يعد العمل الإداري من أهم الأعمال على الاطلاق، وهو عصب حياة المؤسسات والشركات، والسببب الرئيسي لنجاح أي مشروع يتوقف بالدرجة الأولى على كفاءة وجودة إدارته، وهذه الكفاءة لا تأتي بالتمني والادعاء بل بالمزيد من العلم والخبرة والاطلاع والتدريب ومجاراة كل جديد في علـم الإدارة. وخاصة الإدارة الحديثة وما تحتويه من تجديد في المفاهيم والنظريات والمبادئ، قدمت العديد من الفوائد الجليلة للقطاعات الإدارية بمختلف أنواعها وأشكالها، وكان من أهم ما قدمت ما يسمى: الإدارة بالأفكار.
 
والجدير ذكره أن أصل الإدارة ظهرت بالأفكار على نحو غيرها من العلوم الحديثة، وقد كان ذلك في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، ليأتي ظهورها بعد علم الإدارة بالأهداف ، والذي انتشر على مستوى العالم في فترة زمنية وجيزة.
 
وتتلخص فكرة الإدارة بالأهداف في أنها: أسلوب إداري يقوم على مشاركة الرؤساء والمرؤوسين في المؤسسة أو الشركة أو المنظمة بتحديد الأهداف الوظيفية لكل موظف في الشركة، ثم تتم المقارنة بين أدائه الفعلي لوظيفته والأهداف المحددة مسبقًا، وفي حالة وجود انحراف أو تقصير يتم توجيه الموظف نحو الأهداف المحددة والمخطط لها من قبل.
 
وقد توصل علماء الإدارة إلى أن الفكرة تسبق تحديد الهدف، وهذا أمر طبيعي، فالموظف تأتي له الأفكار قبل أن يحدد أهدافه الوظيفية، وكلما كانت هذه الأفكار ذات قيمة كانت الأهداف قيمة، ومن هنا ظهر الأسلوب الإداري الجديد وهو: الإدارة بالأفكار، والذي يقوم على تجميع والاحتفاظ بالأفكار التي ترد على ذهن الموظف - خاصة الإداري - ثم دراستها، ووضع المفيد منها موضع التنفيذ، مما يعود بالنفع العام على الشركة أو المنظمة، وبالنفع الخاص على صاحب هذه الأفكار، التي قد تتحول إلى ابتكار أو إبداع أساليب تميز الشركة عن غيرها.