بعد أن قام قراصنة في 31 أب من العام الماضي بإختراق منصة "iCLOUD" التابعة لـ"آبل" وتريب ونشر صور عارية لعدد كبير من المشاهير الأكثر شهرة في هوليوود مثل "جنيفر لورانس" وغيرها، يؤكد خبراء أن بعد سنة من الحدث لم تحل القضية بعد.

وقد أدى التحقيق الذي قام به جهاز الـ"FBI" لمداهمة عدة عناوين ومصادرة معدات إلكترونية ولكن لا تزال القضية مفتوحة حتى الآن ولم توجه أي اتهامات لأحد.

ورغم أن آبل نفت تمكن بعض القراصنة من الوصول الى خوادمها أثناء الهجوم يقول بعض خبراء الأمن أن أصل المشكلة هو كلمات المرور.

وقال خبير أمن الإنترنت جوناثان ساندر: "إن iCLOUD ليست آمنة، وهي أقل أمنا من منصة آخرى" مشيرا الى ان "المشكلة هي في ضعف كلمات المرور الخاصة به... فكلمات المرور التي يستخدمها الناس هي الحلقة الأضعف. ويعتقد أن القراصنة إستهدفوا حسابات أشخاص مشهورين وحاولوا العمل على هذه النقطة بالذات حتى تمكنوا من الدخول إليها".

وقد حاولت شركة "آبل" تحسين الوضع الأمني بعد هذا الهجوم، وذلك بإضافة "مرحلة ثانية" لتسجيل الدخول إلى الحسابات، حيث أصبح على المستخدم القيام بخطوتين للدخول الى حسابه.

كما أضافت "آبل" نظام إشعارات البريد الإلكتروني " email notification system" الذي يقوم بإبلاغ المستخدمين عندما يحاول شخص ما للوصول إلى حساباتهم من جهاز آخر.

لكن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة أمن الإنترنت "ليبرمان" السيد ساندر، قال أن الطبيعة البشرية هي المشكلة، حيث أن عدد كبير من المستخدمين يقومون بإستخدام أسماء حيواناتهم أو أشياء أخرى يملكونها ككلمات مرور للحسابات الخاصة بهم، وهذا الأمر يساعد كثيرا في نجاح الهجمات الإلكترونية بسهولة".

وأضاف ساندر: "وجهة نظر المستخدم فيما يتعلق بأمن الإنترنت شبيهة بوجهة نظرهم في الصحة الجيدة، حيث أنهم لا يعرفون بأن على الشخص القيام بالكثير من التمارين الرياضية للحصول على صحة جيدة، وكذلك عليه إستخدام كلمات مرور فريدة من نوعها ليحصلوا على درجة أعلى من الأمان لحساباتهم المختلفة على شبكة الإنترنت".

من جانبه قال محلل أمني رفيع في شركة البرمجيات " Tripwire" كين يستن، أن مخاطر الأمن على الانترنت شهدت إرتفاعا في العام الماضي ... مشيرا الى أننا كمستهلكين قد وضعنا قدرا كبيرا من الثقة في الشركات التي توفر الخدمات القائمة على منصات الإنترنت ... ولكننا نعرف أنه ليس من الممكن جعل أي نظام آمن مئة بالمئة".

وتابع "الشيء الوحيد الذي يقف بين البيانات الخاصة بنا والتي يتم تخزينها في شبكة الإنترنت والمهاجمين، هو بعض العزيمة والمهارة من جانبهم وقليلا من الحظ".

لذلك فإن رغم كل الجهود التي تقوم بها الشركات العالمية لتوفير الحماية للمستهلكين، تبقى غير كافية برأي الخبراء، وللمستخدم دور كبير في حماية نفسه من تلك الأمور إما بواسطة إستخدام كلمات مرور فريدة من نوعها، أو عدم نشر أمور خاصة جدا في الحسابات الخاصة به على شبكة الإنترنت.