إعلاميّ؟ ليس فقط هذا ما يُميّزه .. حبه للعطاء دفع به لمنح خبراته التي كوّنها بنفسه على مدى السنوات للآخرين.. صاحب فكرة تأسيس شركة "Go 4 Media" اللبنانية العاملة على تدريب الشباب ليصبحوا إعلاميين، مخرجين، مُعدّين و روّاد في المجتمع بالصورة التي يفضلون الظهور بها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، و العاملة أيضاً على تسويق السلع و المنتجات بأساليب الـ"PR" هو المسؤول عن مركز التدريب في "Go 4 Media" و إحدى مؤسسين قناة "آسيا"، قناة "النور الإقتصادية" و هي القناة اللبنانية الأولى المتخصصة بالعقارات .. أمين أبو يحيى..

كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع الإعلامي و المدرب أمين أبو يحيى الذي أطلعنا على هذه التجربة الفريدة من نوعها في سوق الإعلام اللبناني .

- ما هي المحطات التي خضتها بدايةً من حياتك الأكاديميّة وصولاً إلى الحياة العمليّة؟

درست الصحافة في كلية الإعلام التابعة للجامعة اللبنانية وفي نفس الوقت إرتدت الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت "LAU" بعد الظهر وتخصصت بمجال الإعلام لأن مجال التلفزيون لم يكن ضمن برنامج الجامعة اللبنانية في ذاك الوقت.

أول تجربة إعلاميّة لي كانت خارج لبنان، عندما حصلت على فرصة للعمل في محطة "الجزيرة" التي كانت في أولى مراحلها عام 1998 وبعد 6 سنوات إنتقلت إلى قناة "العربية" ومنها توجّهت إلى واشنطن وعملت في قناة "الحُرّة" بينما كنت أُحصّل الدراسات العليا في مجال الـ"Communication"، وبعدها عُدت إلى لبنان لأسباب خاصة ، وعملت مستشار في مجال التواصل الاجتماعي ومقدماً للأخبار على شاشة "Asia TV".

مع كل هذه الخبرات  والنشاطات كنت أشعر أن هناك حلقة مفقودة ومن هنا خطرت لي فكرة"Go 4 Media" ، فمن تجربتي الخاصة يمكنني التأكيد بأن النظريات التي ندرسها في الجامعة إذ لم تُطبق لا تُفيد على الإطلاق. عندما كنت طالباً جامعياً لم أتدرب أمام الكاميرا و لم اقم بأي تغطية صحفية ميدانية حَصّلت كل خبراتي في هذا المجال بمفردي من خلال عملي في كلٍ من  "الجزيرة" العربية" و "الحُرّة".

الهدف من ورشات العمل هو تقوية المهارات لكل من يملك الموهبة.

*موهبة أم مهارة؟

-هل تعتقد أن مجال الإعلام يتطلب موهبة أم مهارات يتمكن تُدرس للجميع؟

أؤمن أن العمل في مجال الإعلام يبدأ من داخل الإنسان، فمن تجربةٍ خاصة وصلت إلى قناعة بأن الإنسان لا يبرع إلا في المجال الذي يُحبه، و الدليل هو أنا ففي الماضي تخصصت في الهندسة المعمارية و بعد سنتين إكتشفت أنني لا أنتمي غلى هذا المجال. عندما يجب الإنسان ما يقوم به يعمل بإخلاص وليس ليقضي ساعات العمل المطلوبة منه فحسب.

- ما هو المكون الأساس للرجل الناجح الخبرة أم راس المال المادي؟

الإثنان يكملان بعضهما، إذا كنت أملك  المال وليس لدي أفكار خلاّقة لا أستفيد و نفس السيناريو ينطبق عكسياً.

- ما هي أهدافك من فكرة هذه الشركة ؟

لا تقتصر أعمال الشركة فقط على تدريب مقدمي البرامج  الأخبار  بل تجمع "Go 4 Media" كل تفاصيل الإعلام من التدريب على كتابة الأخبار أي الإعداد، إعداد البرامج، ورشات عمل في الإخراج، دروس في أصول التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي، و خلق الصورة المطلوبة لشخصية معينة أو سلعة معينة عبر شبكات التواصل الإجتماعي و الإعلام التقليدي عبر إستراتيجية الـ "PR".

- هل انت مستعد للتخلي عن خبراتك في مجال الإعلام التي قمت بجمعها على مدى السنين  و إعطائها للآخرين بهذه السهولة ؟

من الواجب علينا توسيع اطارالمعرفة بالخبرات المكتسبة، ففي نهاية المطاف سيأتي جيل جديد من بعدنا ولن ُنخلد على الشاشة كما أن الشاشة تَتسعُ الجميع.

- عندما طرحت فكرة الشركة على الممولين ألم يراودك شعورٌ بالتردد من الأوضاع اللبنانية الإقتصادية والأمنية غير المستقرة؟

بالطبع، تؤثر الأوضاع على عملنا، فمن الطبيعي أن يتردد العملاء الراغبين بخلق صورة إجتماعية معينة لهم من دفع الأموال بأوضاعٍ متوترة، و لكن كل يوم لدينا شخصية جديدة نسعى إلى إبرازها، وسلعة معينة نعمل على تسويقها، كما أن الأشخاص الراغبين في التعلّم و التدرب على أصول الإعلام لن تمنعهم الظروف مهما كانت.

- لماذا إخترت أن تكون فكرة الشركة بالتحديد في لبنان و خاصة أنك وصلت إلى العالم العربي و الغربي؟

أنا تغربت 15 سنة عن بلدي وأدرك تماماً ماذا يعني هذا الشعور، و من واجنا إعطاء شباب لبنان المهتمين بالإعلام خبراتنا المكتسبة من خلال ورش العمل التي تعمل على وضع الطلاب في قلب المجال الإعلامي تقريباً من خلال خوض تجربة جديدة من شأنها أن تضع الطالب تحت الضغط الذي لا شك سيعيشه في المستقبل.

- إلى ماذا يسعى اليوم أمين أبو يحيى للتغير في مجال التدريب الإعلامي؟

ضمن ورشات العمل التي نعمل عليها، إستطعنا دمج وسائل الإعلام التقليدية بوسائل الإعلام الحديثة. فليس مقبولاً اليوم أن يكتفي الإعلامي بالصحف، لذا نعمل على نشر الوعي بأهمية إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي و لكن بالطريقة الصحيحة التي من شأنها أن تخدم الإعلامي أولاً، والرسالة الإعلامية ثانياً. يستطيع الإعلامي اليوم من الإطلاع على كل المصادر المتضاربة و نشر جميع المعلومات بمصداقية و لكن من الواجب عليه ايضاً الإبتعاد عن الأسلوب التحريضي و الإنحيازي.

- ما هي مشاريعك اليوم على المدى القصير و البعيد؟

يُطلب منا  حالياً إنشاء مراكز تدريب مماثلة في كل من الأردن، مصر، سوريا،   فمجال التدريب الإعلامي اليوم مطلوبٌ جداً و فيه نقص.

- من خلال تجربتك، ما هي الرسالة التي تحب إيصالها للشباب المشتتين بالنسبة  للأهداف و الراغبين في تحقيق نجاحات مستقبليّة؟

على الشباب أن يتحلوا بالصبر، و أن يدركوا أن طريق النجاح طويل و ليس مكللاً بالزهور، كما انصحهم بالعمل على تطوير أنفسهم، و أن يشاهدوا البرامج التي تتناول  قصص نجاح لرجال اعمال معروفين وروّاد في المجتمع فأنا شخصياً أشاهد هذا النوع من البرامج و اعتبره عنصرا محفزاً لي.

و فيما يخص الوضع اللبناني لا شيء يبقى على حاله فلبنان من سنين عديدة و هو يعايش حالات متضاربة، و لكن بوجود مواقع التواصل الإجتماعي اليوم تمّ تسليط الضوء على الأوضاع اللبنانية الإقتصادية الامنية والإجتماعية. و أنا أدعو كل شخص لديه مشروع أن لا يؤجل بحجة الأوضاع.

أمين أبو يحيى، إعلاميّ، خلأٌّق و مدرب، حبه لعمله دفعه لوهب خبراته للشباب اللبناني الذي لطالما آمن به ..