على الرغم من أنه مضى أكثر من ربع قرن على هجرة يهود لبنان نحو دول أوروبية وأميركية، ولم يبق منهم فعلياً داخل الوطن سوى 500 فرداً يعيشون بالخفاء بعيداً عن العيون، إلا أن أملاك هذه الطائفة "الموسوية" لا تزال تحمل إسمهم ولا تزال عائداتها تصل إليهم عبر محامين لبنانيين مكلفين من قبل رئيس الطائفة إيزاك آرازي، حيث يجني هؤلاء المحامين إيرادات هذه العقارات ويرسلونها إلى أصحابها في الخارج.

أملاك اليهود في لبنان تتوزع بنسبة كبيرة جداً في صيدا وأطرافها، ثم بيروت تليها بحمدون وعاليه ثم طرابلس، إلى جانب بعض المنازل ومعبد قديم في دير القمر، وهناك أملاك فردية صغيرة لا تزال موجودة بإسمهم في منطقة الدورة وسد البوشرية وبرمانا وجونيه.

في صيدا يوجد فوق الـ300 عقار، بينهم 200 عقار داخل حارة اليهود والباقي موزعين خارج تلك الحارة وتحديداً على الواجهة البحرية للمدينة وأيضاً هناك عقارات على شكل بساتين موجودة في الزهراني والغازية وشرق صيدا.

يتولى مهام الإشراف ومتابعة هذه الأملاك (في صيدا فقط)، رجل الأعمال اليهودي الصيداوي إيزاك ديوان (وهو مسؤول مهم في المصرف المركزي في نيويورك، وهو من يوكل محامين لبنانيين لمتابعة تحصيل إيردات هذه العقارات سنوياً.

وبحسب رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، فإن "معظم هذه الأملاك لا تزال إيجاراتها على العقود القديمة، أي أن ارباحها لا تعطي دخلاً مهماً لأصحابها، ولكنهم يفضلون متابعة تحصيل حقوقهم عوضاً عن تركها".

عدا عن أملاك الوقف اليهودي في العاصمة الجنوبية، والتي تأتي على شكل معبد داخل الحارة وهو مؤجر حالياً لعائلتين سورية وفلسطينية، يوجد مدافن لهم قبالة مكب النفايات في المدينة وقد تم ترميمه وتسييجه منذ سنتين تقريباً، هناك أيضاً مدرسة للوقف (الأليانس) وقد تم تحويلها برضا الوقف إلى مبنى للسكن حالياً.

صيدا جوارها أكثر ما لديهم فيها من عقارات وأملاك:

أما العقارات الفردية فهي بمعظمها منازل قديمة، ومحلات داخل الحارة وخارجها، إلى جانب عدد من البساتين، ويقول الدكتور طالب طالب المتابع لملف يهود صيدا للـ"إقتصاد" أن "آخر عقار يهودي تم بيعه كان في العام 2001 وهو بستان ليمون في منطقة الغازية إشتراه رئيس بلدية البلدة السابق بالتراضي مع أصحاب العقار وبالإتفاق مع محامي هذه العائلة اليهودية، أما باقي الأملاك فهي لا تزال إيجاراتها على العهد القديم ولا تجني أكثر من 200 ألف ليرة أو أكثر بقليل سنوياً، ولكن أصحابها يرفضون بيعهاحالياً".

مضيفاً أن "هناك أملاك مجهولة المصير كون أصحابها لا يسألون عنها ربما ماتوا ولا ورثة لهم، أو ان أولادهم لم يعودوا مهتمين بهذه العقارات".

ومن هذه الأملاك نذكر:

-عقار رقم 151/20 طابق أول وثاني ملك الطائفة الإسرائيلية . مفرق حارة اليهود (سوق الخضرية) .

-عقار رقم 168 طابق أرضي محل كندرجي . المالكون نسيم شمنطوب بوليتي ومريم أسحاق لاوي وبشير درويش سنجر .

-عقار رقم 182 الشارع دكان ملك جوزفين نكري عطاري وشركاها.

-عقار رقم 183 الشارع دكان ملك جوزفين نكري عطاري وشركاها.

-عقار رقم 195 الشارع للسكن ملك ابراهيم كوهان الصفدي وأخيه موسى .

-عقار رقم 208 حي السراي ملك الطائفة الإسرائيلية في صيدا .

-عقار رقم 209/1 كندرجي في حارة اليهود ملك ابراهيم الياهو ديوان .

-عقار رقم 209/2 للتجارة في حارة اليهود ملك عبد الله البدوي النقيب وشركاه .

-عقار رقم 209/3 نجار في حارة اليهود ملك احمد ابراهيم النحولي.

-عقار رقم 209/4 للتجارة في حارة اليهود ملك سعد الدين محمد علي البص .

-عقار رقم 209/5 للتجارة ملك ورثة حنيفة محمد النقيب .

-عقار رقم 209/6 للتجارة في حارة اليهود ملك سعد الدين البص وشركاه .

-عقار رقم 209/7 منجد في حارة اليهود ملك زبيدة محمد البعاصيري وشركاه .

- عقار رقم 209/8 للتجارة في حارة اليهود ملك بارعة محمد مصطفى البزري .

-عقار رقم 209/9 للتجارة في حارة اليهود ملك بشير بدوي الديماسي .

-عقار رقم 209/10 للتجارة في حارة اليهود ملك شريف محمد مصطفى البزري .

-عقار رقم 209/11 للسكن سفلي وثالث علوي في حارة اليهود ملك روزيت نسيم لاوي .

-عقار رقم 209/11 حارة اليهود ملك ابراهيم إلياهو ديوان .

-عقار رقم 209/12   للسكن في حارة اليهود ملك ابراهيم حاييم برزلاي .

-عقار رقم 209/13 محل للنجارة في حارة اليهود ملك وقف ذرية صالح البزري .

-عقار رقم 209/14 محل للنجارة في حارة اليهود ملك وقف الطائفة الإسرائيلية في صيدا .

-عقار رقم 209/15 للسكن في حارة اليهود ملك وقف الطائفة الإسرائيلية في صيدا .

-عقار رقم 209/16 للسكن في حارة اليهود ملك ورثة الحاخام يعقوب خضري .

-عقار رقم 209/18 للسكن سفلي في حارة اليهود ملك وقف جوامع صيدا .

-عقار رقم 209/19 في حارة اليهود ملك وقف ذرية صالح البزري للأوقاف في صيدا .

-عقار رقم 209/20 للسكن في حارة اليهود ملك وقف كنيس الطائفة الإسرائيلية في صيدا .

-عقار رقم 209/21 للسكن سفلي في حارة اليهود ملك آمال سليم الدبغي .

-عقار رقم 209/22 للسكن في حارة اليهود ملك مروان الياهو بلسيانو و نسيم الياهو بلسيانو .

-عقار رقم 209/23 في حارة اليهود مشترك بين الأقسام 24و25و26و51و 53.

-عقار رقم 209م24 دكان للتجارة في حارة اليهود مستأجر من قبل بخور بوليتي ملك ورثة اسحق معتوق نكري.

-عقار رقم 209/25 للسكن في حارة اليهود ملك هابين بن أصلان فورتي .

-عقار رقم 209/26 في حارة اليهود مشترك بين القسمين 15و 25.

-عقار رقم 209/14و15 حارة اليهود ملك وقف الكنيس للطائفة الإسرائيلية في صيدا .

عقار رقم 209/20 حارة اليهود ملك وقف الكنيس للطائفة الإسرائيلية في صيدا .

-عقار رقم 209/22 حارة اليهود ملك مروان إلياهو بلسيانو ونسيم إلياهو بلسيانو .

-عقار رقم 209/24 (دكان في حارة اليهود) ملك اسحاق معتوق نكري .

أما بالنسبة إلى أملاك الطائفة في بيروت فيقول محامي الوقف الموسوي باسم الحوت أن "أملاك الوقف موزعة بين كنيس ابراهام ماغن ومدفن الطائفة في  منطقة السوديكو، وهذه ممتلكات لا يمكن بيعها، أما عن منازل ومحلات اليهود فهي باتت على شكل أسهم في سوليدير كون معظم أملاكهم كانت في وسط بيروت (وادي أبو جميل سابقا)، وباقي العقارات هي فردية ومحدودة كانت موجودة في زقاق البلاط والأشرفية".

أما في بحمدون التي كانت مصيفاً لهم (كذلك مدينة عاليه) فيوجد لديهم فيها عدد من المباني منها مهجورة ومنها مؤجرة ولكن بأسعار قديمة، ويوجد ما يقارب الـ5 مباني تم تأجيرها مؤخراً (منذ 3 سنوات) بأسعار جديدة ، كذلك عرض عدد من اليهود عبر موكليهم شققهم للبيع بأسعار مقبولة فقط لم تتجاوز الـ70 ألف دولار أميركي ، وفقط كي يتخلصوا من مسألة متابعة العقارات ومشاكلها.

وتجدر الإشارة إلى أن وقف اليهودي لديه معبد في بحمدون –الضيعة ولم يتم ترميمه بعد كون لا ميزانية موجودة لدى الوقف من أجل ذلك.

الأملاك في طرابلس:

في طرابلس وتحديداً في محيط الزاهرية كان هناك مدفناً لهم، ولكن في السبيعنات من القرن الماضي تم تدميره، وبعد عودة الهدوء في أول التسعينات، تم تزوير هذا العقار من قبل شخصيات نافذة وتم شراء أرض المدفن وتحويلها إلى محطة  وقود، ولا يزال الخلاف قائم بين صاحب المحطة وبيوت الوقف اليهودي، وقد حاولنا التواصل مع رئيس الطائفة في لبنان إيزاك آرازي لمعرفة تفاصيل الحكاية فضل عدم الظهور في الإعلام بتاتاً والإبتعاد عن أي حساسية تجاه ملف اليهود بشكل عام.

كما الوضع في صيدا كذلك في طرابلس، فهناك 180 عقارا على شكل منازل وعمارات في حي اليهود القريب من حي النجارين المعروف في المدينة، كما لديهم 90 محلاً معظمها لا تزال بإسمهم ويتم تأجيرها بأسعار زهيدة، وهناك ما يقارب الـ30 منزل مهجور ولا يسكنها أحد وأصحابها مجهولين، وذلك بحسب مختار المنطقة محمد دندشي.

وأخر هجرة ليهود طرابلس كانت في العام 1967، فتركوا أملاكهم وهربوا بعد إحتلال الضفة الغربية في فلسطين من قبل الإسرائيليين، فخاف هؤلاء من ردة فعل إنتقامية من أبناء طرابلس وهربوا نحو بيروت ثم إلى أوروبا تاركين هذه الأملاك التي أعيد فتح ملفها من قبل محامين مكلفين في العام 1990، ومن تابع ملف أملاكه باع ما كان يملتكه، ومنهم لا يزالون يجنون إيرادات رمزية سنوية، وهناك أملاك لا تزال تنتظر من يطالب لها، ولكن بعض الأشخاص تمكنوا من السيطرة عليها بسبب موت السجل وفوات السنوات الطويلة دون أي مطالبة من قبل أصحابها.

وتجدر الإشارة إلى أن يهود لبنان الحاليين معظمهم أثرياء جداً، ولديهم أعمالهم في لبنان والخارج لكنهم لا يفضلون الظهور بتاتاً، ومن بين هؤلاء الرجل الأعمال إدغار بيتشوتو الذي يمتلك مصرفاً معروفاً في لبنان، كذلك لديه مجمعاً سكنياً وتجارياً في الأشرفية، وهناك رجل الأعمال إيزاك مزراحي الذي يمتلك معرضاً كبيراً للسيارات في الجميزة ولديه عددا من المحلات التجارية في المتن الشمالي منها كاليري لبيع الأنتيكا، ومنذ سنتين فقط غادر رجل الأعمال إدمون اللاتي لبنان بعد أن باع مصرفه في التباريس "بنك اللاتي"، متوجهاً إلى أميركا.

وهناك عدد من هؤلاء اليهود الذين يمتلكون أسهماً تجارية في عدد من المشاريع السكنية الضخمة في بيروت وجوارها، كما لديهم مشاريع سياحية ضخمة وأسهم في شركات عالمية موجودة في لبنان، لكن بحسب موكليهم لا يحبذون إطلاقاً الظهور الإعلامي خوفاً من وضعهم الحساس وسط حساسية الأوضاع الأمنية والإجتماعية والحزبية في لبنان.