استضافت ندوة "حوار بيروت" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من نادي الصحافة – فرن الشباك مع  المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "أي خارطة طريق منتجة للحراك المدني نحو الأفضل؟ ما هي الرؤية؟ وأي مبادرات مطلوبة للتغيير؟ وأي تداعيات للحراك على الإقتصاد  الوطني؟" المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني د. زياد الصايغ، والكاتبة في جريدة النهار سابين عويس.  وشارك في الحوار الصحافيين سوزان برباري، أمين حمادة، وليد الداهوك، ناجي يونس، هلا أبو سعيد، وشنتال فخري.

بداية قال الصايغ أن الحراك الذي حصل نجح في لفت نظر السياسيين الى الواقع الإجتماعي، ولكن أزمة النفايات التي على أساسها إنطلق هذا الحراك هي جزء من التحرك ككل، فالمجتمع المدني أضاء منذ فترة على هذا الموضوع حيث قلنا أن الكهرباء والماء والبيئة هي أمن قومي، ولكن لم يسمعنا أحد.

وأضاف أن كل دول العالم تعرف بأن الإستقرار الأمني والسياسي يحتاج الى إطلاق دينامية إقتصادي تحاكي الواقع وتحاكي إحتياجات المجتمع، وبدون هذا الأمر لا يكون هناك إستقرار.

ولفت الصايغ الى أن التحرك الذي حصل أثبت بأن هناك إمكانية لإستنهاض الشارع والناس من أجل المطالبة بقضايا محقة، ولكن المطلوب اليوم توجيه هذا الحراك الى المكان الصحيح، وبعدها يجب البحث في مرحلة ما بعد هذا الحراك، فالملتقى المدني يهدف بالدرجة الأولى الى الحفاظ على المؤسسات وإنهاء حالات الشغور والحفاظ على الحد الأدنى من الإستقرار. لان هذا الإستقرار هو الأساس الذي يوصلنا الى تغيير فاعل.

وفي سؤال لخداج عن موقع الملتقى المدني من هذا التحرك في الشارع قال الصايغ أن الملتقى المدني هو في صلب هذا الحراك، ولكن لا يمكن إعتبار الحضور في الشارع هو الوجه الوحيد لكل أنواع التحرك، فهناك حراك فكري الى جانب الحراك في الشارع، ونحن في مرحلة هدوء فاعل إذا صح التعبير، ولسنا في حراك منفعلا. وقد تم بالفعل إنجاز عدد كبير من الخطوات، وسيتم إنجاز خطوات أخرى أيضا بهدوء وبعيدا عن الإعلام. فشعار الملتقى المدني هو الوصول الى عقد وطني جامع ومنتج.

وتابع الصايغ أنه لا يمكن السير مع كل حركة تقوم في الشارع، بل يجب على البعض التفكير بهدوء لإحداث التغيير، وأنا أعتقد أن لبنان اليوم يعيش "مأساة المشتركات"، فهناك من يبتز اللبنانيين وتحركاتهم في كل الأمور، وهذه المأساة في المشتركات يجب أن نستغلها للوصول الى "المشترك الجامع".

ولفت الى أنه من غير المنطقي أن يحدث طلاق تام بين السلطة والشارع، لان هناك بالفعل أشخاص في السلطة يمكن الإلتقاء معهم بالأفكار من أجل إحداث التغيير الذي يحفظ البلد والمؤسسات.

وفي موضوع الإعلام، والأداء الإعلامي في مواكبة هذه التحركات قال الصايغ أن فتح الهواء لنقل وجع الناس هو حق، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو من كان يتصدر الشاشات لمواكبة هذا الحراك؟ ... فمنهم من كان محسوبا على جهات سياسية، وبعضهم منزلقين باللا رؤية لمستقبل هذا الحراك.

وأضاف "بالطبع هناك دور أساسي يجب أن يلعبه الإعلام، ونحن في الملتقى المدني بحثنا بهدوء الحركة الإعلامية التي حصلت، ورأينا بان الإعلام يجب أن يلتقي في مثل هذا الحراك لحمايته، ولعدم السماح بإستغلال الناس من أجل حقن الناس... فهناك فرق كبير بين حقن الناس وبين توجيههم نحو الأفكار والمبادرات الصحيحة".

من جانبها أشارت الكاتبة في جريدة النهار سابين عويس الى أن ما رأيناه في الأسابيع الماضية هو جزء من مشهد سياسي وإجتماعي متكامل، حيث رأينا حركة في الشارع قابلها محاولة من السياسيين لتلقفها والدعوة الى الحوار.

وأضافت "للأسف هناك إختراقات لهذا المشهد تهدف الى تغيير صدقيته وهدفه... والمشكلة هي أن اللبناني يتكيف دائما معالتغيرات، فهو تكيف مع عدم وجود الكهرباء، والمياه، ومع سوء الطرقات وغيرها من الأمور... فكيف يمكن الطلب من المسؤولين التحرك والعمل لشعب لا يبالي ولا يحلسب؟ ".

وقالت عويس "هناك هوّة كبيرة بين المواطن والمسؤول، فلا المواطن يعرف حقوقه وواجباته، ولا الدولة قادرة على حماية حقوقها والحفاظ عليها والقيام بواجباتها".

ولفتت الى أنه في الساعة الأولى من الحراك الأول (22 آب) كانت المطالب جدية والتحرك عفوي، ولكن بعد ذلك تغير المشهد وإنقسم الى عدة مشاهد، فرأينا مشهد فوضوي يعكس لإفلاس الدولة وإفلاس الناس.

وتابعت باننا "أغنياء جدا بفكرنا كمبادرات فردية، ولكننا فقراء ومفلسين كمجموعات... وهذا ما برهن عليه خلاف المتظاهرين فيما بينهم حول الأهداف والرسالة ... فحتى الصوت الواحد غير متفق عليه، وهذا يعبر عن إنهيار إجتماعي الذي هو أخطر بكثير من الإنهيار الإقتصادي".