. فأسعار المواد الخام في لبنان ارتفعت منذ اندلاع الحروب الاقليمية، واغلاق المعابر السورية.

كما أن الوظائف تشكل صعوبة أيضا، اذ لا يمكن توظيف أشخاص برواتب متدنية، ان كانوا من اللبنانيين أو الأجانب. هذا الأمر أدى أيضا الى ارتفاع أسعار الخدمات التي نقدمها، وانعكس سلبا على الزبائن، لذلك نضطر أحيانا الى تقديم بعض التنازلات.

- هل تعرضت الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

بالطبع تعرضت لهذا النوع من التمييز، لأنني امرأة أولا، وثانيا امرأة جميلة. فبعض الأشخاص، وخاصة الرجال منهم، يستغربون كم أن هذه المرأة ناجحة وذكية، لأنني أبدو أصغر من سني الحقيقي.

وبالأساس أنا صغيرة في السن، لكن خبرتي طويلة وشخصيتي متكاملة. اذ تعبت وأسست شركتي الخاصة، لكن تعبي أثمر في النهاية.

- ما هي الصفات التي تتمتعين بها، والتي ساهمت في نجاحك؟

قوة الشخصية والأعصاب، وكرم الأخلاق، اضافة الى الكرم بكل ما للكلمة من معنى. كما أنني قريبة الى القلب والى الناس، وبالأخص الزبائن. فأنا لا أتجنب المصاعب، بل أسعى الى هزيمتها، ودائما ما أكون الرابحة!

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك الشخصية؟

عملي أخذ الكثير من وقتي وحياتي، خاصة خلال سنوات التأسيس. لكن اليوم أصبح بامكاني القول أنه لدي فريق عمل متكامل، أستطيع الاتكال عليه، وبالتالي التفرغ لحياتي الخاصة، ولعائلتي ولطفلي الصغير. وبمساعدة العائلة، وفريق العمل، تمكنت من التنسيق بين الاثنين دون عوائق!

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

نحن نعيش في مجتمع ذكوري بامتياز، علما أن المرأة هي كل شيء في جميع العائلات، والرجل يضيع من دونها! لكن اليوم أصبحت المرأة تتولى أهم المناصب في لبنان، وتنال رواتب أعلى من الرجل، مما يشكل أحيانا حالة من الاحباط لدى عدد من الرجال.

انما للأسف تبقى حقوقها الاساسية أقل من الرجل، لكنني متأكدة من أن الوضع لن يستمر على هذا الشكل، ومع الوقت ستتغير الأمور. فأنا أحبذ المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، لا أن تصبح المرأة أهم من الرجل أو العكس، لأنهما يكملان بعضها البعض، وهكذا خلقهما الله!

ولا بد من القول أن الرجل الواثق بنفسه وبعمله ومركزه، يدفع المرأة أكثر كي تتقدم، ولا يغار منها أو يحاول تكبيلها كي يبقى مميزا!

- هل كان "الرجل" داعما لمسيرتك المهنية؟

لطالما كان زوجي ووالدي داعمان أساسيان من الناحية المعنوية والاستراتيجية. لكنني شخص متواضع و"على قد المسؤولية". فأنا أستمع الى كافة النصائح، وأفكر بها، وأرى بماذا اقتنعت، ثم أنفذ! لكنني بالطبع أتأثر بالنصائح البناءة.

- في النهاية، ما هي نصيحة رنا حداد الى المرأة؟

المرأة تتحمل ضغوطات أكبر بكثير من الرجل، خاصة اذا كان زوجة وأم، لأنها ستعمل بشكل متواصل منذ ساعات الصباح الأولى، وحتى أواخر الليل. والأولاد نعمة من الله، وتربيتهم ليست سهلة أبدا، وتتطلب الكثير من الطاقة والوقت.

لكنني أنصح المرأة أن لا تقبع في منزلها، وتتكل على زوجها بشكل كامل، لأنها ستجد نفسها في المستقبل وحيدة، وستعي أنها لم تتقدم ولم تحقق طموحاتها وأحلامها. فالعمل ينمي شخصيتها وخبرتها في الحياة واستقلاليتها، وبالتالي يعطيها القوة والثقة.